انطلقت طائرة النقل العسكري الأوروبية (اي 400 ام ) إلى الجو بعد مد وجزر كبيرين في أعمال تطوير هذه الطائرة وبعد تخلف كبير عن مواعيد تسليمها.
فقد حلقت طائرة A400M في رحلتها الأولى من مطار سيفيل في إسبانيا صباح الحادي عشر من كانون الأول / ديسمبر. وكان على متنها طيّاران وأربعة مهندسين. وذلك وسط حضور مكثف من مسؤولين عسكريين وسياسيين ومن مجال الطيران.
وحطت الطائرة ثانية في سيفيل بعدما بقيت في الجو لمدة 3 ساعات و47 دقيقة. وأكد طاقم الطائرة، المعروف نموذجها الأول باسم MSN 1 أن المحركات الأربعة اشتغلت كما كان متوقعاً منها.
وستـُُلحق الطائرة بثلاث طائرات في العام المقبل، وطائرة خامسة في العام 2011 .
وتم إطلاق برنامج طائرة A400M سنة 2003 من قبل ألمانيا وإسبانيا وفرنسا وبريطانيا وتركيا وبلجيكا واللوكسمبورغ.
يذكر أن برنامج طائرة إيه 400 إم قد عانى من ارتفاع حاد في تكاليف التطوير والبناء، ومن مشاكل تقنية جمة خصوصاً من ناحية محركاتها التوربينية المروحية الكبيرة. وقد كانت الرحلة الأولى مقررة للعام 2008، بينما كانت عملية التسليم الأولى ستتم نهاية العام الحالي.
ويبلغ وزن الطائرة عند الإقلاع 127 طناً، وقد زودت بـ 15 طناً من معدات اختبار الطيران، وتمت مراقبة طيرانها لحظياً من خلال فرق المهندسين في سيفيل وتولوز باستخدام نظم القياس المتطورة أرض – جو. وتم اختبار ميزات الطيران المختلفة، وعمل المحركات الأربعة، وجرى التقييم الأولي لمجمل نظم الطائرة.
وتؤدي المحركات المروحية التوربينية الأربعة الجديدة طاقة 11 ألف حصاناً (8200 كيلوطن)، وهي تعتبر أقوى محركات ذات مراوح تم تركيبها على طائرة غربية مطلقاً.
وتم اختبار النموذج الحالي للطائرة بكثافة على الأرض على مدى أربعة أسابيع قبل إجراء الطيران الأولي. وقد دارت المحركات بأقصى طاقتها، كما تم اختبار النظم الكهربائية وشبكات البيانات المختلفة على متنها.
وهكذا، تسجل عملية الطيران الأولى ابتداء حملة تجارب تصل إلى 3700 ساعة طيران بواسطة خمس طائرات، وذلك حتى دخول الطائرة الخدمة نهاية العام 2012. وستحصل الطائرة بالتالي على التصريح المدني من وكالة سلامة الطيران الأوروبية وعلى التصريح العسكري كذلك.