ربط الأستقرار والسلام بعلاقات مع اسرائيل أمر غير صحيح .
مشكلة لبنان الأساسية داخلياً في النظام السياسي فأتفاق الطائف لم يعد الحجاة للأمن والأستقرار .
مجرد أتفاق توافق طائفي أخمد الحرب في حينها ولكن ترك نوافذ القتال مفتوحه في أي وقت .
حتى لو أستقر الوضع الداخلي هل تضن اسرائيل غير طامعة في لبنان ؟
الأنهر اللبنانية لاتزال هاجس كبير في عقل المخطط اليهودي ويفكر بمليار طريقة للسيطرة عليها .
قبل قيام الأحتلال كانت هذة الرسالة ففي الخطاب الذي وقعه حاييم وايزمن باسم الحركة الصهيونية عام 1919 والموجه لرئيس الوزراء البريطاني ديفد لويد، أشار وايزمن صراحة إلى حاجة إسرائيل إلى سد جزء من احتياجات المناطق الشمالية اعتمادا على المياه اللبنانية، فكتب يقول "... نحن نعتقد أنه من الضروري أن تشمل الحدود الشمالية لفلسطين سهل الليطاني لمسافة 25 ميلا والمنحدرات الغربية والجنوبية لجبل الشيخ وذلك لحاجة مناطقنا الشمالية للمياه من أجل الزراعة والصناعة والطاقة".
وعند اجتياح إسرائيل للبنان عام 1978 قامت على الفور بالسيطرة على نهر الوزاني الذي يغذي نهر الأردن وقامت كذلك بوضع مضخات ومواسير لتوصيل المياه من نهر الحاصباني إلى شمال إسرائيل.
هذا بالنسبة لنهر الحاصباني والوزاني أما عن نهر الليطاني الذي يعتبر كما يصفه خبراء المياه في لبنان العمود الفقري للتنمية المائية، فقد عرقلت إسرائيل جميع المشروعات الهادفة إلى الاستفادة منه وذلك إما بمنع التمويل أو منع التنفيذ بالقوة المسلحة.
وهنا يمكن أن يتبادر إلى الذهن تساؤل عن امتناع إسرائيل عن تحويل مجرى هذا النهر ليصب في المناطق القريبة من الحدود اللبنانية الإسرائيلية؟ والإجابة عن ذلك لا علاقة لها بالمسائل الأمنية ولكنها قضية فنية بحتة، إذ أن كمية المياه المتدفقة من النهر في تلك المناطق ضئيلة ولذا فإن إسرائيل تعتقد أنها إذا فكرت في خيار التحويل فإن هذا لن يكون مفيدا إلا في أعالي النهر بدءا من سد بحيرة القرعون حيث يصل التدفق في هذه المنطقة إلى 700 مليون متر مكعب سنويا، ومن هنا فإن إسرائيل حينما اجتاحت لبنان عام 1982 كان أول عمل قاموا به عندما وصلوا بحيرة القرعون هو الاستيلاء على جميع البيانات والمعلومات الهيدرولوجية عن السد والنهر وإرسالها إلى إسرائيل.
وفي عام 2002 وتحديدا في سبتمبر وأكتوبر هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون بالحرب على لبنان بسبب تنفيذ مشروع جر مياه نهر الوزاني (أحد روافد نهر الحاصباني الذي يوفر ما بين 20 – 25% من مياه بحيرة طبرية) إلى القرى والبلدات المحررة في جنوب لبنان، وصرح كذلك شمعون بيريز وزير الخارجية آنذاك قائلا "إن إسرائيل ترى في مساعي لبنان لتحويل مجرى مياه الحاصباني عملا خطيرا واستفزازا لا يمكن تحمله"، وعلى هذا المنوال أكد مفوض المياه السابق في إسرائيل دان زاسلافسكي أنه "ينبغي علينا الآن أولا إيقاف تزويد قرى جنوب لبنان بالمياه، وإعلان أنه في اللحظة التي يخرج فيها أول متر مكعب من مياه الحاصباني فإننا سنقوم بتدمير الآلات، إن قضية الوزاني لا تحتاج إلى مفاوضات واتصالات وإنما دبابة تقوم بتدمير المنشآت اللبنانية على النبع".
..........................................................................
وبناء عليه الترويج لعلاقات مع اسرائيل وكأنها المنقذ للدول العربية وسبب للأزدهار والنمو أمر في غايه الغرابه .