محتويات هذا المقال ☟
ضرب النووي الإيراني.. المهمة المستحيلة
تصدرت المحادثات حول برنامج إيران النووي المنعقدة في فيينا، عناوين أبرز الصحف العالمية الصادرة.
صباح يوم الثلاثاء، والتي ناقشت عدة سيناريوهات محتملة في حال فشل هذه المحادثات أو نجاحها.
حيث رأت صحيفة ”هآرتس“ الإسرائيلية، أن ضرب المواقع النووية الإيرانية، يعد بمثابة ”مهمة مستحيلة“ لإسرائيل.
مشيرة إلى أن تل أبيب تحتاج إلى حشد التأييد الكافي لذلك، وضرورة التوصل إلى اتفاق مع واشنطن يوفر ”مظلة نووية“.
وأضافت الصحيفة ”من الواضح أن إسرائيل تفتقر إلى أي قدرة حقيقية وذات مصداقية للقيام بعمل عسكري بمفردها ضد إيران.
لذلك يمكن أن تلجأ إلى دول حليفة على رأسها أمريكا، لتشكيل مظلة نووية هي الضمان النهائي للردع في وجه البرنامج النووي الإيراني“.
صعوبات العملية
وأوضحت الصحيفة أنه ”من أجل ضرب إيران مباشرة _من خلال أقصر طريق_ يجب أن تمر طائرات سلاح الجو الإسرائيلي فوق العراق والأردن.
ومن الممكن _أيضا_ العمل في مجال جوي مجاور، لكن هذا من شأنه أن يطيل مسار المقاتلات ويؤخر سبل الدفاع.
وعلاوة على ذلك، ستحتاج الطائرات إلى التزود بالوقود في الجو؛ ما يؤدي إلى إبطاء العملية أيضا، وزيادة خطر التعرض لها“.
وأضافت أن ”ما يصعّب العملية العسكرية، وجود قوات دول معادية لإسرائيل في المنطقة، مثل:
تركيا، التي تتمتع وكالتها الاستخبارية بتاريخ في تسليم عملاء المخابرات الإسرائيلية إلى إيران“.
وتابعت ”باختصار، فإن فرصة أن تكون الطائرات الإسرائيلية قادرة على العمل بهدوء وفي الخفاء دون أن يتم كشفها شبه معدومة“.
وأردفت الصحيفة بالقول ”حتى لو تم تدمير المواقع النووية الإيرانية كليا أو جزئيا، فقد قام العلماء الإيرانيون بالفعل بتخزين المعلومات والخطط بعيدا.
ولا يمكن تدمير ذلك. لقد شوهدت إيران بضع مرات وهي تستخدم هذه الحيلة لإعادة بناء المنشآت التي تعرضت للتخريب .
في العمليات المنسوبة إلى المخابرات الإسرائيلية، ولا يوجد ما يمنعها من إعادة البناء مرة أخرى في المستقبل“.
مخاطر العملية العسكرية ضد إيران
وأشارت الصحيفة إلى أن ”العملية العسكرية الإسرائيلية، ستثير دائما إدانة دولية، وربما تؤدي إلى فرض عقوبات على إسرائيل.
بالإضافة إلى أنه إذا تمكنت إسرائيل بطريقة ما من ضرب المواقع النووية الإيرانية، يمكن لطهران أن تطالب بنزع السلاح النووي.
من الشرق الأوسط بأكمله، أي مطالبة إسرائيل بتفكيك السلاح النووي الذي يعتقد الجميع أنها تمتلكه“.
وتساءلت ”هآرتس“ ،في ختام تقريرها، حول مدى تأثير هذه السيناريوهات على إسرائيل، بالقول ”هل ستكون الولايات المتحدة قادرة على الاستمرار في الدفاع عن إسرائيل.
وتمكينها من الاحتفاظ بسلاحها النووي؟ يجب أن يدرك القادة الإسرائيليون السياسيون والعسكريون جيدا ضرورة هذا الخطر“.
عقبات أمام محادثات فيينا
وعن تفاصيل المحادثات النووية التي جرت أمس، قالت صحيفة ”الغارديان“ البريطانية، إنه من المقرر أن تستمر المحادثات يومين آخرين على الأقل.
للتفاوض بشأن العقوبات التي سيتم رفعها على أساس أنها مرتبطة بالاتفاق النووي، ولم يتم فرضها بسبب استمرار انتهاكات حقوق الإنسان الإيرانية أو النشاط الإرهابي.
وأشارت الصحيفة في تقرير لها، إلى أنه لا تزال هناك خلافات بين الجانبين حول كيفية تصنيف العقوبات.
وحذرت ”الغارديان“ من رد الفعل الإيراني إذا فشلت المحادثات، بالقول ”عندما انسحب الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب.
من الاتفاق النووي الإيراني في عام 2018، ردت إيران باتخاذ سلسلة من الخطوات التي انتهكت شروط الاتفاق.
بما في ذلك تخزين اليورانيوم المخصب، وتكثيف استخدام أجهزة الطرد المركزي المتقدمة في المواقع النووية“.
وأضافت الصحيفة أنه ”على الرغم من وجود حالة من التفاؤل _على الأقل على النقيض من الكآبة التي سبقت المحادثات_ .
لا يزال هناك العديد من العقبات أمام التوصل إلى اتفاق، ولا يزال هناك شك في بعض العواصم الغربية، بأن إيران تسعي لكسب الوقت من أجل تطوير تقنيتها النووية“.
عقبات أخرى
وسلطت الصحيفة الضوء على عقبة أخرى، وهي موقف إسرائيل، إذ قالت إن ”إسرائيل معزولة في الشرق الأوسط .
لدرجة أن دولا في المنطقة تحذو حذو الولايات المتحدة في قبول أن إحياء الاتفاق النووي سيكون مفيدا للاستقرار في المنطقة أكثر من أي تصعيد آخر..
لكن هذه العزلة قد تكون مؤقتة إذا لم تنجح المحادثات في إحراز أي تقدم“.