حذر مركز أبحاث يوم الخميس من ان شمال وجنوب السودان ينزلاقان مجددا نحو الحرب في الوقت الذي قال فيه تقرير منفصل ان كلا الجانبين ينخرطان في سباق تسلح في حد لحظر دولي.
وكان الشمال والجنوب قد خاضا حربا ضد بعضهما البعض على مدى اكثر من 20 عاما تى تم توقيع اتفاق للسلام في عام 2005 على وعد باجراء انتخابات وطنية مقررة في شهر ابريل نيسان القادم واستفتاء بشأن استقلال الجنوب في يناير كانون الثاني عام 2011.
وقال مركز ابحاث الازمات الدولية ان العلاقات بين الجانبين انهارت منذ ذلك الوقت ويحتاج السودان الان الى وقت اطول للاعداد للاستفتاء على استقلال الجنوب المتوقع ان تكون اجابته “نعم” اذا اراد تفادي التفكك عن طريق العنف.
وقال تقرير لمجموعة مراقبة الاسلحة الصغيرة ان جيشي الجانبين وعددا من الجماعات والميليشيات المتمردة تقوم ايضا بجمع وتخزين الاسلحة قبل حدوث اي صراع بالرغم من حظر السلاح الذي يفرضه الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة.
وقال مستشار شؤون السودان في مركز ابحاث الازمات الدولية فؤاد حكمت في بيان ان السودان ينزلق نحو تفكك عن طريق العنف.
وقال التقرير الذي صدر في بروكسل مقر المركز انه “اذا لم يتعاون المجتمع الدولي في تقديم الدعم لتنفيذ اتفاق السلام الشامل لعام 2005 واجراء مفاوضات اضافية حيوية فان عودة الشمال والجنوب الى الحرب وتصاعد الصراع في دارفور سيكونان مرجحين.”
وقال التقرير الذي يحمل عنوان (منع الانفجار الداخلي) ان زعماء الشمال والجنوب في حاجة الى التفاوض بشأن اتفاق جديد يحدد كيفية ادارة اي تحول نحو استقلال الجنوب.
ودعا السودان ايضا الى تأجيل الانتخابات الوطنية الى شهر نوفمبر تشرين الثاني عام 2010 لافساح المزيد من الوقت امام اجازة مجموعة كبيرة من الاصلاحات الديمقراطية والاتفاق على وقف اطلاق النار في صراع دارفور المنفصل لاعطاء الفرصة للمواطنين هناك للمشاركة في التصويت.
كما دعا كلا من الامم المتحدة والاتحاد الافريقي ومنظمات اخرى الى وضع حوافز وعقوبات للضغط على الخرطوم وتعيين وسيط يضمن استمرار العملية.
وقالت مجموعة مراقبة الاسلحة الصغيرة ان شحنات الاسلحة التي ابلغت عنها الحكومة السودانية زادت بحدة في الفترة بين عامي 2001 و2008. واضافت ان مزيدا من الاسلحة ينقل عبر اراضي الدول المجاورة ومصادر اخرى بمساعدة سماسرة بعضهم اوروبيون.
وقال تقرير المجموعة ان “كلا من حزب المؤتمر الوطني وحكومة جنوب السودا يواصلان الحصول على الاسلحة الصغيرة والخفيفة من اجل قواتهما المسلحة … في تطور يتخذ طابع سباق التسلح.”
واضاف ان ايران والصين هما الموردان الرئيسيان للسلاح الى الشمال بينما يحصل الجنوب على معظم اسلحته عن طريق كينيا واثيوبيا حيث تم تسجيل نقل دبابات من اوكرانيا عبر كينيا في عامي 2007 و 2008.
وقال التقرير ان جيش شمال السودان يضم 225 الف جندي ولديه نحو 310 الف قطعة سلاح صغيرة بينما يضم جيش تحرير شعب السودان في الجنوب حوالي 125 الف رجل ولديه 175 الف قطعة سلاح صغيرة.
وقال التقرير ان ما يقدر بنحو مليوني قطعة سلاح موجودة في ايدي المدنيين السودانيين.
وقتل مليونا شخص ونزح اربعة ملايين اخرين بين عامي 1983 و2005 في القتال بين شمال السودان وجنوبه.