أثارت الصين في أواخر شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي حيرة وسط جيرانها ومنافسيها وذلك بسبب النجاح الباهر للطائرة بدون طيار-الشبح الذي تم تصميمها من انتاج محلي. يأتي ذلك في ظل تطور عالمي ملحوظ لتكنولوجيا هذا النوع من الطائرات، علماً أن الارهابيين باتوا يستخدمون طائرات بدون طيار بدائية الصنع، وعليه يؤكد صانعي الطائرات أن الجيل السادس منها ستكون بدون طيار حتماً
تم انتاج أول طائرة بدون طيار-شبح صينية الصنع مع استخدام تقنية “ستيلس” والتي قامت بتحليق دام سبعة عشر دقيقة في 21 من شهر تشرين الثاني/نوفمبر. بشكل عام، ووفقاً لبعض الخبراء، فقد أصبحت الصين بالفعل ثاني أكبر دولة في العالم بعد الولايات المتحدة في عدد صناعة الطائرات بدون طيار لأغراض عسكرية.
وفي الوقت نفسه، وبحسب حجم استخدام الطائرات بدون طيار فالريادة للولايات المتحدة وإسرائيل، أما بالنسبة للمستوى التكنولوجي فهناك بعض دول الاتحاد الأوروبي التي تواكب هذا التطور بكل جدارة.
ومن هنا يتوقع ممثلو شركات صناعة الطائرات، بما في ذلك الروسية، تقليص عدد الطائرات المأهولة في سلاح الجو لعدد من الدول العالمية الرائدة في السنوات المقبلة. وتعتمد الشركات المصنعة للطائرات على تقديرات محلليها، مشيرة إلى أن الجيل السادس القادم من الطائرات سيكون بدون طيار في المستقبل القريب.
ومع ذلك، ليست هناك في مجتمع الخبراء رؤية واحدة حول مستقبل الطائرات بدون طيار. وبالتالي، فإن فلاديمير شيرباكوف الخبير في صحيفة “العرض العسكري المستقل” الروسية يعتقد أنه خلال السنوات الخمس المقبلة لن يحدث تغيير جذري في الطائرات المأهولة التابعة لسلاح الجو عدد من الدول الرائدة في العالم، وأضاف قائلاً:
لم يتم إجراء البحوث الكاملة والوافية حول مختلف القضايا بشأن استخدام الطائرات بدون طيار. بينما لا تزال الطائرات المأهولة في معظم الحالات أكثر فعالية من مثيلاتها بدون طيار. ولكن على المدى الطويل يمكن أن نتوقع أنه مع التقدم التدريجي لتكنولوجيا الطائرات بدون طيار سوف تحل تدريجياً مكان الطائرات المأهولة.
وبحسب قول شيرباكوف، يمكن أن تحرز الطائرات بدون طيار تفوقاً في السماء في المستقبل القريب وذلك يرجع إلى حقيقة أنها سوف تكون أرخص بكثير إن كان على صعيد الإنتاج أو التشغيل. وبطبيعة الحال، بفضل ميزتها الرئيسية وهي عدم المخاطرة بحياة الطيارين.
ومع ذلك، فإن منظومة الطائرات بدون طيار لديها عدد من العيوب الكبيرة في التقنية والمسائل القانونية. وإذا كانت الطائرات بدون طيار تعمل على أساس برنامج محدد، فإنه من غير الممكن إلغاء أو تغيير مسار رحلتها. كما يمكن السيطرة على الطائرة بدون طيار، والتحكم فيها عن بعد، من قبل العدو واعتراضها أو الحد من مهامها عن طريق استخدام برامج كمبيوتر بسيطة. كما أن هذه التقنية ليست دائما قادرة على تقييم الحالة بشكل موضوعي، وربما يمكن أن تتخذ قرار خاطئ بشأن الهجوم. وخير دليل على ذلك مئات الضحايا المدنيين في العراق وأفغانستان وباكستان.
ربما هذا هو الجانب الذي أشار إليه فلاديمير بوتين لدى حديثه عن هذه الطائرات. وفي هذا الاطار صرح الرئيس الروسي خلال لقاء لمناقشة تطوير سلاح الجو المحلي أن حكومة البلاد تعتزم تطوير برنامج الطائرات بدون طيار، ولكن سوف تختلف طريقة استخدام هذه الطائرات بدون طيار من قبل القوات العسكرية الروسية والأجهزة الأمنية عن الطرق المعتمدة في الولايات المتحدة وبلدان أخرى.
انطلق مؤخراً، في إطار وزارة الدفاع الروسية برنامج تدريبي جديد لتشغيل أنظمة الطائرات غير المأهولة، وبالتالي يصبح تطوير نظم الطائرات بدون طيار جزءا من سباق التسلح الحديثة، حيث بلغ حجم المشتريات في الفترة ما بين 2003-2012 لأنواع مختلفة من الطائرات بدون طيار إلى أكثر من ثلاثة ونصف مليار دولار. ووفقاً للتوقعات الأخيرة فإن السوق العالمية الطائرات بدون طيار بعد 10 أعوام سوف تنمو لتحقق مبالغ تقدر بنحو 70 مليار دولار.
طائرات المارد التنين بدون طيار إنجاز وتفوق محلي