المجاهدون الجزائريون "إرهابيون"!
وقع صديق الجزائر وحليفها، الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في مطبة كبيرة قد لا تمر من دون تداعيات على العلاقات بين البلدين، بوصفه المجاهدين الجزائريين إبان الثورة التحريرية، بـ"الإرهابيين"، وذلك في لقاء تم خلف الجدران مع نظيره الفرنسي، فرانسوا هولاند.
هذه الحادثة نقلها الصحفيان "جيرار دافي" و"فابريس لوم" العاملان بيومية "لوموند" الفرنسية، خلال لقاءات جمعت بين الصحافيين والرجل الأول في قصر الإيليزي، استمرت على مدار نحو خمس سنوات، وتم جمع حديثها في كتاب صدر نهاية الأسبوع بباريس.
وبحسب الصحافيين، فإن بوتين خاطب نظيره الفرنسي قائلا: "في كل الأحوال، أنتم تعرفون من هم الإرهابيون، إنهم ذاتهم الذين حاربتموهم في الجزائر"، ويرد عليه هولاند: "لكن، أنا أتباحث مع الذين خضنا معهم الحرب في الجزائر".
وجاء هذا التوصيف غير المسبوق من مسؤول روسي بحجم الرئيس بوتين، في سياق جلسة مباحثات بين الرئيسين حول الأزمة السورية، جرت في فيفري 2015، وفيها طالب الرئيس الروسي نظيره الفرنسي بالوقوف إلى جانب نظام بشار الأسد، ومما قاله: "نحن نعترف بالدول. أنتم تدخلتم في مالي بطلب من الدولة من أجل محاربة الإرهابيين، وعليه يجب أن يكون لفرنسا الموقف ذاته في الأزمة السورية، كما يجب الاقتناع بأن الأطراف المعارضة لبشار الأسد، ليست معارضة شرعية، بل إرهابيون".
غير أن الرئيس الفرنسي رفض هذه التهمة ودافع عن المعارضة السورية قائلا: "إنهم ليسوا إرهابيين"، ليرد بوتين ملحا: "أنتم تقولون هذا لأن لديكم مسلمين في فرنسا تريدون حمايتهم"، ليرد هولاند مجددا: "نعم، تدخلنا في مالي لكن المسلمين لم يطلبوا منا شيئا.."، وأضاف: "لا تقل لي إن نظام بشار ديمقراطي، اللهم إلا إذا انطلقت من نسبة الـ 98 بالمائة التي يقول إنه فاز بها في الانتخابات".
وتعتبر الجزائر وروسيا وريثة الاتحاد السوفياتي المنهار، بلدين حليفين منذ الأيام الأولى للثورة التحريرية، ولم تتخلف موسكو عن دعم الثورة التحريرية بالسلاح، مثلما كانت من بين الأوائل التي اعترفت بالحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، ومن بين أولى الدول التي اعترفت بالجزائر المستقلة، وأقيمت علاقات نوعية بين البلدين غداة الاستقلال، ولا تزال إلى غاية اليوم.
كما تتقاسم الجزائر وروسيا المواقف ذاتها تقريبا حول العديد من المسائل الإقليمية، على غرار الأزمة السورية وكذا الأزمة الليبية، ويشتركان في تقاسم الانشغال المتعلق بإعادة الاستقرار لأسعار النفط، وقد سبق للرئيس الروسي أن دعم اتفاق الجزائر لتخفيض إنتاج النفط، مثلما تعتبر الجزائر زبونا تقليديا للروس في مجال التسليح، وهي كلها معطيات تجعل المتابعين للعلاقات الروسية الجزائرية، أمام حيرة كبيرة في "الخرجة" غير محسوبة العواقب للرئيس بوتين.. فهل الأمر يتعلق بزلة أم أن التوصيف كان مقصودا؟
ومن شأن هذا التصريح ألا يمر بسلام على العلاقات الثنائية التي استعادت بريقها خلال السنوات الأخيرة، وبات أمام الرئيس الروسي، تبرئة ذمته مما نسب إليه، لا سيما وأن الواقعة رواها طرف له حسابات براغماتية وجيوسياسية، لا ينظر بعين الارتياح للتقارب الجزائري الروسي، وخاصة في الأزمة السورية، التي تشهد اصطفافا خطيرا ينذر باندلاع حرب عالمية ثالثة.
http://www.echoroukonline.com/ara/articles/501077.html
وقع صديق الجزائر وحليفها، الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في مطبة كبيرة قد لا تمر من دون تداعيات على العلاقات بين البلدين، بوصفه المجاهدين الجزائريين إبان الثورة التحريرية، بـ"الإرهابيين"، وذلك في لقاء تم خلف الجدران مع نظيره الفرنسي، فرانسوا هولاند.
هذه الحادثة نقلها الصحفيان "جيرار دافي" و"فابريس لوم" العاملان بيومية "لوموند" الفرنسية، خلال لقاءات جمعت بين الصحافيين والرجل الأول في قصر الإيليزي، استمرت على مدار نحو خمس سنوات، وتم جمع حديثها في كتاب صدر نهاية الأسبوع بباريس.
وبحسب الصحافيين، فإن بوتين خاطب نظيره الفرنسي قائلا: "في كل الأحوال، أنتم تعرفون من هم الإرهابيون، إنهم ذاتهم الذين حاربتموهم في الجزائر"، ويرد عليه هولاند: "لكن، أنا أتباحث مع الذين خضنا معهم الحرب في الجزائر".
وجاء هذا التوصيف غير المسبوق من مسؤول روسي بحجم الرئيس بوتين، في سياق جلسة مباحثات بين الرئيسين حول الأزمة السورية، جرت في فيفري 2015، وفيها طالب الرئيس الروسي نظيره الفرنسي بالوقوف إلى جانب نظام بشار الأسد، ومما قاله: "نحن نعترف بالدول. أنتم تدخلتم في مالي بطلب من الدولة من أجل محاربة الإرهابيين، وعليه يجب أن يكون لفرنسا الموقف ذاته في الأزمة السورية، كما يجب الاقتناع بأن الأطراف المعارضة لبشار الأسد، ليست معارضة شرعية، بل إرهابيون".
غير أن الرئيس الفرنسي رفض هذه التهمة ودافع عن المعارضة السورية قائلا: "إنهم ليسوا إرهابيين"، ليرد بوتين ملحا: "أنتم تقولون هذا لأن لديكم مسلمين في فرنسا تريدون حمايتهم"، ليرد هولاند مجددا: "نعم، تدخلنا في مالي لكن المسلمين لم يطلبوا منا شيئا.."، وأضاف: "لا تقل لي إن نظام بشار ديمقراطي، اللهم إلا إذا انطلقت من نسبة الـ 98 بالمائة التي يقول إنه فاز بها في الانتخابات".
وتعتبر الجزائر وروسيا وريثة الاتحاد السوفياتي المنهار، بلدين حليفين منذ الأيام الأولى للثورة التحريرية، ولم تتخلف موسكو عن دعم الثورة التحريرية بالسلاح، مثلما كانت من بين الأوائل التي اعترفت بالحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، ومن بين أولى الدول التي اعترفت بالجزائر المستقلة، وأقيمت علاقات نوعية بين البلدين غداة الاستقلال، ولا تزال إلى غاية اليوم.
كما تتقاسم الجزائر وروسيا المواقف ذاتها تقريبا حول العديد من المسائل الإقليمية، على غرار الأزمة السورية وكذا الأزمة الليبية، ويشتركان في تقاسم الانشغال المتعلق بإعادة الاستقرار لأسعار النفط، وقد سبق للرئيس الروسي أن دعم اتفاق الجزائر لتخفيض إنتاج النفط، مثلما تعتبر الجزائر زبونا تقليديا للروس في مجال التسليح، وهي كلها معطيات تجعل المتابعين للعلاقات الروسية الجزائرية، أمام حيرة كبيرة في "الخرجة" غير محسوبة العواقب للرئيس بوتين.. فهل الأمر يتعلق بزلة أم أن التوصيف كان مقصودا؟
ومن شأن هذا التصريح ألا يمر بسلام على العلاقات الثنائية التي استعادت بريقها خلال السنوات الأخيرة، وبات أمام الرئيس الروسي، تبرئة ذمته مما نسب إليه، لا سيما وأن الواقعة رواها طرف له حسابات براغماتية وجيوسياسية، لا ينظر بعين الارتياح للتقارب الجزائري الروسي، وخاصة في الأزمة السورية، التي تشهد اصطفافا خطيرا ينذر باندلاع حرب عالمية ثالثة.
http://www.echoroukonline.com/ara/articles/501077.html