الإمداد والتموين في القوات البرية

إنضم
1 أكتوبر 2007
المشاركات
870
التفاعل
86 0 0
لكل شيء في الحياة مبدأ ينطلق منه ويرتكز عليه، ويعتبر المفكر والباحث (فوللر) أول من استنبط مبادئ حرب واضحة المعالم طبقتها القوات البريطانية عام 1920م ، بعدها ظهرت مبادئ الحرب الرسمية الأمريكية، ثم وضع (فوش) مبادئ الحرب الفرنسية. وبقيت تلك المبادئ محل التجربة والتطبيق حتى الحرب العالمية الثانية ورغم أن هناك اختلافاً في المبادئ عند بعض الجيوش إلا أنها لا تتغير كثيراً من حيث المضمون، ومن وجهة نظر الكثير أن مبادئ الحرب عند الجيش الأمريكي التي طورها ورسخها (جونستون) هي الأكثر شمولية.

لاحظنا في القرون السابقة كيف أن الإمداد والتموين كان يتطور بشكلٍ طردي مع تطور الجيوش ، وكان عصر الصناعة ( القرن الثامن عشر) هو البذرة الأولى لتطور مفاهيم وإستراتيجيات الحروب، وهو العصر الذي ظهرت فيه البندقية والمدفع والآلات البخارية. ثم شهد القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين ظهور الفكر العسكري المنطقي، وظهورالمنظرين العسكريين، أمثال (كلوزفيتز) و(جوميني) و (ليدل هارت) وغيرهم، وقد تطرق كلوزفيتز في كتابه فن الحرب إلى أهمية التركيز على قوات العدو وما لديه من موارد لإستخدامها في تقدير الموقف ، أما ليدل هارت فيستطيع من أطلع على نظريته (الاقتراب غير المباشر) أن يلمس مدى تركيز النظرية على القضاء النفسي على الخصم قبل القضاء عليه مادياً، ومن أساليب القضاء النفسي على الخصم تدمير خطوط مواصلاته ومحاور إمداده في العمق.
وعندما تسنم هتلر للحكم عام 1933م، ركز على مكننة الجيش ، ورغم أنها نقلة نوعيه في قطاع النقل بالذات، إلا أن قطاع الصيانة لم يكن يملك القدرات والمهارات اللازمة لصيانة تلك العربات. كما أنه لم يتضح بعد أسلوب صيانة ونقل احترافي.
وبعد انتهاء الحربان العالميتان وحصول الاستقرار السياسي والعسكري في أنحاء شتى من الكرة الأرضية، أنفجر سباق التسلح المحموم في كثير من الدول. وعكفت الجيوش على إعادة هيكلة وحداتها، وصياغة مذاهبها واستراتيجياتها العسكرية، بالشكل الذي يتناسب مع المتطلبات المستقبلية متخذين من الدروس المستفادة من الحربين العالميتين مرجعاً لهم. وحظي الإمداد والتموين بجزء كبير من الاهتمام، فظهرت بوادر إمداد وتموين حديث ومنظم. وأصبحت الفلسفة العامة له كالتالي:
× يتم التخطيط والتنفيذ للإمداد والتموين على ثلاثة مستويات: إستراتيجي، عملياتي، تكتيكي.
× مستويات الإسناد أربعة مستويات: تنظيمي ، مباشر ، عام ، ومركزي.
× كل مستوى تمويني يطلب الإسناد من المستوى الأعلى منه ويُقدم الإسناد للمستوى الأدنى منه ولا يجوز تجاوز المستوى التالي وطلب الإسناد من المستوى الذي يليه إلا في حالات خاصة.
*قصر خطوط الإمداد يُعطي تميزاً قوياً للعمليات العسكرية.
*كل مستوى إسنادي له قدرات محدودة.
*كل ما تم تقديم الإسناد التمويني بكفاءة عالية انعكس ذلك إيجاباً على جاهزية الوحدات، وروح الجند المعنوية.
*يجب أن تعمل وحدات الإمداد والتموين في إندماج وتكامل تام.
*يتم الاعتماد على نظام المستودعات التموينية وورش الصيانة الثابته في مواقع القوات (المعسكرات).
*على كل وحدة الاحتفاظ بكميات كافية من التموين ولعدد مُحدد من الأيام، لتستطيع القيام بمهامها القتالية حتى وصول إسناد من مستوى أعلى.
*يجب على كل وحدة الاعتماد على وسائل نقلها العضوية وعند الحاجة يتم طلب الإسناد من المستوى الأعلى.

*الإسناد التنظيمي


-أدنى مستوى إسناد- يُقدم لكتيبة، والإسناد المباشر يُقدم لمستوى لواء، والإسناد العام أعلى من مستوى لواء.
*تحتوي كل كتيبة قتالية على فصائل إمداد وتموين وركن تموين، وكل لواء يحتوي على كتيبة إمداد وتموين وركن تموين وسرية هندسة وطبابة لإسناده.
*تملك كل وحدة جدول تنظيم ومعدات، يُحدد استحقاقها من المواد التموينية ، ويجب التقيد به.
*الإسناد الفعال هو الإسناد الذي يتم في الوقت والمكان المناسبين، وبالكميات المناسبة.
*السياسة التموينية الحديثة تُركز على الإسناد الفعال بتكلفة أقل.
*وحدات خدمات إسناد القتال تقدم الإسناد في الميدان، ويجب أن تكون مرنة بالشكل الذي يساعدها على التحرك خلف القوات، وينطلق منها عناصر سريعة الحركة لتقديم الإسناد المباشر داخل محاور التقدم.
*الاستفادة القصوى من الأنظمة الآلية في تسهيل إجراءات الإمداد والتموين، وربط الوحدات والمستودعات التموينية بعضها ببعض. ومراقبة المخزون وتسهيل عمليات الطلب والصرف.
وبناءً على الفلسفة السابقة فقد تعددت التعريفات والمفاهيم التي تصف الإمداد والتموين، وجميعها تصب في اتجاهٍ واحد، ومن أهمها ما يأتي:
*الإمداد والتموين هو تكامل النقل والتموين والتخزين والصيانة، وتحقيق العتاد، والتعاقد، وجعلها عملاً واحداً يضمن عدم حصول أي خلل في هذه المجالات، ويمهد الطريق لإنجاز مهمة أو إستراتيجية مُحددة.
*علم الإمداد والتموين هو علم تخطيط وتنفيذ وحركة وصيانة القوات، ويشمل التخطيط، التطوير، الطلب، التخزين، الحركة، التوزيع، الصيانة، الإخلاء، التخلص من الممتلكات.
لكل شيء في الحياة مبدأ ينطلق منه ويرتكز عليه، ويعتبر المفكر والباحث (فوللر) أول من استنبط مبادئ حرب واضحة المعالم طبقتها القوات البريطانية عام 1920م ، بعدها ظهرت مبادئ الحرب الرسمية الأمريكية، ثم وضع (فوش) مبادئ الحرب الفرنسية. وبقيت تلك المبادئ محل التجربة والتطبيق حتى الحرب العالمية الثانية ورغم أن هناك اختلافاً في المبادئ عند بعض الجيوش إلا أنها لا تتغير كثيراً من حيث المضمون، ومن وجهة نظر الكثير أن مبادئ الحرب عند الجيش الأمريكي التي طورها ورسخها (جونستون) هي الأكثر شمولية، وهي كالتالي:
الهدف، والهجوم، والحشد، والاقتصاد في القوى، والمناورة، ووحدة القيادة، والأمن، والمفاجأة، والمرونة، والروح المعنوية، والشؤون الإدارية، وحرية العمل، والمبادأة، وخفّة الحركة.
وفيما يخص الإمداد والتموين، فقد تمت صياغة مبادئه بشكل يتناسب مع مبادئ الحرب، فيجب أن تكون مبادئ الإمداد والتموين تدعم كل مبدأ من مبادئ الحرب. لينعكس ذلك بأثر إيجابي على قدرات القوات.
مبادئ الإمداد والتموين هي:
*التنبؤ
*التكامل
*الاستجابة (الإسناد الصحيح بالكميات المناسبة في المكان والوقت المناسبين).
*البساطة (الابتعاد عن التعقيد والتركيز على الفاعلية في التخطيط والتنفيذ لعمليات الإمداد والتموين في مسرح العمليات).

*المرونة (القدرة على تكييف إجراءات وتعليمات الإمداد والتموين للتوافق مع متغيرات الوضع الراهن والمهمة ومبادئ العمليات).

لاقتصاد (يتحقق الاقتصاد في التموين عندما يكون الإسناد الفعال باستخدام موارد قليلة وبتكلفة أقل، في حدود مقبوله من المخاطرة).

*الكفاية (القدرة على تزويد الحد الأدنى من المواد التموينية الجوهرية والخدمات الضرورية لمباشرة العمليات القتالية).

*الدعم ( الحفاظ على الدعم التمويني لكل المستفيدين في مسرح العمليات خلال فترة العمليات)

*الارتجال
*الاستمرارية


كانت الحروب الحديثة التي حدثت في النصف الأخير من القرن العشرين كحرب الخليج الثانية (1991م) والبلقان، ثم الحرب ضد طالبان في أفغانستان، وانتهاءً بالحرب ضد العراق، بمثابة الفرصة الحقيقية للجيوش الحديثة لتطبيق المبادئ والمفاهيم الجديدة على أرض الواقع، ففيها تشكلت كثير من مفاهيم الحرب الحديثة، ونظريات ومذاهب القتال المتطورة. وعدت عملية الإمداد والتموين في حرب الخليج الثانية أكبر عملية على مر التاريخ، وقد وصفها صاحب السمو الملكي الفريق أول ركن- خالد بن سلطان بن عبدالعزيز في كتابه (مقاتل من الصحراء) بقوله"..أما حرب الخليج فكانت جنة لرجال التكتيك من قوات التحالف، ولم تكن جحيماً على الإطلاق لرجال الإمداد والتموين، بل كانت أيضاً جنةً لهم فالإمدادات وفيره، والتموين سخي. فهي بالتأكيد، الحرب الأولى في التاريخ التي لم يفقد الجنود خلالها وجبة طعام واحدة!" وأطلق على حرب الخليج أيضا (حرب رجال الإمداد والتموين) ففيها طُبقت جميع أساليب ومهارات الإمداد والتموين، ومنها استنتجت الدروس والخبرات التموينية التي أعلنت ولادة مذاهب حديثة في علم الإمداد والتموين.



وظائف الإمداد والتموين هي:
*تجهيز القوة بالرجال
*التسليح
*تزويد الوقود
*الإصلاح
*الحركة
*الإدامة

فروع الإمداد والتموين:


أولاً: التموين
التموين هو جميع العمليات التي تشمل إدارة وتسلم، وتخزين، وصرف جميع أصناف التموين المطلوبة للقوات.
وقد تم تصنيف الممتلكات إلى: ممتلكات ثابتة (كالمباني والأثاث..الخ) وممتلكات شخصية (كالعهد الشخصية). وتستحق كل وحدة تموينها بناءً على جدول التنظيم والمعدات أو الحمولات الأساسية من التموين.
وتختلف إدارة التموين في حالة السلم وفي المعسكرات عنها في مسارح العمليات. ففي المعسكرات تتم إدارة التموين بواسطة نظام المستودعات الثابتة، التي تُقسم إلى عدة أقسام ومستويات، حسب مستويات الإسناد وحجم القوة. فهناك مستودعات مركزية، ومستودعات فرعية ومستودعات طوارئ... وتُخزن المواد التموينية في المستودعات بأساليب علمية مدروسة، والمستودعات من الداخل مُقسمة إلى صفوف وكل صف مُقسم إلى أعمدة وكل عمود مُقسم إلى أرفف، وجميعها مُرقمه بأسلوبٍ يجعل الوصول إليها غايةً في السهولة.
والمواد داخل الرفوف تحمل أرقام مخزون أو أرقام مواد خاصة فيها، وقد تم بناء رقم المخزون بحيث يتكون من ثلاث عشرة خانة تُمثل الأربع خانات الأولى منها رقم الصنف التمويني الرئيسي والفرعي الذي تنتمي إليه المادة، وتمثل الخانتان اللتان بعدها رمز الدولة المستوردة منها المادة. وباقي الأرقام تسلسلية. كما أن بعض الدول وحدت أرقام المخزون فيما بينها، كحلف (الناتو) مثلاً. وبامكان أي تمويني من تلك الدول الاستفسار عن المادة برقم واحد من خلال نظام واحد.
والمستودعات مرتبطة ارتباطاً مُباشراً بعضها مع بعض في جميع الاتجاهات (تصاعدى، وتنازلي، وأفقي). وقد وفر استخدام الحاسب الآلي الكثير من الوقت والجهد في إدارة تلك المستودعات وعلاقتها ببعض. فأصبحت مستويات التخزين والتكديس والطلبات تُقدر آلياً. وأصبح النظام الآلي التمويني يرتبط ارتباطا مباشراً مع أنظمة آلية أخرى، ليستقي منها معلوماته الضرورية في التخطيط، والطلب والصرف، كنظام القوى العاملة ونظام الشؤون المالية ونظام التسليح....إلخ.
ولتسهيل إدارة المواد التموينية ومراقبتها فقد قامت الجيوش بوضعها في أصناف مختلفة، حسب النوع والخصائص، وتختلف هذه الأصناف في عددها من جيش إلى آخر، فتجدها ستة أصناف عند البعض وعشرة أصناف عند الآخر، ولكن تصنيفها إلى عشرة أصناف هو الشائع عند اغلب الجيوش، وهي كالآتي:
الصنف الأول: الإعاشة. ويتم صرفها حسب حجم الوحدة البشري.
الصنف الثاني: الملابس، التجهيزات الفردية، العدد، المعدات الشخصية...الخ. ويتم صرفه حسب الحجم البشري أيضاً.
الصنف الثالث: الوقود (الوقود بأنواعه- الشحوم- الزيوت- الديزل) ويتم صرفه حسب معدلات الاستهلاك والمسافة ونوع المهمة والبيئة.
الصنف الرابع: المواد الإنشائية (أخشاب - حديد - سقالات) ويتم صرفه حسب أوامر خاصة.
الصنف الخامس: الذخيرة (قنابل، ألغام، صواريخ، طلقات عادية) ويتم صرفه حسب نوع المهمة ونوع الأسلحة ومعدلات استهلاك محددة.
الصنف السادس: الاحتياجات الشخصية (صابون، إدوات حلاقة، مناشف، معاجين أسنان..) يتم صرفه حسب الحجم البشري للوحدة.
الصنف السابع: المواد الرئيسية (دبابات، مدافع، عربات، مولدات) يتم صرفه حسب جداول الأنظمة والمعدات للوحدات أو حسب أوامر خاصة.
الصنف الثامن: المواد الطبية. يتم صرفها حسب نوع المهمة والبيئة وحجم القوات وتقديرات طبية أخرى.
الصنف التاسع: قطع الغيار ( عدا قطع غيار المواد الطبية) يتم صرفه حسب حمولات مُقررة من قطع الغيار وقوائم تخزين يتم إعدادها من قبل كل وحدة أو حسب المهمة والحالة.
الصنف العاشر: مستلزمات مساندة البرامج غير العسكرية ( معدات زراعية، حبوب زراعية، أسمدة، آلات حفر).
تقع مسئولية إسناد الوحدات المقاتلة في الميدان على عاتق (وحدات خدمات إسناد القتال) وهي وحدات متنقلة وتملك مرونة تامة لتقوم بأدوار الإمداد والتموين كاملة، وفي اندماج وتكامل تام بعضها مع بعض. والغرض من تلك الواحدات هو مساعدة القائد على تنفيذ مهمته، وتزويده بالموارد الضرورية والمناسبة في المكان والوقت المناسبين. والاستفادة التامة من تلك الوحدات تتطلب التنسيق الجيد والصحيح بين القادة على المستويين العملياتي والتكتيكي.
وتقدم وحدات خدمات إسناد القتال الخدمات التالية:
*الصيانة.
*النقل.
*التموين.
*الدعم الطبي.
*خدمات الميدان.
*خدمات التخلص من المتفجرات.
*الموارد البشرية.
*إدارة العمليات المالية.


وتحتل (وحدات خدمات إسناد القتال) المناطق الخلفية للقوات، وتؤسس قواعد مرنة وقابلة للحركة خلف القوات المقاتلة، وتنطلق منها قوافل إدارية وورش متنقلة وعناصر إسناد متقدمة مع القوات المقاتلة. بحيث تستطيع هذه العناصر تقديم الإسناد العاجل والفوري للقوات والاتصال المباشر مع القاعدة في الخلف.


ثانياً: الصيانة


الصيانة هي الإجراءات المُتخذة لإبقاء المواد في حالة صالحة باستمرار، وتطوير قدراتها، والحفاظ عليها.
تتم الصيانة على خمسة مستويات في بعض الجيوش وأربعة عند البعض الآخر، وهي كما يأتي:
*صيانة المشغل: وهي الصيانة التي يقوم بها طاقم الآلية، وتشمل التفقدات والعناية بالآلية.
*صيانة على مستوى الوحدة (صيانة تنظيمية): توجد على مستوى كتيبة، وهذه الصيانة هي أساس نظام الصيانة، ويقدمها فصيل صيانة يملك قدرات محدودة، ويتم فيها صيانة المشغل، والصيانة المجدولة وتفقدات المعدة، والصيانة الوقائية هي المستهدفة في هذا المستوى.
*صيانة الإسناد المباشر: وتتم على مستوى لواء، وتقدمها سرية صيانة تملك قدرات صيانة أعلى من قدرات الصيانة التنظيمية، وفي وهذا المستوى يتم التُركيز على الإصلاح والإعادة إلى المستخدم في أسرع وقت ممكن.
*صيانة الإسناد العام: وهذا المستوى يُقدم إسناد الصيانة للإسناد المباشر، وفيه تُقدم الصيانة بقدرات أعلى ولديه إمكانات أكبر. والمواد التي لا يوجد جدوى من أعادتها للخدمة تُحول إلى التخلص من الممتلكات لبيعها أو الاستفادة من مكوناتها، أو إتلافها.
*الصيانة المركزية: وهذه الصيانة تُقدم عادةً من قبل المصانع العسكرية التي يمتلكها الجيش. ويهتم هذا المستوى بإعادة المادة أو الآلية إلى العمل ووضعها في المخزون الإستراتيجي إذا كانت صالحة للاستعمال. وبأمكان هذا المستوى تقديم الإسناد لمستوى الإسناد العام والإسناد المباشر.
وهذه المستويات تساعد على تقديم صيانة فعالة ومركزة، وتوضح لكل مستوى مسئولياته وقدراته التي يقدمها للنسق الذي خُصص له.
التحدي الحقيقي لإسناد الصيانة في الميدان هو قدرة عناصر الصيانة المتقدمة على إبقاء الآلية في الخدمة بقدر المستطاع، وتقديم إسناد الصيانة في المناطق الأمامية على قدر ما تسمح به الاوضاع التكتيكية، ومحاولة تجنب الإخلاء للمناطق الخلفية إلا في الحالات الميئوس منها. وذلك للحفاظ على جاهزية القوة المقاتلة وإدامة العمليات.
يتوقف نجاح عمليات الصيانة بالدرجة الأولى على مدى توفر قطع الغيار، لذلك فإنه يجب على كل وحدة الحفاظ على توفر حمولات مقررة من قطع الغيار جاهزة للاستعمال وكافيه لمدة لا تقل عن خمسة عشر يوماً على مستوى الصيانة التنظيمية، وخمسة وأربعين يوماُ على مستوى صيانة الإسناد المباشر، وهذه الكميات تساعد على إدامة الصيانة حتى وصول الإسناد التمويني من المستويات الأعلى.
في الميدان وأثناء تقدم القوات، هناك وحدات صيانة متقدمة من ضمن وحدات خدمات إسناد القتال تقوم بتقديم الصيانة بشكل فوري في الميدان ، وتقوم بإخلاء الحالات التي تحتاج إلى اسناد أعلى.
ثالثاً: النقل
النقل هو تحريك ونقل الوحدات، الأفراد، المعدات، والتموين من نقطة مُحددة إلى هدف مُحدد لإسناد العمليات. ويعتبر قطاع النقل الذراع القوي لنظام الإمداد والتموين.
يتم التخطيط والتنفيذ لإسناد النقل في المستويات (الإستراتيجي، العملياتي، التكتيكي) وكل مستوى له خصائصه وآلية تنفيذه. ويجب على كل مستوى دعم المستوى الآخر.
وكما في أنظمة الإمداد والتموين الأخرى فإن قطاع النقل يُقدم على أربعة مستويات كالآتي:


*على مستوى الوحدة
*الإسناد المباشر
*الإسناد العام
*الإسناد المركزي للجيش
أنواع النقل:


يتم اختيار نوع النقل بناءً على عدة اعتبارات منها على سبيل المثال، الوسيلة المناسبة للمهمة، الوسيلة الأقل كُلفة، الوسيلة الأقل استهلاكاً للوقود. وأنواع النقل كالآتي:
*الجو
*البحر
*سكك الحديد
*البر
*بواسطة الأنابيب (تستخدم لنقل الماء والوقود والمواد السائلة بشكل عام)
تختلف وسائل النقل باختلاف المهمة والبيئة كما أسلفنا. وحسب تشكيل أغلب الجيوش فإن كل كتيبة قتالية تحتوي على فصيل نقل، وكل لواء قتالي آلي يحوي سرية نقل، وفوق مستوى اللواء يكون الأسناد العام الذي يملك قدرات وإمكانات أكبر. كما أنه يجب على كل وحدة الاستفادة من وسائل نقلها العضوية بشكل كامل، قبل طلب الإسناد من المستوى الأعلى.
في قطاع النقل بالذات من الممكن الاستفادة من قدرات القطاع الخاص عند الحاجة، وقد تم ذلك وبشكل كبير في حرب الخليج الثانية، عندما سُخرت إمكانات القطاع الخاص بشكل كبير جداً لخدمة الحرب. وكان لها الآثر الكبير والحاسم في خدمة القوات كما أشار إلى ذلك الجنرال باقينوس في كتابه.
للاستفادة الكاملة من العنصر الجوي في نقل الوحدات فقد تم تصنيع طائرات خاصة بأمكانها الهبوط على المدرجات الترابية وفي الأراضي الموحلة أيضاً؛ لإنزال المقاتلين والمعدات في المواقع المُحددة. كما أن استخدام الإسقاط الجوي للتموينات هو من ميزات قطاع النقل في القرن العشرين.
نشر القوات خارج الوطن
يتم التخطيط لعمليات نقل القوات القتالية لمسارح عمليات خارج أوطانها على جميع مستويات الإسناد (الإستراتيجي، العملياتي، التكتيكي) ويمر الأعداد لهذه العمليات بخمس مراحل هي كالآتي:
المرحلة الأولى: الإعداد المبدئي للحركة. وفي هذه المرحلة يكون القادة هم المسئولين في جميع الأنساق العسكرية. وتتم على المستوى الاستراتيجي.
المرحلة الثانية: الحركة إلى نقاط الترحيل. ويتضمن ذلك خُطط الحركة إلى تلك النقاط والترتيبات اللازمة لتسهيل عملية الحركة، وإبلاغ الواحدات رسمياً بوقت الحركه. ويتم ذلك إيضاَ على المستوى الاستراتيجي.
المرحلة الثالثة: خطة التحميل الاستراتيجية (تتم على المستوى الإستراتيجي).
المرحلة الرابعه:الاستقبال في مسرح العمليات (يتم التخطيط لهذه العملية في المستوى العملياتي)
المرحلة الخامسة: خطة حركة القوات إلى مسرح العمليات أو أرض المعركة (وهذه الخطة تتم على المستوى التكتيكي).

رابعاً: الهندسة المدنية


هذا الفرع مهم جداً في الحفاظ على سير العمليات العسكرية، فهو يُجهز البنية التحتية للعمليات، وإصلاح وصيانة الطرق والمنشآت..الخ.

خامساً: الخدمات الصحية


تتضمن العناية الصحية الكاملة، وإخلاء الجرحى، تقديم الإمداد والتموين الطبي، وخدمات المختبر، وإدارة عمليات نقل والعناية بالدم، وصحة الوحدات.



سادساً: خدمات أخرى


وتشمل جميع الخدمات غير المشمولة في الفروع الرئيسية الأخرى، وتشمل جميع الخدمات التي تُقدم من قبل منسوبي التموين وتكون ضرورية لخدمة القوات مثل: عمليات غسيل الملابس والاستحمام، وخدمات الطعام، الخياطة، البريد، الأمور المالية، إدارة الأفراد والأمور الدينية، وخدمات الموتى.
الخاتمة:
اطلق على القرن العشرين (قرن المعلومات والقرن النووي) وفيه تغيرت كثير من المفاهيم العسكرية والإستراتيجيات ، وفي نصفه الأخير سُخرت التقنية لخدمة الجيوش وأهدافها. وقد وفرت الكثير من الجهد الوقت.
وإذا كان هذا حال القرن العشرين فماذا عساه أن يكون حال القرن الحادي والعشرين؟ فهو قرن ( الأقمارالصناعية). وفي هذا القرن لا شك أن استراتيجيات ومفاهيم كثيره ستتغير. وقد يطرأ تغيير على مبادئ الحرب نفسها ومبادئ التموين، لأن الوسائل التي ستُتدار بها معارك هذا القرن ستتغير لا محالة. فالأقمار الصناعية دخلت كلاعب أساسي في حسم نتائج المعارك. وأصبحت خطط الجيوش المستقبلية مبنية على كيفية الاستفادة التامة من هذه الوسيلة المتقدمة. وقد بدأت ملامح هذه التغييرات تظهر في بعض الجيوش المتقدمة. فعلى مستوى الإسناد قامت بعض الجيوش برفع كفاءة الإسناد التنظيمي في الصيانة وتأهيله ليحل محل الإسناد المباشر، حتى تتم صيانة الآليات والحفاظ على زخم المعركة. وقد تم تأهيل العربة نفسها لتطلب الإسناد آلياً بواسطة الأقمار الصناعية، وبدون تدخل من قائدها، فهي تراقب مستويات الاستهلاك من الوقود والذخيرة الخاصة بها، وترسل تقارير مباشرة للمستويات الأعلى، حيث يصل لها الإسناد في الوقت المناسب.
وعلى مستوى النقل فإن الدول التي تقوم بنشر قواتها خارج بلدانها، يهمها في المقام الأول الوصول إلى مسرح العمليات في الوقت المناسب، وحيث ان ذلك لا يتم إلا عن طريق النقل الجوي، فقد قام الجيش الأمريكي بتطبيق تجربة نواتها اللواء المسمى STYKER BRIGADE ) ) بحيث تم تصغير حجم العربات القتالية إلى المستوى الذي يستطيعون بواسطته نقل أكبر عدد ممكن من العربات إلى مسرح العمليات. وقد تم تجهيز هذه العربات تقنياً بحيث تستطيع القيام بمهام أفضل وبحجم أصغر. وبناءً على هذه التعديلات الجوهرية؛ فانه بامكان النقل الجوي نقل لواء مُجهز إلى مسرح العمليات خلال 96 ساعة، والفرقة في 120 ساعة، والفيلق في 30 يوماً.
ومن سمات الإمداد والتموين في القرن الجديد، الاتصال والمشاركة الفعالة بين القطاع العسكري، والقطاع الخاص، فقد حرصت الكثير من المؤسسات العسكرية على خلق اتصال مباشر وقوي بين قطاعاتها ومؤسسات القطاع الخاص، وذلك في مجال التعليم والتدريب، والمستفيد من هذا الاتصال هي بلا شك المؤسسات العسكرية، لأن شركات ومؤسسات القطاع الخاص وبحكم أهدافها واتجاهاتها الربحية تحرص كل الحرص على اقتناء آخر ما توصلت إليه التقنية الحديثة، لتحسين إنتاجها وأدائها، على عكس المؤسسات العسكرية التي تصل لها هذه التقنيات متأخرة.
ولا يفوتنا قبل الختام أن نذكر أن علم الإمداد والتموين أصبح علماً أكاديمياً، وتقوم الكثير من الجامعات الغربية حالياً بمنح درجات علمية في علوم الإمداد والتموين كالماجستير والدكتوراه، فعلم الإمداد والتموين علمٌ له ارتباط مباشر بعلومً إكاديمية اخرى، كعلم الاقتصاد، والإحصاء، والإدارة. والشواهد تُثبت أن الجيوش التي تفوقت في معاركها وأثبتت جدارتها هي التي أولت إدارة الإمداد والتموين في أجهزتها التموينية لقادة ذوي كفاءات علمية و تخطيطية عالية، بينما نشاهد العكس في الجيوش الأكثر تقدماً!​
 
الف شكر لصاحب الموضوع موضوع ممتاز
كما ضكرت في موضوعك يبقى للامداد دور رئيسي في الحروب ويشكل اكبر دعم للجيوش في الخطوط الامامية
فالمقاتل ان وفرت له كل الامدادات من ذخيرة واكل ودواء يبقا معنويات مرتفعة مما يعطيه من دفع اضافي للبقاء بمعنويات مرتفعة ولا يفكر الا في المهام المسندة اليه
 
شكرا على المو ضوع
مجهود رائع وجبار
بارك الله فيك
 
الف شكر لصاحب الموضوع موضوع ممتاز
كما ضكرت في موضوعك يبقى للامداد دور رئيسي في الحروب ويشكل اكبر دعم للجيوش في الخطوط الامامية
فالمقاتل ان وفرت له كل الامدادات من ذخيرة واكل ودواء يبقا معنويات مرتفعة مما يعطيه من دفع اضافي للبقاء بمعنويات مرتفعة ولا يفكر الا في المهام المسندة اليه


نعم هذا هو مفتاح النصر في اي معركه
 
الف شكر على الافادة .............................................................................................
 
تبسيط الامداد هو مثل عربه ما يجب تزويد بالوقود والزيوتوالسوائل وقطع الغيار حتي تستطيع السير
 
عودة
أعلى