مقتل البغدادي بغارة أمريكية على أدلب

القرشين لازالو موجودين فى مكة وخروج فرع او فرعين من القبلية او حكم جزء جغرافي خارج الجزيرة العربية مثل بني امية او العباس من بني هاشم ليس معناة ان كل القبلية خرجت او ان الأكثرية خارج الجزيرة العربية وهذا الكلام غير صحيح .

فلازال بني طلحة بن عثمان بن عبد الدار من قريش هم سدنة الكعبة يتوارثون السدانة على الكعبة كابر عن كابر من الجاهلية ثم الفتح وحتى الآن العهد السعودي .
ولا زال الكثير من الاشراف من الهواشم وقبيلة قريش متواجدين مكة لهم املاك وحلال .
إمارة آل مهنا أقامها الشريف عبيد الله بن طاهر
ويعدّون أجداد أسرة السعدون الأسرة الحاكمة في المنتفق كان لهم امارة المدينة المنورة تأسست عام 300 هـ تقريبا والتي استمرت في احفاده مستقله حتى عام 850 هـ عندما ضمها أبناء عمهم الأشراف الحسنيين إلى امارة مكة وكان تبع للدولة العثمانية ولم يكونو مستقلين حتى الثورة العربية الكبرى بقيادة الشريف حسين وتم وضع أبناءة
واحد ملك على العراق
وآخر ملك على سوريا
وأخر ملك على الأردن
قبل ان يجلى الشريف حسين من الحجاز الى اليونان بعد الفتح السعودي .​


ابتعد مره وشفيه
 
ليس عبد الله القرداش خليفة داعش الجديد و لا يمكن أن شخص معلوم أصله و نسبه يصبح هاشمي أما فيما يخص قريش معلوم أن معظمهم خرج للشام و العراق و الأندلس و فارس في عهد عثمان بن عفان رضي الله بعدما كان ممنوع عليهم ذلك في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه نسبة القريشيين خارج شبه الجزيرة الأن أكبر مما هي موجودة داخلها
المشكلة ان اكثر من خارج الجزيرة العربية يدعون النسب القرشي وهم لايعرفون من قبائل العرب إلا هي فإذا انتسب قال انا قرشي وتسأل كيف واثبت لايعلم فقط اجدادي خرجوا وكأن الجزيرة لم يخرج منها إلا قريش مع ان عدد قريش مقارنة مع باقي قبائل العرب قليل جدا فكيف اصبحوا الاقل عددا هم الاكثر احفادا وبعشرات الملايين
منطقيا ماتركب
هذا عدى ان من ثبت خروجهم هم بني امية ومن بني هاشم العباسيين والعلويين عادوا للجزيرة العربية وابسط مثال الاسرة الملكية في المغرب خروجهم من الجزيرة متأخر وهذا يدل على ان قريش عادت للجزيرة ماعدى العباسيين والامويين
لذلك 98% من يدعون النسب الهاشمي هم مدعون ولادليل لديهم مجرد فرية افتروها
 
المشكلة ان اكثر من خارج الجزيرة العربية يدعون النسب القرشي وهم لايعرفون من قبائل العرب إلا هي فإذا انتسب قال انا قرشي وتسأل كيف واثبت لايعلم فقط اجدادي خرجوا وكأن الجزيرة لم يخرج منها إلا قريش مع ان عدد قريش مقارنة مع باقي قبائل العرب قليل جدا فكيف اصبحوا الاقل عددا هم الاكثر احفادا وبعشرات الملايين
منطقيا ماتركب
هذا عدى ان من ثبت خروجهم هم بني امية ومن بني هاشم العباسيين والعلويين عادوا للجزيرة العربية وابسط مثال الاسرة الملكية في المغرب خروجهم من الجزيرة متأخر وهذا يدل على ان قريش عادت للجزيرة ماعدى العباسيين والامويين
لذلك 98% من يدعون النسب الهاشمي هم مدعون ولادليل لديهم مجرد فرية افتروها
البغدادي عراقي و حتى الزعيم الجديد على الأرجح عراقي المسافة قريبة جدا للجزيرة العربية و لطالما كانت العراق موطن الهواشم منذ زمن الحسين رضي الله عنه
 
البغدادي عراقي و حتى الزعيم الجديد على الأرجح عراقي المسافة قريبة جدا للجزيرة العربية و لطالما كانت العراق موطن الهواشم منذ زمن الحسين رضي الله عنه
لأن العراق قريب من الجزيرة فقبائله معروفة ومعروف انسابها ولكن من هي قبيلة البغدادي التي ينتمي لها حتى يعرف نسبه
كلام في الهواء اخي الكريم لو سألت أي عراقي من الاعضاء هنا عن عشيرته ذكرها لك وهل هو عدناني ام قحطاني لذلك حال العراق مثل حال الجزيرة العربية من لاينتمي لقبيلة معروفة او اسرة معروف نسبها لايحق له إدعاء أي نسب لقرشي كان او غيره
نحن نعاني منها في الحجاز يأتي إلينا وافدون ثم قال انا هاشمي واتذكر حادثة مع شخص من جنسية عربية وصاحب علم وملامحه اقرب ماتكون لملامح الاوروبيين تكلم معنا ثم قال انا قرشي وسألناه كيف انتسب فقال انا من قريش ترجع اصولنا لها فلم نجد منه مايثبت مجرد كلام في الهواء
ثم قال له زميل لي جهني كل من ضيع اصله قال قرشي فانفعل عليه الجهني وقال من يسمعك انت وامثالك يتوقع ان كل العرب عقيمة لاتنجب ماعدى قريش
لذلك الغالب مدعين وليس الكل والبغدادي من المدعين
 
المشكلة ان اكثر من خارج الجزيرة العربية يدعون النسب القرشي وهم لايعرفون من قبائل العرب إلا هي فإذا انتسب قال انا قرشي وتسأل كيف واثبت لايعلم فقط اجدادي خرجوا وكأن الجزيرة لم يخرج منها إلا قريش مع ان عدد قريش مقارنة مع باقي قبائل العرب قليل جدا فكيف اصبحوا الاقل عددا هم الاكثر احفادا وبعشرات الملايين
منطقيا ماتركب
هذا عدى ان من ثبت خروجهم هم بني امية ومن بني هاشم العباسيين والعلويين عادوا للجزيرة العربية وابسط مثال الاسرة الملكية في المغرب خروجهم من الجزيرة متأخر وهذا يدل على ان قريش عادت للجزيرة ماعدى العباسيين والامويين
لذلك 98% من يدعون النسب الهاشمي هم مدعون ولادليل لديهم مجرد فرية افتروها
البغدادي عراقي و حتى الزعيم الجديد على الأرجح عراقي المسافة قريبة جدا للجزيرة العربية و لطالما كانت العراق موطن الهواشم منذ زمن الحسين رضي الله عنه
لأن العراق قريب من الجزيرة فقبائله معروفة ومعروف انسابها ولكن من هي قبيلة البغدادي التي ينتمي لها حتى يعرف نسبه
كلام في الهواء اخي الكريم لو سألت أي عراقي من الاعضاء هنا عن عشيرته ذكرها لك وهل هو عدناني ام قحطاني لذلك حال العراق مثل حال الجزيرة العربية من لاينتمي لقبيلة معروفة او اسرة معروف نسبها لايحق له إدعاء أي نسب لقرشي كان او غيره
نحن نعاني منها في الحجاز يأتي إلينا وافدون ثم قال انا هاشمي واتذكر حادثة مع شخص من جنسية عربية وصاحب علم وملامحه اقرب ماتكون لملامح الاوروبيين تكلم معنا ثم قال انا قرشي وسألناه كيف انتسب فقال انا من قريش ترجع اصولنا لها فلم نجد منه مايثبت مجرد كلام في الهواء
ثم قال له زميل لي جهني كل من ضيع اصله قال قرشي فانفعل عليه الجهني وقال من يسمعك انت وامثالك يتوقع ان كل العرب عقيمة لاتنجب ماعدى قريش
لذلك الغالب مدعين وليس الكل والبغدادي من المدعين
قبيلة البغدادي معروفة فالعراق و خاصة في سامراء و هي قبيلة البو بدري
[/URL]
 
البغدادي عراقي و حتى الزعيم الجديد على الأرجح عراقي المسافة قريبة جدا للجزيرة العربية و لطالما كانت العراق موطن الهواشم منذ زمن الحسين رضي الله عنه

قبيلة البغدادي معروفة فالعراق و خاصة في سامراء و هي قبيلة البو بدري
[/URL]
هذا الجزء اقتبسه لك من كتاب عشائر العراق لعباس العزاوي ويذكر فيه العشائر الصغيرة مثل البدري وغيرها
العشائر المتحيرة
العشائر المختلف فى نسبها لاتعد متحيرة. وانما تعتبر العشائر المجهولة النسب أو التى لا يعرف أصلها. وقلَ ما هو من هذا القبيل. وغالب ما ينسب الى الموطن هذا شأنه ولكننا نعلم انتساب عدد من هؤلاء.
أما الصليب فانهم بلا شك من العرب تناسلوا أصلهم أو نسوه وفقدت الوحدة بينهم، فهم من عشائر قديمة طحنتها الحوادث، فصاروا يخشون من التصريح حتى جهل. ومع هذا لا يخلون من انتساب الى عشيرة.
وهذه بعض العشائر المتحيرة على قول: 1 - الضوايع: لعل لاسمها دخل فى ذلك ولها نصيب منه. وتدعي انها من بني تميم. وعشائر كثيرة تدعي الانتساب الى تميم لكثرتها وانتشارها. ويحكى ان رجلا اسمه (محمد) هرب من رؤساء المصالحة من بني تميم فسمي (ضائعاً) فلحق ذريته اسم (الضوايع).
اخي انا شخص مهتم جدا بأنساب العرب فوق الحد وبحثت عن البغدادي ونسبه الهاشمي فلا يوجد من يثبت
أما الحسين رضي الله عنه لم يعش في العراق ولكن قتل عند دخولها وابناء البيت العلوي في العهد الاموي والعهد العباسي الاول عادوا للجزيرة العربية فتوزعوا بين الحجاز واليمن وبعض سلالتهم خرجت في العصور المتأخرة من الجزيرة وهذه الاسر معروفة
 
البغدادي عراقي و حتى الزعيم الجديد على الأرجح عراقي المسافة قريبة جدا للجزيرة العربية و لطالما كانت العراق موطن الهواشم منذ زمن الحسين رضي الله عنه

قبيلة البغدادي معروفة فالعراق و خاصة في سامراء و هي قبيلة البو بدري
[/URL]



هناك لم ينتبه الى ان مكان مقتل البغدادي هو قرية باريشا ...وهي قرية ذات غالبية درزية ضمن جبل السماق الدرزي بالريف الشمالي الغربي لادلب المقابل للحدود التركية

جبل الدروز بادلب يضم 18 قرية درزية بينها 15 قرية درزية خالصة و 1 درزية -مسيحية و 2 مختلطة بين الدروز والسنة مثل باريشا وعدد سكانه للجبل نحو 30000 درزي مازالو في ادلب وريفها حتى الآن مع نحو 25000 - 40000 مسيحي على الأقل و 8000 -10000 شيعي بمعرة مصرين و 2500 مرشدي بالقرى المحررة بسهل الغاب
 
التنظيم انتهي اكلينيكيا حاله كحال اغلب التنظيمات اللي يموت قائدها و زعيمها و رمزها ..


التنظيم الذي خسر عدداً قيادات الصف الأول والثاني خلال العامين الأخيرين ، لكنه القيادة العليا للتنظيم من العسكريين والأمنيين والذين يطلق عليهم اسم الحجاج بضم الحاء ماتزال هي نفسها وهي من تتحكم بالتنظيم فعليا على الارض واشهرهم ثلاثي تلعفر و المسؤول الأمني العام وملف الجند ( أبو أيوب ) مازال موجوداً و كذلك علي موسى الشواخ والي الرقة السابق ورجل التنظيم رقم واحد بسورية مازال .لذلك اعتقد ان التنظيم قادر على اعادة بناء نفسه من جديد



اضافة تمكن من تصدير قادة جدد يظهرون حماسة كبيرة في إعادة هيبة التنظيم وقوته ، كامثال أبي مسلم و كرار العراقي وأبو بكر الادلبي و أبو سفيان العراقي وأبو معاذ التونسي وأبو أحمد التركماني ( عبدالرحيم)

إن التنظيم الذي خسر معظم مواقعه في العراق وسوريا بات اليوم أكثر مرونة بعد قدرته على امتصاص صدمة المعارك الأخيرة ، وتمكنه من المحافظة على "رأس المال البشري " عبر الانسحاب من الرقة و حوض اليرموك والقلمون الشرقي والغربي ودير الزور ، وتجنب محارق لجنوده ككوباني والباب وكويريس


وإن كان وجوده يقتصر اليوم على جيوب صغيرة في بادية العراق و بادية تدمر ، و شرق دير الزور و بادية السويداء وبادية حمص ، لكنها مناطق كانت كافية ليتمكن التنظيم من إعادة ترتيب صفوفه وهيكلة نفسه من جديد !



 
الأمر الاخر هو تواجد مالايقل عن 40000 نازح عراقي بمناطق درع الفرات وادلب وبعضهم يرفع عدديهم الى 75000 بعضهم يتخفى على انهم من ديرالزور والحسكة كونها نفس اللهجة العراقية ...تقام لهم مخيمات نازحين باعزاز وجرابلس والباب بدرع الفرات وقطمة وحارم وغيرها...


 

الشيئ الغريب هو ان تلك المنطقة وادلب مليئة بالمضادات الأرضية رشاشات ...ولم تقم روسيا او عصابة بشار باي محاولة لعملية انزال مظلي بأي منطقة بسورية من 2012 الى الآن بتاتا بسبب كثرة انتشار تلك المضادات ....حتى المرة الوحيدة التي قامت بها روسيا بعد اسقاط تركية لطائرة سوخوي 24 وقامت روسيا بالبحث عن الطيار بعدة مروحيات تم استهداف احدى مروحياتها بجبل التركمان ( توركمانلي داغ ) بريف اللاذقية ثم بعد اعطابها جرى تدميرها بصاروخ تاو من قبل الفرقة الساحلية الاولى ...

أحدهم نشر ان السبب هو ان تركيا ابلغت فصائل الجيش السوري الحر بأن مروحيات تركية ستقوم بجولة استطلاعية على الحدود وعملية استطلاع وقامت الفصائل بالابلاغ هيئة تحرير الشام .. لكن خلال سماع صوت الاشتباكات التي استمرت لساعة واكثر لماذا لم تتدخل الهيئة وبقية الفصائل .. بعضهم قال ان السبب التشويش على القبضات الاسلكية في تلك المنطقة ولكن هذه نصف الحقيقة لأنه حسب الشهود كان الاتصالات شغالة اضافة لشدة الاشتباكات كان بالامكان سماعها لمسافة بعيدة و التدخل لمعرفة ماحصل ...


 

يتحدث عن الصراع الداخلي داخل داعش




قد يتعجب الكثير من سر انهيار تنظيم الدولة المفاجئ وذوبانه رغم امتلاكه موارد هائلة على الصعيد البشري والمادي، وإن القول أن سبب إنهيار التنظيم هو الحملات العسكرية التي واجهها التنظيم في العراق وسوريا هو تصور خاطئ فلقد كانت الصراعات الدموية داخل التنظيم هي العامل الأبرز في إضعافه


قبل عام 2013 كان تنظيم الدولة عبارة عن خلايا أمنية وعسكرية متحركة ومتخفية، لا تسيطر على أرض ولا تملك مؤسسات أو أي موارد تذكر ،وبالتالي لم تكن تظهر على السطح أي صراعات أو خلافات إيديولوجية داخل التنظيم


ومع بداية عام 2014 وجد التنظيم نفسه يسيطر على مساحات واسعة من سوريا والعراق مستغلاً الثورات الشعبية وحالة التشظي الفصائلي في الساحة السورية ، وأصبح التنظيم يملك عشرات الآلاف من المقاتلين الذين توافدوا عليه من أكثر من 40 دولة


ومع وجود هذا التنوع الهائل من المقاتلين ذوي الخلفيات الإيديولوجية المختلفة التي تنتمي إلى مدارس ومشارب منهجيةعدة، وزيادة موارد التنظيم واقامته للمؤسسات والدواوين كان لابد من ظهور تلك الخلافات على السطح، وقد ساهم في تعاظم تلك الخلافات عدة أمور، أبرزها :

1 - عدم وجود دستور أو منهج مكتوب ومعلوم للتنظيم، فالتنظيم وجد نفسه بفترة قياسية قد تحول من مجرد خلايا متخفية إلى ما يشبه الدولة وهو الأمر الذي لم يكن معداً له بشكل جيد فأصبح منهج التنظيم عرضة للتغيير بتغير القادة والشرعيين، وأصبح عرضة أيضا للأخذ والرد بين أعضاء التنظيم نفسه


2 - حالة الإستقرار التي تمتع بها التنظيم لمدة عام ونصف تقريباً : فعدم انشغال القيادات والجنود بالمعارك والجبهات أدى إلى انشغالهم بالأمور الداخلية للتنظيم نفسه، من ناحية العقيدة والمنهج، وهذا ما فتح الباب أمام قيادات كل تيار للترويج لمنهجهم ومدرستهم، ومن هنا بدأت شرارة الخلاف !



حقيقةً فإن المسائل التي فجرت الصراعات العقدية والمنهجية داخل تنظيم الدولة كثيرة ومتشعبة، لكن سنحاول تلخيصها في أربع نقاط رئيسية، وهي التي كانت السبب المباشر في اشتعال جذوة الصراع الدموي :


أولاً- مسألة تكفير العاذر والمتوقف : ففي حين كان تيار واسع من قيادات الدولة يرى كفر العاذر بالجهل والمتوقف في تكفير المرتدين، كانت طائفة أخرى من الشرعيين والقياديين ترى عدم تكفيرهم، ومن أبرز هؤلاء : أبو بكر القحطاني الشرعي العام، والبنعلي، وأبو المنذر المكي وغيرهم .


ثانياً- تكفير أعيان الجنود في الفصائل الإسلامية ( كالنصرة وجند الأقصى والأحرار ) : وقد انقسمت قيادات التنظيم وشرعيوه بين من يرى كفر تلك الفصائل قادة وجنود بأعيانهم، وبين طائفة أخرى ترى التوقف في تكفيرهم وتعذرهم، ومن هؤلاء : أبو الهمام التونسي، وأبو يعقوب المقدسي وآخرون


ثالثاً- حكم عوام المسلمين في دار الكفر الطارئ :
ففي حين ذهبت قيادات في التنظيم إلى القول بردة كافة المسلمين خارج حدود التنظيم!، كان قسم آخر من قيادات الدولة وشرعييها يرى عدم كفرهم، ومنهم : البنعلي، وأبو عبد البر الكويتي، وأبو محمد المصري، والزرقاوي .

وهنا لابد من ذكر قصة "طريفة" حول هذه النقطة، وهي أن القيادي في الدولة أبو رقية التركماني ذكر في خطبة للجمعة بمدينة تلعفر أنه لايرى كفر عوام المسلمين في تركيا، الأمر الذي أغضب الكتيبة الأذرية والقيادات الأذربيجانية في الدولة، وقد رفع الأمر للبغدادي عبر أبو يوسف التركي وقد أمر البغدادي أن يتراجع أبو رقية التركماني عن فتواه تلك أو يُعزل، وذلك خوفاً من انشقاق العناصر الأذرية في الدولة التي كانت من أكثر الجماعات غلواً في التنظيم ! .


رابعاً- تكفير الطريفي وابن باز ومرسي : وبداية الخلاف كانت عبر انتشار شائعات داخل التنظيم تقول إن القحطاني وأبو منذر المكي ( المسؤولان الشرعيان للتنظيم ) لا يكفران الطريفي كما أنتشرت شائعة أن أم المنذر ( بنت مصطفى البغا) التي كانت تعطي دروس شرعية للنساء ..لا تكفر مرسي وابن باز، وهذا ما أدى إلى موجة غضب عارمة داخل التيار الأكثر غلواً في التنظيم، فطالبوا بعزل القحطاني وأبو المنذر واتهامهم بالارجاء وتبني عقيدة فاسدة مخالفة لعقيدة الدولة في تكفير هؤلاء .


خامساً- تكفير القاعدة وكتائب القسام : وسبب هذه الفتنة هي إنتشار رسالة مسربة من القائد العسكري لتنظيم الدولة في سيناء أثناء مراسلته لكتائب القسام في غزة وقد وصفهم فيها "بالأخوة"، وهذا ما أغضب الكثير من القيادات في الدولة التي ترى ردة حماس وكتائب القسام .

حقيقةً هناك الكثير والكثير من المسائل الخلافية التي فجرت الصراع العقدي داخل تنظيم الدولة غير التي ذكرناها، لكن أشرنا فقط لأبرز تلك المسائل وأكثرها سخونة والتي أدخلت الفريقين المتنافسين في حالة حرب.






على إثر تلك المسائل الخلافية وكثرة الحديث فيها انقسم تنظيم الدولة إلى تيارين إثنين:

التيار الأول : تيار يُتهم بالغلو وتبني عقيدة الخوارج،

التيار الثاني : وتيار آخر يُتهم بالإنحراف وتبني عقيدة المرجئة .


طيب .. لنتحدث عن رموز كل تيار، من قادة وشرعيين :


أولاً - التيار المُتهم بالغلو :
=============


1- أبو سعد العتيبي
: قيادي سعودي يتبنى القول أن الأصل في عوام المسلمين الكفر، وهو أول من أثار مسألة انحراف عقيدة " الشرعيين" ، و وصل إلى حد القول بكفر القحطاني وأبو منذر المكي ( شرعيو الدولة ) بل إنه كان يكفر الإمام النووي والقرطبي !

والمفارقة أن أبا سعد العتيبي هذا والذي كان يكفر الإمام النووي والقرطبي وعوام المسلمين خارج حدود الدولة، وكافة الفصائل الإسلامية في سوريا عندما سُأل عن حكم ابن باز والعثيمين وعدد من شيوخ السعودية لم يكفرهم ! وتهرب بالقول أنهم " أفضوا إلى ما قدموا" !


2 - أبو حفص الودعاني :
من قبيلة الدواسر عسكري سابق في الجيش السعودي، قدم إلى سوريا في عام 2013 والتحق بصفوف جماعة المهاجرين والأنصار بقيادة عمر الشيشاني، قبل مبايعة الدولة، تولى عدة مناصب قيادية في الدولة، منها : والي دير الزور - والي حلب - أمير ديوان الزكاة - المسؤول الأمني

كان أبو حفص يتبنى القول بتكفير العاذر والمتوقف، وكان مسؤولاً عن قتل العشرات من قياديي الدولة من التيار الآخر حينما تولى القضاء الأمني في التنظيم، قبل أن يأمر البغدادي بسجنه وقتله مؤخراً كما سنوضح لاحقاً

أبو حفص الدوسري هذا من مواليد الرياض عام 1982، وقد أعترض الكثير من الشرعيين ( السعوديين خاصة) على تعيينه في مناصب قيادية في الدولة كونه عسكري سابق في الجيش السعودي ولم يُستتب بحسب قولهم، ولا يتمتع بأي مؤهلات شرعية للخوض في مسائل التكفير


3 - أبو جعفر الحطاب : تونسي عاش في السعودية ودرس في جامعة الملك خالد، عاد إلى تونس وتولى منصب قيادي في جماعة أنصار الشريعة، قدم إلى سوريا عام 2013 وانضم الى جماعة المهاجرين والأنصار بقيادة عمر الشيشاني، ثم بايع الدولة بعد الإعلان عنها وأصبح من ألمع وأشهر القياديين فيها

تولى الحطاب عدة مناصب قيادية في الدولة، وكان مقرباً من أبي علي الأنباري الذي عينه معه في اللجنة الشرعية للدولة . إلتف حول الحطاب الكثير من القادة والجنود( التونسيين والعجم) وأصبح له شهرة و نفوذ واسع في محافظة الرقة .

تبنى الحطاب القول في تكفير العاذر والمتوقف وعوام المسلمين، بل قال بكفر قيادات الدولة ووجوب استتابتهم، وهو أشهر من تبنى "التكفير بالتسلسل" ، حتى أنه حكم على نفسه بالردة وأستتاب ! وقد لاقى منهجه قبول واسع لدى التونسيين والأذريين على الخصوص .


4 - أبو أحمد الفرنسي : فرنسي الجنسية عاش في السعودية ودرس في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، حاول الالتحاق بصفوف المجاهدين في العراق لكنه أعتقل في سوريا وتم تسليمه لفرنسا التي سجنته لغاية 2009 في عام 2010 أسسس عدة خلايا تابعة لتنظيم الدولة في ضواحي باريس

جاء سوريا بعد إعلان " دولة العراق والشام" وبايع الدولة، تولى عدة مناصب قيادية في التنظيم أبرزها مسؤول في ديوان الإعلام و المكتب الخارجي للتنظيم . كان ممن يرى تكفير عوام المسلمين خارج حدود التنظيم، لاحقاً سلم نفسه لقوات قسد وقوات التحالف في دير الزور !!


5- عبوة لاصقة - أبو سليمان السوري : وكان من أبرز وجوه تيار الغلو في الدولة إلى جانب من ذكرنا : أبو سليمان السوري ، أو أبو ميسرة الشامي، أو عبوة لاصقة، وله العديد من الألقاب الأخرى وكلها لذات الشخص صغير في السن ( مواليد ٨٩ ) إلى أنه كان مقربا من البغدادي و قيادة الدولة، وتقلد عدة مناصب حساسة فيها


6- أبو محمد الفرقان : ولابد من ذكر ( حجي فيصل) أو أبو محمد فرقان، أحد أعمدة الدولة و صانع اعلامها وسياستها، ومسؤول عن مكتبة الهمة التي تنشر عقيدة التنظيم



7- أبو عبيدة التركي : مسؤول المعسكرات، سجن في تركيا وقاتل في أفغانستان، وكان يقول بتكفير عوام المسلمين والمتوقف والعاذر


8- شخصيات اخرى : إضافة إلى أبو خباب المصري، وأبو أسماء التونسي، وأبو المرام الجزائري، وأبو زيد العراقي ( العيثاوي) ، وأبو حكيم الأردني ( مسؤول ديوان الإعلام خلفاً لأبي محمد فرقان بعد مقتله ) ، وأبو حفص المصري ( أمير جرابلس ) وآخرين .

نحن نذكر فقط من كان له دور مؤثر في اشتعال الصراع داخل تنظيم الدولة







ثانياً - التيار المتهم بالارجاء

==============


أما التيار المضاد الذي كان متهماً بالإرجاء وكان يصف نفسه بالتيار المعتدل فله كثير من الرموز، أبرزهم :

أبو بكر القحطاني
( المسؤول الشرعي العام للدولة )

وأبو الهمام الأثري ( تركي البنعلي ) مسؤول مكتب البحوث والافتاء

وهما من المعروفين لكن نحن سنتحدث عن الشخصيات الغير مشهورة إعلاميا :


- أبو المنذر المكي ( الحربي) : ولد في مكة عام 1983 ودرس عند مجموعة من الشيوخ أبرزهم محمد مختار الشنقيطي، وكان على خلاف مع منهج السلفية الجهادية إلى أن التقى بعبد الرحمن الدوسري ثم بدأ بجمع الأموال في السعودية لصالح دولة العراق الإسلامية إلى أن كشف أمره ففر إلى باكستان

أقام في باكستان مدة ثم دخل إلى أفغانستان والتقى بقيادات من تنظيم القاعدة، ثم عاد إلى كراتشي وأقام فيها حتى مقتل بن لادن، ثم سافر إلى تركيا ومنها إلى سوريا دخل أبو المنذر إلى سوريا بعد إعلان " الخلافة" وبايع الدولة وتولى عدة مناصب قيادية فيها ( ديوان البحوث والإفتاء )

أصدر عدة كتيبات وأبحاث أثارت جدلاً واسعا داخل تنظيم الدولة، خاصة فيما يتعلق بمسألة التحاكم إلى محاكم مدنية في ديار الكفر، وقد كفرّه على إثرها قيادات في الدولة منهم : أبو محمد فرقان، أبو محمد العدناني، أبو عبد الله القرشي، فأمر البغدادي باستتابته !


- حجي توفيق ( أبو محمد المصري) : (مواليد مصر عام 1968 ) درس في جامعة الأزهر ثم سافر بعدها إلى دول الخليج وعمل فيها سنوات عند أحد الأمراء من الأسرة الحاكمة .

دخل إلى سوريا عام 2014 مع أسرته، وكان مقرباً من البغدادي وصاحب نفوذ واسع في الدولة بسبب ملايين الدولارت التي أنفقها

عيّنه البغدادي مسؤولاً عن اللجنة المفوضة التي كانت تتمتع بصلاحيات واسعة جداً فيما يخص سياسة التنظيم ومنهجيته يعتبره التيار المتشدد مسؤولاً عن مقتل المئات من قيادات تنظيم الدولة وعناصرها أثناء توليه قيادة اللجنة المفوضة تلك .


- رموز أخرى : كما يحوي هذا التيار عدة قيادات ورموز، أبرزهم : أبو عبد البر الكويتي، أبو رغد الدعجاني، أبو محمد الهاشمي، أبو يعقوب المقدسي، أبو الهمام التونسي، أبو عبد الرحمن الزرقاوي وكلهم من القيادات الشرعية في تنظيم الدولة ( وأنا أذكر فقط من كان له دور رئيسي في الصراع والقتال الداخلي )







- بذور الصراع الداخلي في داعش:



بدأت المرحلة الأولى من فصول الصراع داخل التيارين في تنظيم الدولة عندما قام عدد من الشرعيين ( منهم أبو رغد الدعجاني وأبو بكر القحطاني ) برفع تقرير إلى البغدادي يتهمون فيه أبو جعفر الحطاب بالغلو وتبني أقوال الحازمي، وتكفير شرعيين في تنظيم الدولة واتهامها بالإنحراف


تجاوب البغدادي بسرعة مع تقرير الشرعيين وكلّف حجي أيوب بتسوية ملف الحطاب ومجموعته، فقام على إثرها حجي أيوب باعتقال الحطاب ثم قتله بتهمة " الخروج عن الدولة وشق الصف "

( حجي أيوب : علي موسى الشواخ ، سوري من الرقة، خريج كلية الحقوق بدمشق ومعتقل سابق في صيدنايا والرجل الأول للتنظيم في سوريا )


ثم قام حجي أيوب بملاحقة مجموعات الحطاب وأرتكب مذبحة كبيرة بحقهم أدت إلى مقتل أكثر من 700 قيادي وعنصر من تنظيم الدولة معظهم من التونسيين والعجم أبرز من قتل فيها : أبو خالد الشرقي( شرعي الرقة) ، أبو مصعب التونسي، أبو هاجر المدني ، أبو عبدالرحمن القطري، أبو أحمد الداغستاني ..


تركت المذبحة الكبيرة التي نفذها حجي أيوب بحق الحطاب ومجموعاته والتي أودت بحياة المئات من قيادات وعناصر تنظيم الدولة صدمة كبيرة لدى التيار المتشدد داخل الدولة، حتى أن أبو علي الأنباري غضب من البغدادي بشدة وغادر سوريا بعد المذبحة تلك ولم يكلم البغدادي بعدها


وأما التيار الذي يصف نفسه "بالمعتدل" فقد أعتبر تلك المذبحة انتصارا له، وراح يروج أن "الخليفة البغدادي" يتبنى آراء ومنهج هذا التيار ولن يسمح بنتشار "عقيدة الغلو والخوارج" داخل الدولة .


وحقيقة الأمر أن البغدادي الذي أعطى الأوامر لحجي أيوب بتنفيذ تلك المذبحة لم يكن مهتماً بعقيدة الحطاب ولا بتوصيات التيار "المعتدل" ونصائحه، فقد أحس بالخطر الكبير الذي يشكله الحطاب من خلال نفوذه والتفاف المقاتلين حوله، فأراد التخلص منه تحت شعار "محاربة الغلو" وهذا ما أتضح لاحقاً !



أثارت المذبحة التي نفذها أبو أيوب ( علي موسى الشواخ ) بأوامر من البغدادي بحق الحطاب ومجموعته ردود أفعال غاضبة من التيار المتشدد وقياداته، وبدأت الأصوات تتعالى في انتقاد "الشرعيين" الذين برروا تلك المذبحة وحرضوا عليها، فتوجه على إثرها أبو محمد فرقان على عجل للقاء البغدادي في الرقة

بدى أبو محمد الفرقان ( حجي فيصل ) غاضباً من المذبحة التي وقعت، وأتهم البغدادي بالتساهل مع الشرعيين وإعطائهم أكبر من حجمهم، وقال له "أن هذه الدولة لم تقم على الشرعيين، وإن الشرعيون سيفسدون الدولة إن لم يوضع لهم حد "


أمر البغدادي على إثرها بتشكيل لجنة سميت بلجنة المراقبة والمتابعة، برئاسة أبو محمد الفرقان وبعضوية كل من : أبو ميسرة الشامي ، أبو خباب المصري ( شعبة ) ، أبو زيد العراقي ، أبو حكيم الأردني وبدأت بلقاء القادة والشرعيين الذين كان لهم دور أو كلام في المذبحة التي وقعت وما رافقها

وكانت هذه اللجنة أقرب إلى اللجنة الامتحانية، فقد كان يطلب من القادة والشرعيين تقديم سيرة ذاتية ، والإجابة عن أسئلة تتعلق بأمور العقيدة والتكفير و الحاكمية . وكانت تُكتب تلك الأجوبة والملاحظات وترفع لأبي محمد الفرقان والبغدادي عبر تقرير مع عدد من التوصيات

وبعد فترة قصيرة من المقابلات والدراسة خرجت تلك اللجنة بخلاصة مفادها أن التيار المتشدد كان على حق في انتقاد الشرعيين في مسائل التكفير والحاكمية، فأصدرت اللجنة عبر ديوان الإعلام - الذي يسيطر عليه التيار المتشدد- بياناً اسمته " بيان تكفير العاذر "وكان هذا البيان متطابق تماماً مع أقوال ومنهج التيار المتشدد .


وما إن صدر هذا البيان حتى خرجت عدة بيانات من الشرعيين معارضة ومنتقدة له، بوصفه يتبنى عقيدة الخوارج فكثر اللغط والخلاف داخل الدولة، قادة وجنود، وانقسموا بين مؤيد لبيان ديوان الإعلام وبين مؤيد لموقف الشرعيين المعارض له

وفي هذه الأثناء حدثت أيضاً عدة حوادث ساهمت في اذكاء الخلاف بين التيارين، أبرزها : "سبايا" سنجار : حيث قام حوالي ٣٥٠ عنصر من الدولة باقتحام مدينة سنجار واختطاف المئات من نساء المدينة وأخذهن كسبايا وحقيقةً لم يكن الخلاف بين التيارين حول هذه النقطة في مسألة مشروعية هذا الفعل

فقد كان كلا التيارين متفق على مشروعيته، إنما حصل الخلاف حين وزعت تلك السبايا على الأمراء والقادة ( حصل بعض القادة على 10 - 20 امرأة ) وحُرم الجنود المقتحمين لسنجار منها ، وهذا ما دفع الشرعيين إلى انتقاد أمراء الدولة بحجة عدم الحكم بشرع الله فيما يخص توزيع "الغنائم والسبي "

- ضرب مدينة مارع بالكيماوي : حيث أقدم المجرم الهالك أبو الأثير العبسي على استخدام السلاح الكيماوي ( الكلور) في هجومه على مارع شمال حلب، الأمر الذي رفضه الشرعيون معللين ذلك بوجود عوام من المسلمين فيها، بينما كان يرى التيار الآخر كفر عوام المسلمين خارج منطقة "الخلافة"

كل هذه الأحداث وغيرها ساهمت في اتساع الشرخ وتعاظم الخلاف بين التيار المتشدد وما يمثله من قادة وأمراء، وبين الشرعيين والمتبنيين لمنهجهم من القادة الآخرين وبدأ التراشق الاعلامي بين الجانبين عبر خطب الجمعة و وسائل التواصل والمضافات والمجالس .

قام على إثرها أبو محمد الفرقان بشن حملة أمنية على الشرعيين، والقادة والجنود المتعاطفين معهم، فسجن قسم وتعرض للتعذيب، وقتل قسم آخر بتهم مختلفة ( عمالة، شق الصف، ردة، تعزير) وبلغ مجموع من قتل في تلك المرحلة أكثر من 400 عنصر وقيادي




وعندما كانت الأمور تتجه لصالح "التيار المتشدد" داخل الدولة، تلقى هذا التيار ضربة موجعة تمثلت بمقتل أبو محمد العدناني، وبعده بفترة قصيرة مقتل أبو محمد الفرقان، وهما أبرز القادة الداعمين للتيار المتشدد داخل الدولة، والمسيطرون على المؤسسة الإعلامية فيها

لم يخفِ التيار "المعتدل" داخل الدولة فرحه بمقتل العدناني والفرقان، وتبادل الشرعيون التهاني، حتى أن بعض الشرعيين سجد لله شكراً لسماعه نبأ مقتل الفرقان ، بوصفه المسؤول الأول عن حملة الإعتقال والقتل التي طالت "التيار المعتدل"، وبوصفه رأس من رؤوس "الخوارج" في الدولة



وقد استمر تبادل الاتهامات والتراشق الإعلامي بين التيارين بعد مقتل القائدين، مما دفع البغدادي الى الدعوة لاجتماع طارئ ضم قيادات الدولة في الرقة، وأمر بتشكيل لجنة اسماها "اللجنة المفوضة" بهدف كتابة منهج للدولة وإنهاء حالة الخلاف والصراع عبر تبني خطاب ومنهج موحد وإلزام الجميع به

وعليه فإن كل من يخالف منهج الفرقان واللجنة المفوضة فهو "مرجئ" . وقد تألفت اللجنة المفوضة من :

- حجي عبدالناصر التركماني ( ضابط سابق) رئيساً للجنة في سوريا

- أبو يحيى الجميلي ( صديق البغدادي منذ كان خطيباً في القرمة بالأنبار) رئيسا للجنة في العراق وبعضوية كل من :

- أبو أحمد الفرنسي
- أبو حفص الدوسري ( الودعاني)
- أبو زيد العراقي (العيثاوي)
- أبو مرام الجزائري
- أبو ميسرة الشامي ( عبوة لاصقة)
- أبو حكيم الأردني
- أبو أنيسة الداغستاني
- أبو اسماء التونسي

كما تم تعيين كل من أبو حكيم الأردني مسؤولا لديوان الإعلام خلفاً لأبي محمد الفرقان ( وهو من التيار المتشدد ) وتعيين أبو الحسن المهاجر متحدثا باسم الدولة خلفاً لأبي محمد العدناني ( وهو من التيار المتشدد )

وبعد فترة قصيرة أصدرت اللجنة المفوضة البيان الشهير " ليهلك من هلك على بينة" والذي تبنى بالكامل أقوال الخوارج في مسائل التكفير والحاكمية، وأدى إلى اشتعال الصراع أكثر بين التيارين، إلى حد تكفير كل طرف للآخر !

فأصدر "تركي البنعلي" رئيس مكتب الإفتاء بياناً ينتقد فيه بيان اللجنة المفوضة، مما أدى إلى تكفيره من قبل حجي عبد الناصر وأبو حفص الدوسري، فقرر البنعلي التوجه للقاء البغدادي لمعرفة رأيه في بيان اللجنة المفوضة، لكنه قتل قبلها بيوم فقط عبر طائرة مسيرة، ونجا مرافقه ( أبو حفص البحريني)

لم تصدر تنظيم الدولة أي بيان تعزية بمقتل البنعلي ( صاحب الكتاب المعروف مدوا الأيادي لبيعة البغدادي) ولم يترحم عليه البغدادي، فقد "مات على الشرك" بحسب كلام حجي عبد الناصر ! وتم اعتقال كل من رثى البنعلي من القادة أو الشرعيين

قرر أبو بكر القحطاني الشرعي العام للدولة وصديق البنعلي التوجه لمقابلة البغدادي لمعرفة رأيه ببيان اللجنة المفوضة، وأجتمع بالبغدادي في الموصل القديمة بحضور كل من حجي عبدالناصر وأبو زيد العراقي وأبو الحسن المهاجر، وقد تفاجئ حين علم أن البغدادي موافق على بيان اللجنة ومضطلع عليه

وقد ذكر القحطاني لبعض أصحابه من الشرعيين أنه فكر بأخذ سلاحه وقتل البغدادي ومن معه في الإجتماع " ليريح الدولة من شرهم" لكنه تردد وتراجع عن هذه الخطوة ، ثم قرر العودة إلى سوريا وفي الطريق تم قتله بطائرة مسيرة مع مرافقيه !

ولم يكن أبو بكر القحطاني الشرعي العام للدولة الوحيد الذي فكر بقتل البغدادي وأعضاء لجنته المفوضة، فقد خطط أبو عثمان النجدي( مواليد الرياض عام 1990) وهو أحد الشرعيين في معسكرات جيش الخلافة تنفيذ عملية " استشهادية" أثناء اجتماع اللجنة المفوضة وتشاور مع بعض الشرعيين في ذلك وأيدوه لكنه قتل قبل تنفيذ العملية بأيام .

وخرجت عدة فتاوى من الشرعيين تفتي بوجوب نقض بيعة البغدادي، وحرمة القتال في صفوف الدولة طالما تتبنى عقيدة الخوارج . وبالفعل فقد لاقت تلك الدعوات استجابة من الكثير من القادة والجنود ، فهرب الكثير من مناطق الدولة واعتزل قسم آخر وجلس في بيته ولعل من أبرزهم :

أبو الحسن البارة ( التقيت به في ريف إدلب عدة مرات حينما كان قياديا في أحرار الشام) حيث أعتقل أثناء محاولته الهروب من مناطق الدولة، وتم اعدامه لاحقاً بتهمة الردة، كما حاول ثوبان الغامدي( قائد عسكري) تشكيل فصيل جديد و الانشقاق عن الدولة .

وقد ساهمت دعوة الشرعيين في اعتزال القتال ووجوب نقض بيعة البغدادي في خروج الكثير من المناطق عن سيطرة الدولة وسقوطها بسبب رفض الكثير من القادة والجنود القتال ، كتدمر واليرموك وبادية الشام والقلمون وريف حلب الشرقي

على الجهة المقابلة فقد شن التيار المتشدد المتمثل باللجنة المفوضة حملة اعتقالات واسعة طالت معظم الشرعيين ( أبو عبدالبر الكويتي، أبو رغد الدعجاني، أبو يعقوب المقدسي، أبو عزام..) ، وحملة تصفيات طالت القيادات والعناصر المتعاطفة معهم ، أسفرت عن مقتل ما لايقل عن 600 عنصر وقيادي وشرعي

حتى المؤسسة الإعلامية في الدولة المتمثلة في ديوان الإعلام - وهي المؤسسة الأقوى - طالتها تلك الحرب المستعرة بين التيارين، فقد انقسم الديوان بين مؤيد "للتيار المتشدد" وعلى رأسهم أبو حكيم الأردني، وبين مؤيد لموقف الشرعيين وعلى رأسهم أبو محمد القطري وأبو سمية الفرنسي

فقد أعترض أبو محمد القطري ( مسؤول المتابعة في ديوان الإعلام )، وأبو سمية الفرنسي مسؤول قطاع الإنتاج على إصدار للدولة تُلمح فيه إلى تكفير عوام الشعوب المسلمة، وهي العقيدة التي كان يتبناها أبو حكيم الأردني والتيار المتشدد في الدولة .



أحس البغدادي بالخطر ، وبأنه بدأ يفقد السيطرة على الجنود والمواقع ومؤسسات تنظيم الدولة، فدعى إلى إجتماع عاجل مع الحُجاج ( الحجاج هم قدامى قيادات الدولة من العراقيين ، وهم من يسيطر فعلياً على القرار ) وأتخذوا قراراً بإقالة اللجنة المفوضة وتشكيل لجنة جديدة سميت باللجنة المنهجية !

ولكن هذه المرة فقد كان أعضاء اللجنة الجديدة من التيار "المعتدل" ، وهو تيار الشرعيين في الدولة، وقد ضمت اللجنة كل من :

رئيس اللجنة : أبو محمد المصري ( شيخ كبير ويملك أموال كثيرة، كان يحظى بوظيفة مرموقة لدى أحد الأمراء في الخليج ، تركها ودخل سوريا مع عائلته في أواخر عام 2014 )

وبعضوية كل من : أبو مسلم المصري ، أبو رغد الدعجاني ( الذي أصبح شرعي الجهاز الأمني أيضاً) ، أبو محمد التميمي ( أبو عزام النجدي كان مع جماعة المهاجرين والأنصار ورفض مبايعة الدولة إلى وقت متأخر، ثم تقلد منصب القاضي العام للدولة ! ) ، أبو يعقوب المقدسي .. وآخرين

كان تعيين البغدادي للجنة الجديدة بمثابة انقلاب على اللجنة السابقة، حيث بدأت اللجنة الجديدة أعمالها بنقض بيان اللجنة السابق، و سرعان ما قتل أبو ميسرة الشامي وأبو خباب المصري ( أعضاء اللجنة السابقة) وتمت ملاحقة وسجن أعضاء اللجنة السابقة كلهم ماعدا حجي عبدالناصر التركماني، وأبو يحيى الجميلي وأبو حمزة الكردي( ضابط استخبارات سابق) وهؤلاء تربطهم بالبغدادي صداقة قديمة فلا يستطيع أحد المساس بهم بكل الأحوال . بينما سُجن أبو حفص الدوسري وأبو اسماء التونسي

وأصبح أعضاء اللجنة السابقة فجأة مطاردين من قبل ديوان الأمن في الدولة، وفر كثير منهم من مناطق الدولة، فقد فر أبو زيد العراقي ( العيثاوي) وألقت الحكومة العراقية القبض عليه، وسلم أبو أحمد الفرنسي نفسه لقوات قسد طواعية وهو الذي كان بالأمس يكفر عوام المسلمين خارج مناطق الدولة !

كما فر كل من أبو عبيدة التركي وأبو انيسة الداغستاني ( دخلوا إلى إدلب ثم إلى تركيا سراً ) ، وهكذا فقد لحقوا من فر من التيار "المعتدل" والذين كانوا يطاردونهم قبل فترة قصيرة فقط! أمثال أبو محمد الهاشمي( من دير الزور) وأبو صهيب الجزراوي وأبو حفص البحريني ( هربوا سراً إلى تركيا ) وحتى خطتهم التي كانت تتمثل بنقل عوائل أمراء الدولة إلى تركيا سراً والتي خططوا لها لسنوات واشتروا لها العقارات داخل تركيا وأتموا تجهيزها فشلت ! بسبب تولي أبو محمد المصري لزمام أمور اللجنة الجديدة .

وهكذا فقد تحول ديوان الأمن في الدولة من مطارد للتيار المعتدل الى مطارد للتيار المتشدد فجأة، فقتل الكثير من القادة والجنود بتهمة شق الصف! ومن أبرز من قتل : أبو حفص الدوسري والي حلب ودير الزور وعضو اللجنة السابق، وأبو حفص المصري والي دمشق، أبو الدحداح التونسي قائد عسكري.. وآخرين

وبلغ مجموع من قتل من التيار المتشدد في هذه الفترة أكثر من 800 قائد عسكري وعنصر ! وكان المسؤول المباشر عن هذه التصفيات أبو محمد المصري، وأبو رغد الدعجاني، وأبو عزام يعقوب المقدسي ، وطبعا التنفيذ كالعادة هو لأبي أيوب الرقاوي (سيف الدولة كما يحب أن يلقب نفسه )


وقد بلغ مجموع من قتل بحملات التصفية التي طالت التيار المتشدد في تلك الفترة أكثر من 800 عنصر وقيادي، وكان المسؤول المباشر عن تلك التصفيات أبو محمد المصري، وأبو رغد الدعجاني، وأبو يعقوب المقدسي، وطبعا التنفيذ لأبي أيوب الرقاوي ( مسؤول ديوان الأمن العام )

ومع حملات القتل والملاحقة تلك بحق القيادات والعناصر التي تنمتي للتيار المتشدد داخل الدولة، ودعوة القيادات المتبقية من هذا التيار لاعتزال الدولة بعد أن سيطر عليها " المرجئة والمرتدون" على حد وصفهم فقد خسرت الدولة الكثير من المناطق دون قتال حقيقي بسبب اعتزال الجنود أو انشقاقهم كما حصل في الطبقة والرقة ودير الزور ، حيث حصلت انسحابات عديدة بأوامر من حجي عبدالناصر ( من التيار المتشدد) ، ولم تعد الدولة تسيطر إلا على مساحة صغيرة في بادية دير الزور والباغوز .
 

يتحدث عن الصراع الداخلي داخل داعش




قد يتعجب الكثير من سر انهيار تنظيم الدولة المفاجئ وذوبانه رغم امتلاكه موارد هائلة على الصعيد البشري والمادي، وإن القول أن سبب إنهيار التنظيم هو الحملات العسكرية التي واجهها التنظيم في العراق وسوريا هو تصور خاطئ فلقد كانت الصراعات الدموية داخل التنظيم هي العامل الأبرز في إضعافه


قبل عام 2013 كان تنظيم الدولة عبارة عن خلايا أمنية وعسكرية متحركة ومتخفية، لا تسيطر على أرض ولا تملك مؤسسات أو أي موارد تذكر ،وبالتالي لم تكن تظهر على السطح أي صراعات أو خلافات إيديولوجية داخل التنظيم


ومع بداية عام 2014 وجد التنظيم نفسه يسيطر على مساحات واسعة من سوريا والعراق مستغلاً الثورات الشعبية وحالة التشظي الفصائلي في الساحة السورية ، وأصبح التنظيم يملك عشرات الآلاف من المقاتلين الذين توافدوا عليه من أكثر من 40 دولة


ومع وجود هذا التنوع الهائل من المقاتلين ذوي الخلفيات الإيديولوجية المختلفة التي تنتمي إلى مدارس ومشارب منهجيةعدة، وزيادة موارد التنظيم واقامته للمؤسسات والدواوين كان لابد من ظهور تلك الخلافات على السطح، وقد ساهم في تعاظم تلك الخلافات عدة أمور، أبرزها :

1 - عدم وجود دستور أو منهج مكتوب ومعلوم للتنظيم، فالتنظيم وجد نفسه بفترة قياسية قد تحول من مجرد خلايا متخفية إلى ما يشبه الدولة وهو الأمر الذي لم يكن معداً له بشكل جيد فأصبح منهج التنظيم عرضة للتغيير بتغير القادة والشرعيين، وأصبح عرضة أيضا للأخذ والرد بين أعضاء التنظيم نفسه


2 - حالة الإستقرار التي تمتع بها التنظيم لمدة عام ونصف تقريباً : فعدم انشغال القيادات والجنود بالمعارك والجبهات أدى إلى انشغالهم بالأمور الداخلية للتنظيم نفسه، من ناحية العقيدة والمنهج، وهذا ما فتح الباب أمام قيادات كل تيار للترويج لمنهجهم ومدرستهم، ومن هنا بدأت شرارة الخلاف !



حقيقةً فإن المسائل التي فجرت الصراعات العقدية والمنهجية داخل تنظيم الدولة كثيرة ومتشعبة، لكن سنحاول تلخيصها في أربع نقاط رئيسية، وهي التي كانت السبب المباشر في اشتعال جذوة الصراع الدموي :


أولاً- مسألة تكفير العاذر والمتوقف : ففي حين كان تيار واسع من قيادات الدولة يرى كفر العاذر بالجهل والمتوقف في تكفير المرتدين، كانت طائفة أخرى من الشرعيين والقياديين ترى عدم تكفيرهم، ومن أبرز هؤلاء : أبو بكر القحطاني الشرعي العام، والبنعلي، وأبو المنذر المكي وغيرهم .


ثانياً- تكفير أعيان الجنود في الفصائل الإسلامية ( كالنصرة وجند الأقصى والأحرار ) : وقد انقسمت قيادات التنظيم وشرعيوه بين من يرى كفر تلك الفصائل قادة وجنود بأعيانهم، وبين طائفة أخرى ترى التوقف في تكفيرهم وتعذرهم، ومن هؤلاء : أبو الهمام التونسي، وأبو يعقوب المقدسي وآخرون


ثالثاً- حكم عوام المسلمين في دار الكفر الطارئ : ففي حين ذهبت قيادات في التنظيم إلى القول بردة كافة المسلمين خارج حدود التنظيم!، كان قسم آخر من قيادات الدولة وشرعييها يرى عدم كفرهم، ومنهم : البنعلي، وأبو عبد البر الكويتي، وأبو محمد المصري، والزرقاوي .

وهنا لابد من ذكر قصة "طريفة" حول هذه النقطة، وهي أن القيادي في الدولة أبو رقية التركماني ذكر في خطبة للجمعة بمدينة تلعفر أنه لايرى كفر عوام المسلمين في تركيا، الأمر الذي أغضب الكتيبة الأذرية والقيادات الأذربيجانية في الدولة، وقد رفع الأمر للبغدادي عبر أبو يوسف التركي وقد أمر البغدادي أن يتراجع أبو رقية التركماني عن فتواه تلك أو يُعزل، وذلك خوفاً من انشقاق العناصر الأذرية في الدولة التي كانت من أكثر الجماعات غلواً في التنظيم ! .


رابعاً- تكفير الطريفي وابن باز ومرسي : وبداية الخلاف كانت عبر انتشار شائعات داخل التنظيم تقول إن القحطاني وأبو منذر المكي ( المسؤولان الشرعيان للتنظيم ) لا يكفران الطريفي كما أنتشرت شائعة أن أم المنذر ( بنت مصطفى البغا) التي كانت تعطي دروس شرعية للنساء ..لا تكفر مرسي وابن باز، وهذا ما أدى إلى موجة غضب عارمة داخل التيار الأكثر غلواً في التنظيم، فطالبوا بعزل القحطاني وأبو المنذر واتهامهم بالارجاء وتبني عقيدة فاسدة مخالفة لعقيدة الدولة في تكفير هؤلاء .


خامساً- تكفير القاعدة وكتائب القسام : وسبب هذه الفتنة هي إنتشار رسالة مسربة من القائد العسكري لتنظيم الدولة في سيناء أثناء مراسلته لكتائب القسام في غزة وقد وصفهم فيها "بالأخوة"، وهذا ما أغضب الكثير من القيادات في الدولة التي ترى ردة حماس وكتائب القسام .

حقيقةً هناك الكثير والكثير من المسائل الخلافية التي فجرت الصراع العقدي داخل تنظيم الدولة غير التي ذكرناها، لكن أشرنا فقط لأبرز تلك المسائل وأكثرها سخونة والتي أدخلت الفريقين المتنافسين في حالة حرب.






على إثر تلك المسائل الخلافية وكثرة الحديث فيها انقسم تنظيم الدولة إلى تيارين إثنين:

التيار الأول : تيار يُتهم بالغلو وتبني عقيدة الخوارج،

التيار الثاني : وتيار آخر يُتهم بالإنحراف وتبني عقيدة المرجئة .


طيب .. لنتحدث عن رموز كل تيار، من قادة وشرعيين :


أولاً - التيار المُتهم بالغلو :
=============


1- أبو سعد العتيبي : قيادي سعودي يتبنى القول أن الأصل في عوام المسلمين الكفر، وهو أول من أثار مسألة انحراف عقيدة " الشرعيين" ، و وصل إلى حد القول بكفر القحطاني وأبو منذر المكي ( شرعيو الدولة ) بل إنه كان يكفر الإمام النووي والقرطبي !

والمفارقة أن أبا سعد العتيبي هذا والذي كان يكفر الإمام النووي والقرطبي وعوام المسلمين خارج حدود الدولة، وكافة الفصائل الإسلامية في سوريا عندما سُأل عن حكم ابن باز والعثيمين وعدد من شيوخ السعودية لم يكفرهم ! وتهرب بالقول أنهم " أفضوا إلى ما قدموا" !


2 - أبو حفص الودعاني : من قبيلة الدواسر عسكري سابق في الجيش السعودي، قدم إلى سوريا في عام 2013 والتحق بصفوف جماعة المهاجرين والأنصار بقيادة عمر الشيشاني، قبل مبايعة الدولة، تولى عدة مناصب قيادية في الدولة، منها : والي دير الزور - والي حلب - أمير ديوان الزكاة - المسؤول الأمني

كان أبو حفص يتبنى القول بتكفير العاذر والمتوقف، وكان مسؤولاً عن قتل العشرات من قياديي الدولة من التيار الآخر حينما تولى القضاء الأمني في التنظيم، قبل أن يأمر البغدادي بسجنه وقتله مؤخراً كما سنوضح لاحقاً

أبو حفص الدوسري هذا من مواليد الرياض عام 1982، وقد أعترض الكثير من الشرعيين ( السعوديين خاصة) على تعيينه في مناصب قيادية في الدولة كونه عسكري سابق في الجيش السعودي ولم يُستتب بحسب قولهم، ولا يتمتع بأي مؤهلات شرعية للخوض في مسائل التكفير


3 - أبو جعفر الحطاب : تونسي عاش في السعودية ودرس في جامعة الملك خالد، عاد إلى تونس وتولى منصب قيادي في جماعة أنصار الشريعة، قدم إلى سوريا عام 2013 وانضم الى جماعة المهاجرين والأنصار بقيادة عمر الشيشاني، ثم بايع الدولة بعد الإعلان عنها وأصبح من ألمع وأشهر القياديين فيها

تولى الحطاب عدة مناصب قيادية في الدولة، وكان مقرباً من أبي علي الأنباري الذي عينه معه في اللجنة الشرعية للدولة . إلتف حول الحطاب الكثير من القادة والجنود( التونسيين والعجم) وأصبح له شهرة و نفوذ واسع في محافظة الرقة .

تبنى الحطاب القول في تكفير العاذر والمتوقف وعوام المسلمين، بل قال بكفر قيادات الدولة ووجوب استتابتهم، وهو أشهر من تبنى "التكفير بالتسلسل" ، حتى أنه حكم على نفسه بالردة وأستتاب ! وقد لاقى منهجه قبول واسع لدى التونسيين والأذريين على الخصوص .


4 - أبو أحمد الفرنسي : فرنسي الجنسية عاش في السعودية ودرس في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، حاول الالتحاق بصفوف المجاهدين في العراق لكنه أعتقل في سوريا وتم تسليمه لفرنسا التي سجنته لغاية 2009 في عام 2010 أسسس عدة خلايا تابعة لتنظيم الدولة في ضواحي باريس

جاء سوريا بعد إعلان " دولة العراق والشام" وبايع الدولة، تولى عدة مناصب قيادية في التنظيم أبرزها مسؤول في ديوان الإعلام و المكتب الخارجي للتنظيم . كان ممن يرى تكفير عوام المسلمين خارج حدود التنظيم، لاحقاً سلم نفسه لقوات قسد وقوات التحالف في دير الزور !!


5- عبوة لاصقة - أبو سليمان السوري : وكان من أبرز وجوه تيار الغلو في الدولة إلى جانب من ذكرنا : أبو سليمان السوري ، أو أبو ميسرة الشامي، أو عبوة لاصقة، وله العديد من الألقاب الأخرى وكلها لذات الشخص صغير في السن ( مواليد ٨٩ ) إلى أنه كان مقربا من البغدادي و قيادة الدولة، وتقلد عدة مناصب حساسة فيها


6- أبو محمد الفرقان : ولابد من ذكر ( حجي فيصل) أو أبو محمد فرقان، أحد أعمدة الدولة و صانع اعلامها وسياستها، ومسؤول عن مكتبة الهمة التي تنشر عقيدة التنظيم



7- أبو عبيدة التركي : مسؤول المعسكرات، سجن في تركيا وقاتل في أفغانستان، وكان يقول بتكفير عوام المسلمين والمتوقف والعاذر


8- شخصيات اخرى : إضافة إلى أبو خباب المصري، وأبو أسماء التونسي، وأبو المرام الجزائري، وأبو زيد العراقي ( العيثاوي) ، وأبو حكيم الأردني ( مسؤول ديوان الإعلام خلفاً لأبي محمد فرقان بعد مقتله ) ، وأبو حفص المصري ( أمير جرابلس ) وآخرين .

نحن نذكر فقط من كان له دور مؤثر في اشتعال الصراع داخل تنظيم الدولة







ثانياً - التيار المتهم بالارجاء
==============


أما التيار المضاد الذي كان متهماً بالإرجاء وكان يصف نفسه بالتيار المعتدل فله كثير من الرموز، أبرزهم :

أبو بكر القحطاني ( المسؤول الشرعي العام للدولة )

وأبو الهمام الأثري ( تركي البنعلي ) مسؤول مكتب البحوث والافتاء

وهما من المعروفين لكن نحن سنتحدث عن الشخصيات الغير مشهورة إعلاميا :


- أبو المنذر المكي ( الحربي) : ولد في مكة عام 1983 ودرس عند مجموعة من الشيوخ أبرزهم محمد مختار الشنقيطي، وكان على خلاف مع منهج السلفية الجهادية إلى أن التقى بعبد الرحمن الدوسري ثم بدأ بجمع الأموال في السعودية لصالح دولة العراق الإسلامية إلى أن كشف أمره ففر إلى باكستان

أقام في باكستان مدة ثم دخل إلى أفغانستان والتقى بقيادات من تنظيم القاعدة، ثم عاد إلى كراتشي وأقام فيها حتى مقتل بن لادن، ثم سافر إلى تركيا ومنها إلى سوريا دخل أبو المنذر إلى سوريا بعد إعلان " الخلافة" وبايع الدولة وتولى عدة مناصب قيادية فيها ( ديوان البحوث والإفتاء )

أصدر عدة كتيبات وأبحاث أثارت جدلاً واسعا داخل تنظيم الدولة، خاصة فيما يتعلق بمسألة التحاكم إلى محاكم مدنية في ديار الكفر، وقد كفرّه على إثرها قيادات في الدولة منهم : أبو محمد فرقان، أبو محمد العدناني، أبو عبد الله القرشي، فأمر البغدادي باستتابته !


- حجي توفيق ( أبو محمد المصري) : (مواليد مصر عام 1968 ) درس في جامعة الأزهر ثم سافر بعدها إلى دول الخليج وعمل فيها سنوات عند أحد الأمراء من الأسرة الحاكمة .

دخل إلى سوريا عام 2014 مع أسرته، وكان مقرباً من البغدادي وصاحب نفوذ واسع في الدولة بسبب ملايين الدولارت التي أنفقها

عيّنه البغدادي مسؤولاً عن اللجنة المفوضة التي كانت تتمتع بصلاحيات واسعة جداً فيما يخص سياسة التنظيم ومنهجيته يعتبره التيار المتشدد مسؤولاً عن مقتل المئات من قيادات تنظيم الدولة وعناصرها أثناء توليه قيادة اللجنة المفوضة تلك .


- رموز أخرى : كما يحوي هذا التيار عدة قيادات ورموز، أبرزهم : أبو عبد البر الكويتي، أبو رغد الدعجاني، أبو محمد الهاشمي، أبو يعقوب المقدسي، أبو الهمام التونسي، أبو عبد الرحمن الزرقاوي وكلهم من القيادات الشرعية في تنظيم الدولة ( وأنا أذكر فقط من كان له دور رئيسي في الصراع والقتال الداخلي )






- بذور الصراع الداخلي في داعش:



بدأت المرحلة الأولى من فصول الصراع داخل التيارين في تنظيم الدولة عندما قام عدد من الشرعيين ( منهم أبو رغد الدعجاني وأبو بكر القحطاني ) برفع تقرير إلى البغدادي يتهمون فيه أبو جعفر الحطاب بالغلو وتبني أقوال الحازمي، وتكفير شرعيين في تنظيم الدولة واتهامها بالإنحراف


تجاوب البغدادي بسرعة مع تقرير الشرعيين وكلّف حجي أيوب بتسوية ملف الحطاب ومجموعته، فقام على إثرها حجي أيوب باعتقال الحطاب ثم قتله بتهمة " الخروج عن الدولة وشق الصف "

( حجي أيوب : علي موسى الشواخ ، سوري من الرقة، خريج كلية الحقوق بدمشق ومعتقل سابق في صيدنايا والرجل الأول للتنظيم في سوريا )


ثم قام حجي أيوب بملاحقة مجموعات الحطاب وأرتكب مذبحة كبيرة بحقهم أدت إلى مقتل أكثر من 700 قيادي وعنصر من تنظيم الدولة معظهم من التونسيين والعجم أبرز من قتل فيها : أبو خالد الشرقي( شرعي الرقة) ، أبو مصعب التونسي، أبو هاجر المدني ، أبو عبدالرحمن القطري، أبو أحمد الداغستاني ..


تركت المذبحة الكبيرة التي نفذها حجي أيوب بحق الحطاب ومجموعاته والتي أودت بحياة المئات من قيادات وعناصر تنظيم الدولة صدمة كبيرة لدى التيار المتشدد داخل الدولة، حتى أن أبو علي الأنباري غضب من البغدادي بشدة وغادر سوريا بعد المذبحة تلك ولم يكلم البغدادي بعدها


وأما التيار الذي يصف نفسه "بالمعتدل" فقد أعتبر تلك المذبحة انتصارا له، وراح يروج أن "الخليفة البغدادي" يتبنى آراء ومنهج هذا التيار ولن يسمح بنتشار "عقيدة الغلو والخوارج" داخل الدولة .


وحقيقة الأمر أن البغدادي الذي أعطى الأوامر لحجي أيوب بتنفيذ تلك المذبحة لم يكن مهتماً بعقيدة الحطاب ولا بتوصيات التيار "المعتدل" ونصائحه، فقد أحس بالخطر الكبير الذي يشكله الحطاب من خلال نفوذه والتفاف المقاتلين حوله، فأراد التخلص منه تحت شعار "محاربة الغلو" وهذا ما أتضح لاحقاً !



أثارت المذبحة التي نفذها أبو أيوب ( علي موسى الشواخ ) بأوامر من البغدادي بحق الحطاب ومجموعته ردود أفعال غاضبة من التيار المتشدد وقياداته، وبدأت الأصوات تتعالى في انتقاد "الشرعيين" الذين برروا تلك المذبحة وحرضوا عليها، فتوجه على إثرها أبو محمد فرقان على عجل للقاء البغدادي في الرقة

بدى أبو محمد الفرقان ( حجي فيصل ) غاضباً من المذبحة التي وقعت، وأتهم البغدادي بالتساهل مع الشرعيين وإعطائهم أكبر من حجمهم، وقال له "أن هذه الدولة لم تقم على الشرعيين، وإن الشرعيون سيفسدون الدولة إن لم يوضع لهم حد "


أمر البغدادي على إثرها بتشكيل لجنة سميت بلجنة المراقبة والمتابعة، برئاسة أبو محمد الفرقان وبعضوية كل من : أبو ميسرة الشامي ، أبو خباب المصري ( شعبة ) ، أبو زيد العراقي ، أبو حكيم الأردني وبدأت بلقاء القادة والشرعيين الذين كان لهم دور أو كلام في المذبحة التي وقعت وما رافقها

وكانت هذه اللجنة أقرب إلى اللجنة الامتحانية، فقد كان يطلب من القادة والشرعيين تقديم سيرة ذاتية ، والإجابة عن أسئلة تتعلق بأمور العقيدة والتكفير و الحاكمية . وكانت تُكتب تلك الأجوبة والملاحظات وترفع لأبي محمد الفرقان والبغدادي عبر تقرير مع عدد من التوصيات

وبعد فترة قصيرة من المقابلات والدراسة خرجت تلك اللجنة بخلاصة مفادها أن التيار المتشدد كان على حق في انتقاد الشرعيين في مسائل التكفير والحاكمية، فأصدرت اللجنة عبر ديوان الإعلام - الذي يسيطر عليه التيار المتشدد- بياناً اسمته " بيان تكفير العاذر "وكان هذا البيان متطابق تماماً مع أقوال ومنهج التيار المتشدد .

وما إن صدر هذا البيان حتى خرجت عدة بيانات من الشرعيين معارضة ومنتقدة له، بوصفه يتبنى عقيدة الخوارج فكثر اللغط والخلاف داخل الدولة، قادة وجنود، وانقسموا بين مؤيد لبيان ديوان الإعلام وبين مؤيد لموقف الشرعيين المعارض له

وفي هذه الأثناء حدثت أيضاً عدة حوادث ساهمت في اذكاء الخلاف بين التيارين، أبرزها : "سبايا" سنجار : حيث قام حوالي ٣٥٠ عنصر من الدولة باقتحام مدينة سنجار واختطاف المئات من نساء المدينة وأخذهن كسبايا وحقيقةً لم يكن الخلاف بين التيارين حول هذه النقطة في مسألة مشروعية هذا الفعل

فقد كان كلا التيارين متفق على مشروعيته، إنما حصل الخلاف حين وزعت تلك السبايا على الأمراء والقادة ( حصل بعض القادة على 10 - 20 امرأة ) وحُرم الجنود المقتحمين لسنجار منها ، وهذا ما دفع الشرعيين إلى انتقاد أمراء الدولة بحجة عدم الحكم بشرع الله فيما يخص توزيع "الغنائم والسبي "

- ضرب مدينة مارع بالكيماوي : حيث أقدم المجرم الهالك أبو الأثير العبسي على استخدام السلاح الكيماوي ( الكلور) في هجومه على مارع شمال حلب، الأمر الذي رفضه الشرعيون معللين ذلك بوجود عوام من المسلمين فيها، بينما كان يرى التيار الآخر كفر عوام المسلمين خارج منطقة "الخلافة"

كل هذه الأحداث وغيرها ساهمت في اتساع الشرخ وتعاظم الخلاف بين التيار المتشدد وما يمثله من قادة وأمراء، وبين الشرعيين والمتبنيين لمنهجهم من القادة الآخرين وبدأ التراشق الاعلامي بين الجانبين عبر خطب الجمعة و وسائل التواصل والمضافات والمجالس .

قام على إثرها أبو محمد الفرقان بشن حملة أمنية على الشرعيين، والقادة والجنود المتعاطفين معهم، فسجن قسم وتعرض للتعذيب، وقتل قسم آخر بتهم مختلفة ( عمالة، شق الصف، ردة، تعزير) وبلغ مجموع من قتل في تلك المرحلة أكثر من 400 عنصر وقيادي



وعندما كانت الأمور تتجه لصالح "التيار المتشدد" داخل الدولة، تلقى هذا التيار ضربة موجعة تمثلت بمقتل أبو محمد العدناني، وبعده بفترة قصيرة مقتل أبو محمد الفرقان، وهما أبرز القادة الداعمين للتيار المتشدد داخل الدولة، والمسيطرون على المؤسسة الإعلامية فيها

لم يخفِ التيار "المعتدل" داخل الدولة فرحه بمقتل العدناني والفرقان، وتبادل الشرعيون التهاني، حتى أن بعض الشرعيين سجد لله شكراً لسماعه نبأ مقتل الفرقان ، بوصفه المسؤول الأول عن حملة الإعتقال والقتل التي طالت "التيار المعتدل"، وبوصفه رأس من رؤوس "الخوارج" في الدولة



وقد استمر تبادل الاتهامات والتراشق الإعلامي بين التيارين بعد مقتل القائدين، مما دفع البغدادي الى الدعوة لاجتماع طارئ ضم قيادات الدولة في الرقة، وأمر بتشكيل لجنة اسماها "اللجنة المفوضة" بهدف كتابة منهج للدولة وإنهاء حالة الخلاف والصراع عبر تبني خطاب ومنهج موحد وإلزام الجميع به

وعليه فإن كل من يخالف منهج الفرقان واللجنة المفوضة فهو "مرجئ" . وقد تألفت اللجنة المفوضة من :

- حجي عبدالناصر التركماني ( ضابط سابق) رئيساً للجنة في سوريا

- أبو يحيى الجميلي ( صديق البغدادي منذ كان خطيباً في القرمة بالأنبار) رئيسا للجنة في العراق وبعضوية كل من :

- أبو أحمد الفرنسي
- أبو حفص الدوسري ( الودعاني)
- أبو زيد العراقي (العيثاوي)
- أبو مرام الجزائري
- أبو ميسرة الشامي ( عبوة لاصقة)
- أبو حكيم الأردني
- أبو أنيسة الداغستاني
- أبو اسماء التونسي

كما تم تعيين كل من أبو حكيم الأردني مسؤولا لديوان الإعلام خلفاً لأبي محمد الفرقان ( وهو من التيار المتشدد ) وتعيين أبو الحسن المهاجر متحدثا باسم الدولة خلفاً لأبي محمد العدناني ( وهو من التيار المتشدد )

وبعد فترة قصيرة أصدرت اللجنة المفوضة البيان الشهير " ليهلك من هلك على بينة" والذي تبنى بالكامل أقوال الخوارج في مسائل التكفير والحاكمية، وأدى إلى اشتعال الصراع أكثر بين التيارين، إلى حد تكفير كل طرف للآخر !

فأصدر "تركي البنعلي" رئيس مكتب الإفتاء بياناً ينتقد فيه بيان اللجنة المفوضة، مما أدى إلى تكفيره من قبل حجي عبد الناصر وأبو حفص الدوسري، فقرر البنعلي التوجه للقاء البغدادي لمعرفة رأيه في بيان اللجنة المفوضة، لكنه قتل قبلها بيوم فقط عبر طائرة مسيرة، ونجا مرافقه ( أبو حفص البحريني)

لم تصدر تنظيم الدولة أي بيان تعزية بمقتل البنعلي ( صاحب الكتاب المعروف مدوا الأيادي لبيعة البغدادي) ولم يترحم عليه البغدادي، فقد "مات على الشرك" بحسب كلام حجي عبد الناصر ! وتم اعتقال كل من رثى البنعلي من القادة أو الشرعيين

قرر أبو بكر القحطاني الشرعي العام للدولة وصديق البنعلي التوجه لمقابلة البغدادي لمعرفة رأيه ببيان اللجنة المفوضة، وأجتمع بالبغدادي في الموصل القديمة بحضور كل من حجي عبدالناصر وأبو زيد العراقي وأبو الحسن المهاجر، وقد تفاجئ حين علم أن البغدادي موافق على بيان اللجنة ومضطلع عليه

وقد ذكر القحطاني لبعض أصحابه من الشرعيين أنه فكر بأخذ سلاحه وقتل البغدادي ومن معه في الإجتماع " ليريح الدولة من شرهم" لكنه تردد وتراجع عن هذه الخطوة ، ثم قرر العودة إلى سوريا وفي الطريق تم قتله بطائرة مسيرة مع مرافقيه !

ولم يكن أبو بكر القحطاني الشرعي العام للدولة الوحيد الذي فكر بقتل البغدادي وأعضاء لجنته المفوضة، فقد خطط أبو عثمان النجدي( مواليد الرياض عام 1990) وهو أحد الشرعيين في معسكرات جيش الخلافة تنفيذ عملية " استشهادية" أثناء اجتماع اللجنة المفوضة وتشاور مع بعض الشرعيين في ذلك وأيدوه لكنه قتل قبل تنفيذ العملية بأيام .

وخرجت عدة فتاوى من الشرعيين تفتي بوجوب نقض بيعة البغدادي، وحرمة القتال في صفوف الدولة طالما تتبنى عقيدة الخوارج . وبالفعل فقد لاقت تلك الدعوات استجابة من الكثير من القادة والجنود ، فهرب الكثير من مناطق الدولة واعتزل قسم آخر وجلس في بيته ولعل من أبرزهم :

أبو الحسن البارة ( التقيت به في ريف إدلب عدة مرات حينما كان قياديا في أحرار الشام) حيث أعتقل أثناء محاولته الهروب من مناطق الدولة، وتم اعدامه لاحقاً بتهمة الردة، كما حاول ثوبان الغامدي( قائد عسكري) تشكيل فصيل جديد و الانشقاق عن الدولة .

وقد ساهمت دعوة الشرعيين في اعتزال القتال ووجوب نقض بيعة البغدادي في خروج الكثير من المناطق عن سيطرة الدولة وسقوطها بسبب رفض الكثير من القادة والجنود القتال ، كتدمر واليرموك وبادية الشام والقلمون وريف حلب الشرقي

على الجهة المقابلة فقد شن التيار المتشدد المتمثل باللجنة المفوضة حملة اعتقالات واسعة طالت معظم الشرعيين ( أبو عبدالبر الكويتي، أبو رغد الدعجاني، أبو يعقوب المقدسي، أبو عزام..) ، وحملة تصفيات طالت القيادات والعناصر المتعاطفة معهم ، أسفرت عن مقتل ما لايقل عن 600 عنصر وقيادي وشرعي

حتى المؤسسة الإعلامية في الدولة المتمثلة في ديوان الإعلام - وهي المؤسسة الأقوى - طالتها تلك الحرب المستعرة بين التيارين، فقد انقسم الديوان بين مؤيد "للتيار المتشدد" وعلى رأسهم أبو حكيم الأردني، وبين مؤيد لموقف الشرعيين وعلى رأسهم أبو محمد القطري وأبو سمية الفرنسي

فقد أعترض أبو محمد القطري ( مسؤول المتابعة في ديوان الإعلام )، وأبو سمية الفرنسي مسؤول قطاع الإنتاج على إصدار للدولة تُلمح فيه إلى تكفير عوام الشعوب المسلمة، وهي العقيدة التي كان يتبناها أبو حكيم الأردني والتيار المتشدد في الدولة .



أحس البغدادي بالخطر ، وبأنه بدأ يفقد السيطرة على الجنود والمواقع ومؤسسات تنظيم الدولة، فدعى إلى إجتماع عاجل مع الحُجاج ( الحجاج هم قدامى قيادات الدولة من العراقيين ، وهم من يسيطر فعلياً على القرار ) وأتخذوا قراراً بإقالة اللجنة المفوضة وتشكيل لجنة جديدة سميت باللجنة المنهجية !

ولكن هذه المرة فقد كان أعضاء اللجنة الجديدة من التيار "المعتدل" ، وهو تيار الشرعيين في الدولة، وقد ضمت اللجنة كل من :

رئيس اللجنة : أبو محمد المصري ( شيخ كبير ويملك أموال كثيرة، كان يحظى بوظيفة مرموقة لدى أحد الأمراء في الخليج ، تركها ودخل سوريا مع عائلته في أواخر عام 2014 )

وبعضوية كل من : أبو مسلم المصري ، أبو رغد الدعجاني ( الذي أصبح شرعي الجهاز الأمني أيضاً) ، أبو محمد التميمي ( أبو عزام النجدي كان مع جماعة المهاجرين والأنصار ورفض مبايعة الدولة إلى وقت متأخر، ثم تقلد منصب القاضي العام للدولة ! ) ، أبو يعقوب المقدسي .. وآخرين

كان تعيين البغدادي للجنة الجديدة بمثابة انقلاب على اللجنة السابقة، حيث بدأت اللجنة الجديدة أعمالها بنقض بيان اللجنة السابق، و سرعان ما قتل أبو ميسرة الشامي وأبو خباب المصري ( أعضاء اللجنة السابقة) وتمت ملاحقة وسجن أعضاء اللجنة السابقة كلهم ماعدا حجي عبدالناصر التركماني، وأبو يحيى الجميلي وأبو حمزة الكردي( ضابط استخبارات سابق) وهؤلاء تربطهم بالبغدادي صداقة قديمة فلا يستطيع أحد المساس بهم بكل الأحوال . بينما سُجن أبو حفص الدوسري وأبو اسماء التونسي

وأصبح أعضاء اللجنة السابقة فجأة مطاردين من قبل ديوان الأمن في الدولة، وفر كثير منهم من مناطق الدولة، فقد فر أبو زيد العراقي ( العيثاوي) وألقت الحكومة العراقية القبض عليه، وسلم أبو أحمد الفرنسي نفسه لقوات قسد طواعية وهو الذي كان بالأمس يكفر عوام المسلمين خارج مناطق الدولة !

كما فر كل من أبو عبيدة التركي وأبو انيسة الداغستاني ( دخلوا إلى إدلب ثم إلى تركيا سراً ) ، وهكذا فقد لحقوا من فر من التيار "المعتدل" والذين كانوا يطاردونهم قبل فترة قصيرة فقط! أمثال أبو محمد الهاشمي( من دير الزور) وأبو صهيب الجزراوي وأبو حفص البحريني ( هربوا سراً إلى تركيا ) وحتى خطتهم التي كانت تتمثل بنقل عوائل أمراء الدولة إلى تركيا سراً والتي خططوا لها لسنوات واشتروا لها العقارات داخل تركيا وأتموا تجهيزها فشلت ! بسبب تولي أبو محمد المصري لزمام أمور اللجنة الجديدة .

وهكذا فقد تحول ديوان الأمن في الدولة من مطارد للتيار المعتدل الى مطارد للتيار المتشدد فجأة، فقتل الكثير من القادة والجنود بتهمة شق الصف! ومن أبرز من قتل : أبو حفص الدوسري والي حلب ودير الزور وعضو اللجنة السابق، وأبو حفص المصري والي دمشق، أبو الدحداح التونسي قائد عسكري.. وآخرين

وبلغ مجموع من قتل من التيار المتشدد في هذه الفترة أكثر من 800 قائد عسكري وعنصر ! وكان المسؤول المباشر عن هذه التصفيات أبو محمد المصري، وأبو رغد الدعجاني، وأبو عزام يعقوب المقدسي ، وطبعا التنفيذ كالعادة هو لأبي أيوب الرقاوي (سيف الدولة كما يحب أن يلقب نفسه )

وقد بلغ مجموع من قتل بحملات التصفية التي طالت التيار المتشدد في تلك الفترة أكثر من 800 عنصر وقيادي، وكان المسؤول المباشر عن تلك التصفيات أبو محمد المصري، وأبو رغد الدعجاني، وأبو يعقوب المقدسي، وطبعا التنفيذ لأبي أيوب الرقاوي ( مسؤول ديوان الأمن العام )

ومع حملات القتل والملاحقة تلك بحق القيادات والعناصر التي تنمتي للتيار المتشدد داخل الدولة، ودعوة القيادات المتبقية من هذا التيار لاعتزال الدولة بعد أن سيطر عليها " المرجئة والمرتدون" على حد وصفهم فقد خسرت الدولة الكثير من المناطق دون قتال حقيقي بسبب اعتزال الجنود أو انشقاقهم كما حصل في الطبقة والرقة ودير الزور ، حيث حصلت انسحابات عديدة بأوامر من حجي عبدالناصر ( من التيار المتشدد) ، ولم تعد الدولة تسيطر إلا على مساحة صغيرة في بادية دير الزور والباغوز .






قد يسأل البعض : البغدادي نفسه على أي تيار محسوب؟

حقيقةً البغدادي ومن معه من حُجاج ( القيادة العليا ) غير محسوبين على أي من التيارين، فقد تبنوا التيار المتشدد مدة وأطلقوا له العنان، ومن ثم انقلبوا عليه وتبنوا التيار الآخر الذي يمثله الشرعيون فهم بالمختصر يحاولون الإبقاء على نفوذهم بأي طريقة

وهذا ماحدث مؤخراً بالفعل، فقد صرح البغدادي للحُجاج أنه "لم يبق شيء يخاف عليه" بعد أنهيار التنظيم، فأوعز للحُجاج بتصفية من تبقى من رموز التيارين بعد أن ضاق ذرعاً بخلافاتهم، فقتل أبو محمد وأبو عبد البر الكويتي (زعموا أنهم قتلوا بقصف) وقتل وأبو يعقوب الأردني بتهمة الجاسوسية !

وهكذا فقد أفنى التياران بعضهمها في صراع استمر أربع سنوات قتل فيه آلاف من الطرفين، وتكفّل الحُجاج بقتل من بقي منهم ، وتسبب هذا الصراع الدامي في انهيار التنظيم وخسارته ! ولم يبق سوى بعض القنوات في تلغرام وبعض المنتديات يتبادل فيه الناجون من التيارين التهم بالمسؤولية عما حصل !

المفارقة أن مقتل البغدادي جاء فقط بعد أن أجمع التيارين داخل تنظيم الدولة على نقض بيعة البغدادي وخلعه، فتيار متشدد يراه قد تبنى عقيدة الإرجاء وضعيف، وتيار معتدل يراه مداهناً للغلاة ولايصلح للقيادة فأصبح من المستحيل استمراه في قيادة التنظيم لو أراد التنظيم النهوض مجدداً ! وفجأة قتل !

ما أريد قوله هو أن مقتل البغدادي في هذه الفترة بالذات هي خدمة للتنظيم أكثر مما هي ضربة له ! فنقض بيعة البغدادي ووجوب عزله أصبح محل إجماع من كلا التيارين في التنظيم، وبالتالي ازاحته بالقتل ومن ثم تنصيب زعيم جديد أكبر خدمة ممكن أن تُقدم للتنظيم في هذا الوقت لانعاشه

لهذا لا أستبعد أن يكون الحُجاج هم وراء كشف مكان البغدادي وتسريب تلك المعلومة للأمريكان، بغية ازاحته بأفضل طريقة ممكنة وهي" الشهادة" ! بعد أن أصبح البغدادي حجر عثرة في جهود إحياء التنظيم ورأب الصدع فيه

 
البغدادي عراقي و حتى الزعيم الجديد على الأرجح عراقي المسافة قريبة جدا للجزيرة العربية و لطالما كانت العراق موطن الهواشم منذ زمن الحسين رضي الله عنه
النسب الهاشمي من أكثر الإنساب المعتنى بها و يوجد كتب كثيره توثق هذا النسب ويوجد العديد من الباحثين و المهتمين به فمن ادعى انه من نسب بني هاشم فعليه البينه وإلا فإنه كاذب
 
76C2B70A-1E55-4E26-A7CC-97D54E9C8796.jpeg














المصدر
السومرية نيوز​
 
النسب الهاشمي من أكثر الإنساب المعتنى بها و يوجد كتب كثيره توثق هذا النسب ويوجد العديد من الباحثين و المهتمين به فمن ادعى انه من نسب بني هاشم فعليه البينه وإلا فإنه كاذب

القبائل يهتمون جدا بأصولهم...
لكن الهاشميين والأشراف مهتمين إلى أبعد الحدود وشجرة العائلة عندهم توثق بكل حرص.
 
عودة
أعلى