انسحب داعش من الرقة بصفقة مع الأكراد والتحالف الدولي الى ديرالزور وكشفتها بي بي سي ...
كشفت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن تفاصيل
صفقة سرية سمحت لنحو 3آلاف مسلح من تنظيم "
داعش" مع أسرهم بمغادرة مدينة
الرقة تحت إشراف التحالف الدولي، والمقاتلين الأكراد، الذين سيطروا على المدينة بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا، والقوات الكردية التي تسيطر على المدينة. وضمّت القافلة بعض أسوأ مقاتلي "
داعش" سمعة، رغم إعادة التأكد،و العشرات من المقاتلين الأجانب.
وفيها تحول بعض امراء وشرعيي وامنيي داعش الى صفوف الأكراد ومنهم أحد كبار امنيي داعش الذي تحول لقائد قطاع بقسد ...
==
سر الرقة القذر
وبَنَت “بي بي سي” تحقيقها الذي عنونته بـ“سر الرقة القذر” على شهادات جمعتها من سائقي شاحنات وحافلات نقلوا بأنفسهم المئات من مقاتلي “تنظيم الدولة” مع عائلاتهم، بعلم من التحالف الدولي بقيادة أمريكا، وميليشيات قوات “سوريا الديمقراطية”. وأكدت “بي بي سي” إنها تحدثت أيضاً إلى أشخاص إما كانوا على متن القافلة، أو شاهدوها، بالإضافة إلى رجال دخلوا في مفاوضات لإتمام الصفقة مع “تنظيم الدولة”.
و أبرزت “بي بي سي” قصة “أبو فوزي” وهو سائق إحدى الحافلات التي أقلت مقاتلين من التنظيم عندما كانت المعارك بالرقة في مرحلتها النهائية، الذي قال إن قوات “سوريا الديمقراطية” أرادت منه قيادة قافلة لنقل المئات من مقاتلي “تنظيم الدولة” من مدينة الطبقة التي كانت تشهد قتالاً.
وظن أبو فوزي أن مهمته سيتم إنجازها خلال 6 ساعات على أكثر تقدير، لكنه عندما بدأ مع سائقين آخرين بتجميع القافلة في تاريخ 12 أكتوبر/ تشرين الأول 2017 عرفوا أنهم خُدعوا، لأن مهمتهم ستستمر لثلاثة أيام من القيادة الشاقة، فضلاً عن أنهم حمّلوا في شاحناتهم كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر، بالإضافة إلى مقاتلي التنظيم.
دور أمريكا و بريطانيا “قسد”
وأشار السائق الذي تحدث لـ”بي بي سي” أنه وبقية السائقين تلقوا وعوداً بالحصول على آلاف الدولارات مقابل قيامهم بالمهمة، شرط أن ينجزوها بشكل سري، لكن بسبب خِداعهم وعدم حصولهم على الأموال بعد إتمامهم المهمة التي كانت بغاية الخطورة، قرر التحدث و كشف السر، فيما أشار السائقون إلى أن أضراراً لحقت بشاحناتهم خلال تحرك القافلة بسبب الحمولات الزائدة، خصوصاً من الذخيرة والأسلحة التي حملوا أطناناً منها.
وكشف التحقيق أن الصفقة مع مقاتلي “تنظيم الدولة” جاءت بعد أربعة أشهر من القتال في الرقة، وأنه تم إنجازها مع وجهاء محليين، وأشار إلى أن كلاً من الولايات المتحدة، وبريطانيا، وقوات “سوريا الديمقراطية” رفضت الاعتراف بدورها في الصفقة.
ويروي أبو فوزي تفاصيل عن المهمة الخطرة التي قام بها رفقة بقية السائقين، وقال: “لقد كنا خائفين منذ اللحظة التي دخلنا فيها إلى الرقة، وكنا نتوقع أن ندخلها برفقة مقاتلين قوات سوريا الديمقراطية، لكننا ذهبنا لوحدنا”، مشيراً أنه بعدما دخلوا المدينة شاهدوا مقاتلي “تنظيم الدولة” مع أسلحتهم وأحزمتهم الناسفة”.
خطوة جنونية قام بها مقاتلو “تنظيم الدولة” قبل تحرك القوافل، فبحسب “أبو فوزي” فخخ مقاتلو التنظيم الشاحنات التي كانت ستنقلهم، وقال إنه “في حال حدوث أي خطأ خلال تطبيق الصفقة، كانوا سيفجرون القافلة”، مشيراً أنه حتى النساء والأطفال كانوا يرتدون أحزمة ناسفة.
قافلة طولها 7 كيلومترات تقلت 4 آلاف شخص بينها مئات المقاتلين الأجانب
ويلفت التحقيق إلى أن قوات “سوريا الديمقراطية” قالت في وقت سابق أنه سيُسمح للعشرات من مقاتلي التنظيم في الرقة بالمغادرة، وادعت أنهم من السكان المحليين، لكن سائق إحدى الشاحنات قال لـ بي بي سي”: “إن ذلك لم يكن صحيحاً”. وأضاف: “أخذنا حوالي 4 آلاف شخص، بينهم نساء وأطفال، وعندما دخلنا الرقة اعتقدنا أننا سنأخذ 200 شخص، ولكن في شاحنتني فقط نقلت 112 شخصاً”.
وأكد السائقون المشاركون في نقل مقاتلي “تنظيم الدولة” أن مقاتلين أجانب هم أيضاً خرجوا مع القوافل، وكشف التحقيق أن هؤلاء المقاتلين ينحدرون من بلدان مختلفة، بينها فرنسا، وتركيا، وأذربيجان، وباكستان، واليمن، والسعودية، وتونس، ومصر”.
وبحسب السائق أبو فوزي، فإن “فإن 3 إلى 4 من المقاتلين الأجانب كانوا برفقة كل سائق شاحنة، وقال إنهم ضربوه ونعتوه بأسماء من قبيل كافر، وخنزير”، في حين كشف سائقون آخرون أن القافلة كان يبلغ طولها 6 – 7 كيلومترات، وأنها تألفت من 50 شاحنة، و13 حافلة، وأكثر من 100 سيارة تابعة لمقاتلي “تنظيم الدولة”.
ونشرت “بي بي سي” في تحقيقها مقطع فيديو، أظهر شاحنات تقل مسلحين وعائلاتهم من مدينة الرقة، في حين أن شخصاً كان فيما يبدو بجانب المصور، وكان يقول إن القافلة تتجه نحو مدينة الميادين في دير الزور شرق سوريا.
اعتقال “أبوحذيفة” رئيس مخابرات “الدولة”
وكان من أبرز الشخصيات التي غادرت مع القافلة، “أبو مصعب حذيفة”، وكان يتبوأ منصب رئيس المخابرات لدى “تنظيم الدولة”، لكنه الآن أصبح وراء القضبان على الحدود السورية التركية بعد اعتقاله. وكان “أبو مصعب حذيفة” حاول الفرار الى تركيا مع أخرين، لكنه تعرض لخديعة من مهربين. و قد ازدهرت تجارة التهريب مع استعداد عناصر “الدولة” لدفع آلاف الدولارات للهروب هم وعائلاتهم.
وتحدث “أبو حذيفة” عن ضراوة القصف الذي تعرضت له الرقة، وقال إنه خلال 10 ساعات من القصف المتواصل، قُتل ما بين 500 إلى 600 شخص من مقاتلين وآخرين من عائلاتهم.
وأشار إلى أن المفاوضات لخروج مقاتلي “تنظيم الدولة” من الرقة بدأ يوم 10 أكتوبر/ تشرين الثاني 2017، وأضاف أنه بعد القصف العنيف فإن الأشخاص الذين رفضوا في البداية الهدنة، عدلوا عن موقفهم ووافقوا على الخروج من الرقة.
وبين التحقيق أنه بعدما غادرت القوافل للرقة، مرت عبر حقول القطن والقمح، وأن القافلة بعدما خرجت من طريق رئيسي، دخلت في الصحراء، ليجد السائقون أنفسهم أمام مهمة صعبة في قيادة شاحناتهم.
ووفقاً لـ”بي بي سي”، فإنه في “ضوء التحقيق الذي أجرته، اعترف التحالف بالجزء الذي لعبه في الصفقة، وأنه تم السماح لـ 250 عنصراً من داعش بالخروج من الرقة مع 3500 فرداً من عائلاتهم”.
تهديدات بهجمات إرهابية في أوروبا
ونقل التحقيق عن الناطق باسم التحالف الدولي لمحاربة “الدولة” الذي تقوده واشنطن ريان ديلون، قوله: “لم نكن نريد أن يغادر أحد”، لكن هذا يكمن في قلب استراتيجيتنا، السوريون هم الذين يقاتلون ويموتون، هم يتخذون القرارات المتعلقة بالعمليات”.
وحذر التحقيق مما وصفها بـ”الصفقة القذرة”، وقال إنها تهدد العالم، حيث سُمح لمقاتلي “تنظيم الدولة” في الانتشار داخل سوريا وخارجها، ونقل ان كثيرا من مقاتلي التنظيم الأجانب توعدوا بالقيام بعمليات إرهابية في أوروبا، ونقلت عن شاب فرنسي اسمه أبوبصير الفرنسي .
http://www.jordanzad.com/index.php?page=article&id=278272