مفاهيم الأمن الإسرائيلي.

إسلام

عضو
إنضم
2 سبتمبر 2009
المشاركات
795
التفاعل
24 0 0
أستوقفي هذه الدراسة للسفير محمد بسيوني في مجلة النصر فقررت نقلها لأعضاء المنتدى الكرام.

أولا:مفهوم الأمن الإسرائيلي في الأدبيات النظرية:

تذهب معظم دراسات الأمن القومي إلى مفهوم الأمن بطبيعته (مفهوم نسبي) بمعنى أن قياس مدى حجم التهديد الذي تتعرض له إحدى الدول, ويرتبط بعوامل صغيرة تتصل بالبيئة المحيطة به داخل وخارج حدود السيادة القومية للدولة, ومن ثم فإن تحقيق الأمن القومي لدولة ما يستوجب منها عملية سعي دائمة ومتصلة لإدراك ما يحيط بها من تغيرات, وقياس أبعادها وتأثيراتها على المصالح الحيوية وأمنها القومي.
ولقد ظل مفهوم الأمن القومي - مثله مثل مفهوم الأمن الإستراتيجي - مرتبط بقوة الدولة العسكرية حتى في مرحلة ما قبل الحرب العالمية الأولى, وإلا أنه تبلورت بعد الحرب العالمية الثانية نظريات ومدارس عديدة للأمن القومي بمفهومه الشامل, وباعتباره (الإطار الأدق لضمان تنفيذ إستراتيجية الدولة الشاملة, ولتهيئة أفضل مناخ لتطبيقها).

وتتضمن مفاهيم الأمن الإسرائيلي في الاتجاهات الآتية:

- الاتجاه العسكري والإستراتيجي.
- الاتجاه الاقتصادي وتوفير الحد الأدنى من أسباب المعيشة الطبيعية وهو أحد ضمانات الأمن الإسرائيلي.
- الاتجاه التكاملي للأمن الإسرائيلي ويركز هذا الاتجاه على بناء القوة الشاملة المتكاملة للدولة وتحقيق التوازن في العلاقات التبادلية بين الدولة والمجتمع.

وترتكز الإستراتيجية القومية لتنفيذ الأمن الإسرائيلي على ثلاث عناصر محددة تتكامل مع بعضها البعض وهي:

- المصالح العليا للدولة: تأمين سلامة الدولة ضد الأخطار الداخلية والخارجية وتأمين مصالحها وتهيئة لظروف المناسبة لتحقيق أهدافها القومية.
- تحقيق أهداف الدولة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
- تحديد التهديدات القائمة والمحتملة.

لذلك تبلور مفهوم الأمن الإسرائيلي في الآتي:

يتجاوز مفهوم الأمن الإسرائيلي المسألة العسكرية إلى الأبعاد الاقتصادية والثقافية والاجتماعية بما في ذلك العدالة والتنمية والوحدة الوطنية وهو مجموع سياسات تتخذ لضمان سلامة إقليم الدولة والدفاع عن مكتسباتها.
وتتعدد مفاهيم وتعريفات الأمن لديها حيث يركز جزء منها على الجانب الخارجي وجزء منها على الجانب الداخلي وجزء آخر يوازن بين الداخل والخارج وهو الأمر المطلوب تحقيقه ويعتبر التعريف التالي هو أحد التعريفات الشاملة للأمن الإسرائيلي.
الأمن هو:تلك العملية التي تعكس في مسيرتها دلالة مفهوم معقد متشابه والتي تعني بالأساس قدرة الدول - شعباً وحكومة - على حماية وتنمية قدراتها وإمكاناتها على كافة المستويات الداخلية والخارجية من خلال كلفة الوسائل والسياسات.... كل هذا من أجل تطويق نواحي الضعف في الجسد السياسي والاقتصادي والاجتماعي والعسكري للدولة وتطوير نواحي القوة بفلسفة قومية شاملة تأخذ في اعتبارها كل المتغيرات الداخلية والإقليمية والدولية المحيطة.

ثانيا: الأمن القومي الإسرائيلي:

الأمن هو هاجس إسرائيل اليومي وتعتبر إسرائيل أنها تخاطب موضوع الأمن من موقف لا تحسد عليه وهي تواجه تهديدات أمنية كثيرة في ظل عيوب جيوبولتيكية منها:
- عدد قليل من السكان ( حوالي 5.7 مليون يهودي وسط بحر متلاطم من العرب).
- عدم وجود عمق إستراتيجي.
- مساحة محدودة 27.9 كيلومتر مريع بدون الضفة وقطاع غزة مع وجود حدود طويلة نسبياً.
- تمركز معظم السكان والبنية التحتية والمراكز الصناعية الحيوية في السهل الاحلي الضيق والذي يشار إليه بنقطة ضعف إسرائيل.
وفي ضوء هذا فإن العمق الإستراتيجي الإسرائيلي ليس كافياً وتشير المحدودية الجغرافية والزمنية التي تحد من قدراتها على استيعاب هجمة وتعزيز موقفها دون أن يؤثر ذلك بشدة على أمنها القومي.
- إمكانيات اقتصادية محدودة تعتمد على المساعدات الخارجية وتخضع للديون مع النفقات الكبيرة لبناء قوة عسكرية جبارة على حساب الاقتصاد والخدمات.
- الصراعات الداخلية المستمرة بين الاشكناز والسفاريم وين المتدينين والعلمانيين.
- الخطر الديمغرافي الذي يبث الرعب في قلوب الإسرائيليين.
- الخلفية التاريخية والخوف من تكرار ما تعرض له اليهود.
ولم تستطع إسرائيل أن تحق الهدفين الأساسين من تواجدها وهما:
- الأمن لشعبها في الداخل حيث خاضت 6 حروب منذ نشأتها بمعدل حرب كل 10 سنوات تخسر فيها بشرياً ومادياً الكثير.
- لم تستطع تحقيق حلم الآباء المؤسسين للصهيونية مثل هرتزل وبن غوريون في جلب يهود العالم لها فلا يزال حوالي 10 مليون يهودي في الشتات لا يريدون العودة إلى إسرائيل بل تعاني إسرائيل من الهجرة العكسية.
ولم تستطع الحروب التي خاضتها إسرائيل إن تحقق الأمن لذلك لجأت إلى عملية السلام لعلها من خلالها تتمكن من تحقيق أهداف وأمال إسرائيل في إثبات وودها بالمنطقة سياسياً وثقافياً واجتماعيا كما قال شيمون بريز في كتابه ( شرق أوسط جديد).
وينهض التحدي الإسرائيلي على أساس فكرة أن العرب لا يستطيعون ترجمة ما لديهم من إمكانيات وقدرات ضخمة وميزات إستراتيجية تفيدهم في كسب الصراع المصيري مع إسرائيل وأن النوايا العربية تجاه إسرائيل غير جامدة وقابلة للتغير في ضوء:
- ضغوط القوى الدولية الكبرى.
- نوعية الزعامات العربية.
- الوضع الدولي الرافض لإزالة إسرائيل.
- الصراعات العربية -العربية.
- فاعلية الاحتكار النووي في حسابات المكسب والخسارة.
وبالتالي فإن السياسية الأمنية الإسرائيلية تنهض على فكرة أن إسرائيل رغم محدودية إمكانياتها الجيويوليتيكية فإنها لا تستطيع من خلال توظيف سياستها الخارجية والدفاعية والإدارة الديناميكية الناجحة للصراع أن تحيد عناصر القوة العربية, وبالتالي تكسر الإرادة العربية وتطويعها للبحث على سبيل التعايش سلمياً مع إسرائيل.

حددت إسرائيل هدفها وغايتها القومية في إقامة إسرائيل الكبرى اليهودية النقية كقوة إقليمية عظمى في منطقة الشرق الأوسط ولتحقيق هذا الهدف وفي ضوء عملية السلام تسعى إسرائيل من خلال معاهدات السلام وترسيم الحدود إلى:

- ضم ما تستطيعه من أراضي عربية بما يحقق متطلباتها الأمنية وفرض شرعيتها على هذه الأراضي.
- ضم مصادر المياه.
- الحفاظ على التوازن الديمغرافي.

تعمل الإستراتيجية العسكرية على تحقيق ذلك من خلال:
- الردع من خلال بعديه النفسي والمادي.
- تأمين عمليات الضم والاستيطان وتهويد الأراضي والتحكم في المنطقة سياسياً واقتصادياً وثقافياً مع الاعتماد على الذات.

ثم وضعت الإستراتيجية الإسرائيلية لتحقيق هذا الهدف القومي على أساس بعدين زمنيين:
* بعد زمني بعيد يتمثل في 3 مخططات:
- بلقنة المنطقة.
- شد الأطراف.
- تكثيف الاستيطان.
* بعد زمني قريب ويعكس ثوابت السياسة الخارجية الإسرائيلية وهو ما يعرف ب ( اللاءات) الإسرائيلية:
- لا لتشكيل دولة فلسطينية تشكل تهديداً لأمن إسرائيل.
- لا للتنازل عن القدس الشرقية.
- لا لتفكيك الكتل الاستيطانية الرئيسية.
- لا لعودة اللاجئين.
- لا للعودة لخطوط يونيو 1967.
- لا لامتلاك إحدى دول المنطقة لسلاح نووي.
- لا لأي إخلال في الميزان العسكري لغير صالح إسرائيل.

من هنا جاءت نظرية الأمن الإسرائيلي لتؤكد على عدة ركائز:

- الحدود الآمنة.
- الضربات الوقائية والإستباقية.
- تعبئة جميع مصادر القوة الشاملة.
- التفوق النوعي في مواجهة التفوق الكمي العربي.
- جيش عامل صغير وجيش احتياطي ضخم.
- الاعتماد على الطيران والصواريخ كذراع طويل والمدرعات لنقل الحرب إلى أرض العدو.
- الاعتماد على دولة كبرى سياسياً وعسكرياً.
- الحرب القصيرة الخاطفة.
- تعويض الضعف في العمق الجغرافي بإنشاء عمق صناعي في المستوطنات وعمق فضائي.

ولكن هناك تصدعات إصابات نظرية الأمن الإسرائيلية منها:

- درس حرب أكتوبر وفشل نظرية الحدود الآمنة.
- حرب لبنان وعدم تحقيق مكاسب عسكرية.
- قصف العمق الإسرائيلي بالصواريخ والعمليات الاستشهادية.
- صعوبة مواجهة القنبلة الديمغرافية العربية.
- التطرف الإسرائيلي.
- قدرة العرب على مواصلة التفوق الكمي وتحسن الكفاءة النوعية في حين وصلت إسرائيل إلى الحد السقفي كمياً.
- عدم الإجماع الوطني حول قضية الحرب والسلام.

*هذا بالإضافة إلى تحديات جديدة تواجهها إسرائيل منها:
- بروز قوة إيران العسكرية والنووية.
- احتمال حدوث تغيير في توجهات بعض الدول العربية تلغي خيار السلام كخيار استراتيجي في حالة عدم تجاوب إسرائيل مع نداءات السلام المطروحة.
- الاختلاف في مفهوم السلام بين العرب وإسرائيل.
المشكلة ليست في احتلال الأراضي العربية ولكن في عدم القدرة على تهويدها.
- استمرار الاحتفاظ بالأراضي العربية المحتلة يعني استمرار حالة الحرب ونزيف اقتصادي وسباق تسلح مستمر.
- عدم إمكانية الاعتماد على قوات محلية عميلة.
* بروز أصوات في الولايات المتحدة تشكك في جدوى الشراكة مع إسرائيل وتثير التساؤلات الآتية:
- أي حدود لإسرائيل مطلوب الدفاع عنها.
- هل ينبغي إمدادها بالسلاح بما يفوق الدفاع عن نفسها.
- ما قدمته إسرائيل من مساعدة للولايات المتحدة في المنطقة حيث كانت عبئاً عليها وتأتثر الشراكة على النفوذ الأمريكي في المنطقة وسباق التسلح.
- استمرار عملية التجسس الإسرائيلي على الولايات المتحدة (بولارد).
- ما ذنب دافع الضرائب الأمريكي.

لذا تضع إسرائيل نموذجاً تعتبره جيداً (من وجهة نظرها) يتضمن الآتي:

- الربط بين الاعتبارات السياسية والاعتبارات الإستراتيجية.
* العودة لفكرة الأسباب المبررة للحرب والردع النووي منها:
- خرق الترتيبات الأمنية وخرق المعاهدات.
خلل في الميزان العسكري التقليدي.
- امتلاك إحدى دول المنطقة لسلاح نووي رادع.
- شراكة إستراتيجية في المواجهة والعمق وتحركات وعمليات إرهابية.
- إعطاء الأولوية الطلقة لتدمير أسلحة الدمار الشامل للعدو حالة وجودها.
- الاستعاضة بالعمق الفضائي عن العمق الجغرافي لتوفير فرصة إنذار بالنوايا (7) أيام وإنذار بالحرب (3) أيام.
- تجنب القتال في جبهتين في آن واحد مع الاستعداد لذلك.
- حماية المنطقة الخلفية (العمق).
- التحول إلى الردع النووي العلني.
- إجهاض مبكر للإنتقاضة.
- الاستعداد لمواجهة إيران بجانب سوريا وحزب الله وحماس في وقت واحد مع الإرهاب في الداخل.
- عمليات خاصة في إيران وباكستان.
- توافر احتياطي من الأسلحة والذخائر والمواد لمواجهة حرب لمدة 45 يوماً.
- عدم الاعتماد بشكل مباشر على التفوق التكنولوجي ولكن يجب وضع خطة متكاملة.
- إتباع أسلوب الردع المتدرج.
- تحقيق المفاجأة بأبعادها السياسية والإستراتيجية والتكتيكية.
- حرب المعلومات وتدمير أنظمة القيادة والسيطرة والتأثير على مدركات الخصم من حيث الحرب النفسية.

وتعبر نظرية الأمن الجديدة عن احتياجات إسرائيل الأمنية من خلال:

أن يفرض السلام ترتيبات أمنية تبعد شبح التهديدات المتوقعة إلى أقصى ما يمكن من وجهة نظر الأمن القومي الإسرائيلي فإن أي اتفاقية سلام تحتم مخاطبة التهديدات الملموسة والمخاطر والعلاقات الديناميكية بينهما فالتهديدات تتشكل من قدرات ونوايا عدائية والمخاطر تنبع من وجود أحد هذين العنصرين.
- مصداقية ردع نووي عالية.
- إذا فرضت الحرب على إسرائيل يجب أن تحسم الحرب بسرعة وبما يكسر إرادة الخصم نهائياً وهو ما يتطلب:
- إنذار مبكر.
- قوات على درجة عالية من التأهب القتالي.
- كفاءة في تعبئة الاحتياط.


 
رد: مفاهيم الأمن الإسرائيلي.

موضوع ممتاز أخي .... بارك الله فيك .
 
رد: مفاهيم الأمن الإسرائيلي.

الموضوع كان به 40 مشاركة...
أين تلك المشاركات؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
 
رد: مفاهيم الأمن الإسرائيلي.

الموضوع كان به 40 مشاركة...
أين تلك المشاركات؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لا تتعجل ستعاد المشاركات المهم الموضوع رجع لك
 
رد: مفاهيم الأمن الإسرائيلي.

http://defense-arab.com/vb/showthread.php?t=19448

هذا الموضوع الذى يقصده إسلام .. بالفعل إسلام من طرحه و الآن يحمل اسم النوبتجى123

و شئ آخر .. كان لى رد سابق فى هذا الموضوع لماذا تم حذفه ؟؟
 
عودة
أعلى