أمريكا تطلق عملية “هوك آي” أكبر غارات جوية في سوريا منذ 2019
في تصعيد عسكري واضح، أطلقت الولايات المتحدة الأمريكية أكبر عملية غارات جوية في الأراضي السورية . منذ عام 2019، وذلك ردًا على هجوم دامي استهدف قواتها.
وتهدف هذه الضربات، التي تحمل الاسم الرمزي “هوك آي سترايك”.إلى تفكيك البنية التحتية لتنظيم داعش الإرهابي وإرسال رسالة قوية بعدم التسامح مع أي اعتداءات على أفرادها. يسلط هذا التقرير الضوء . على تفاصيل العملية، الأسباب الاستراتيجية وراءها، والأطراف المشاركة في هذا الرد العسكري الساحق.
التفاصيل الكاملة لعملية “هوك آي سترايك” الأمريكية في سوريا
أمريكا تطلق عملية “هوك آي” أكبر غارات جوية في سوريا منذ 2019
الأهداف والنطاق الجغرافي للغارات الأمريكية
تمثلت الأهداف الرئيسية للعملية في تفكيك البنية التحتية العسكرية واللوجستية لتنظيم داعش. تم استهداف أكثر من 70 موقعًا للتنظيم في محافظتي حمص ودير الزور وسط سوريا، شملت:
10 طائرات من طراز F-15E Strike Eagle: انطلقت من قاعدة موفق السلطي الجوية في الأردن.
6 طائرات من طراز A-10C Thunderbolt II: انطلقت من قاعدة الظفرة الجوية في الإمارات العربية المتحدة.
طائرات من طراز F-16C Block 40: انطلقت من قاعدة الأمير سلطان الجوية في المملكة العربية السعودية.
تم إطلاق أكثر من 100 قذيفة موجهة بدقة على الأهداف المحددة، بدعم من نيران المدفعية الأمريكية المتمركزة في شمال شرق سوريا، مما أسفر عن دمار كبير في البنية التحتية المذكورة.
السياق الاستراتيجي والأسباب وراء التصعيد الأمريكي
أمريكا تطلق عملية “هوك آي” أكبر غارات جوية في سوريا منذ 2019
الخلفية المباشرة والعمليات السابقة
قبل هذا التصعيد، كانت وتيرة العمليات الأمريكية ضد داعش مرتفعة. خلال الأشهر الستة الماضية فقط،. نفذت القوات الأمريكية وحلفاؤها أكثر من 80 عملية لمكافحة الإرهاب في سورياوالعراق، ركزت على:
تحييد القادة الميدانيين للتنظيم.
تعطيل سلاسل التمويل والإمداد.
قطع طرق التهريب عبر الحدود.
بعد هجوم تدمر مباشرة، أسفرت 10 عمليات أمريكية لاحقة عن قتل أو أسر 23 مقاتلاً من داعش.
البعد الإقليمي: دور الحلفاء في العملية
أضافت العملية بعدًا إقليميًا هامًا من خلال المشاركة الفعلية للقوات الأردنية، التي نفذت ضربات جوية موازية. يؤكد هذا التعاون على استمرار نهج التحالف الدولي لمحاربة داعش، ويعكس رغبة واشنطن في تقاسم العبء الأمني مع شركائها في المنطقة.
التعقيدات الاستراتيجية والتحديات المستقبلية
أمريكا تطلق عملية “هوك آي” أكبر غارات جوية في سوريا منذ 2019
التناقضات في السياسة الأمريكية على الأرض
يأتي التصعيد الجوي في وقت تتبع فيه الإدارة الأمريكية سياسات قد تبدو متناقضة على الأرض. ففي خريف 2025، أذنت واشنطن بـتسيير دوريات مشتركة مع قوات الأمن العام السورية التي أعيد تشكيلها. وهي قوات يُشتبه في ارتباط بعض عناصرها بشبكات سابقة لتنظيم القاعدة عبر شخصيات مثيرة للجدل مثل أحمد الشرع. يخلق هذا الوضع توترًا بين المكاسب التكتيكية قصيرة المدى والتماسك الاستراتيجي طويل الأمد لمحاربة الإرهاب.
الرسائل والتداعيات المتوقعة
من خلال توقيت الحملة ونطاقها غير المسبوق، تهدف الولايات المتحدةإلى إرسال عدة رسائل واضحة:
ردع أي هجمات مستقبلية: أي اعتداء على القوات الأمريكية سيواجه برد فوري وساحق.
منع إعادة تشكيل الملاذات: الحرص على عدم إتاحة الفرصة لداعش لإعادة بناء ملاذات آمنة في سوريا.
إظهار القدرة الاستباقية: التأكيد على القدرة على الانتشار السريع وتنفيذ ضربات عالية الكثافة رغم محدودية الوجود البري.
مستقبل العمليات الأمريكية في سوريا والمنطقة
أمريكا تطلق عملية “هوك آي” أكبر غارات جوية في سوريا منذ 2019
تجسّد عملية “هوك آي سترايك” تحولاً بارزًا في الاستراتيجية العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط. فهي تثبت أنه على الرغم من انخفاض عدد القوات البرية، فإن الولايات المتحدة تحتفظ بقدرة لا مثيل لها على إطلاق ضربات جوية سريعة ومدمرة ضد تهديداتها.
وتبقى القوة الجوية والتكنولوجيا العسكرية المتطورة حجر الزاوية في استراتيجية الردع الأمريكية، خاصة في بيئة إقليمية سريعة التغير حيث تتطور التهديدات بشكل قد يفوق أحيانًا قدرة التحالفات التقليدية على التكيف.
التقييمات الأولية تشير إلى نجاعتها في تدمير بنية داعش، لكن الفعالية طويلة المدى ستقاس بقدرة واشنطن . على المواءمة بين قوتها النارية الساحقة وسياستها الأرضية المعقدة، لضمان ألا تكون “هوك آي” مجرد حلقة عنيفة في صراع طويل الأمد.