محتويات هذا المقال ☟
أثارت قضية قيام سلطات مطار قاعدة مصراته الجوية بأوامر تركية بمنع جنود إيطاليين من النزول من طائرة كانت تقلهم، وإجبارهم على العودة، غضبا في إيطاليا، وسجالا في ليبيا حول دلالات هذا التصرف.
حيث مُنع 40 عسكريا تقلهم طائرة من طراز ”هرقل سي 130“ قادمة من روما من دخول مقر القوات الإيطالية في قاعدة مصراتة بأوامر من ضباط أتراك في المدينة، الذين أمروا الطائرة الإيطالية بمغادرة القاعدة بعد هبوطها بدقائق لتعود مرة أخرى، بالقوات التي تقلها، إلى إيطاليا مجددا.
ودانت لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الإيطالي ما حدث للقوات الإيطالية في مدينة مصراتة، واصفة إياه بـ“السخيف“، واعتبرته ”أمرا غير مقبول، يستدعي توضيحا فوريا من الحكومة الإيطالية“.
المنع بسبب تأشيرات سفر
واعتبرت صحف ومواقع إيطالية أن ما حدث من منع 40 جنديا من النزول من طائرة كانت تقلهم والوصول الى المستشفى الميداني الإيطالي في مصراته، بسبب عدم حصول عدد منهم على تأشيرات سفر بمثابة ”نكتة سمجة“.
ودعا موقع “ ديفسا“، المقرب من الاستخبارات الإيطالية، إلى التفكير في الحادثة باعتبارها وسيلة للضباط الأتراك المسيطرين على مقاليد الأمور في مصراته حاليا لاختبار موقف الأجانب وردة فعلهم.
وبين الموقع أن ما وصفه بـ“إذلال“ الجيش الإيطالي في ليبيا مستمر منذ سنوات، وما هذه الحادثة سوى حلقة من السلسلة المعتادة.
مأزق سياسي لحكومة الوفاق
ورأى المحلل السياسي منير الحامدي، أن الحادثة ستكون بمثابة مأزق سياسي لحكومة الوفاق، لأن الإيطاليين يتواجدون باتفاقية مبرمة منذُ إنشاء قاعدة مصراته، وكذلك افتتاح المستشفى الإيطالي في مصراتة، بالإضافة إلى الزيارات العسكرية المتواترة للمدينة.
المحلل العسكري عبد المجيد الكاسح أوضح من جانبه أن الضغط الفرنسي على إيطاليا لتأخذ منحى مع باريس ضد تركيا، هو ما دفع الأتراك إلى الإقدام على هذا التصرف.
ورجح الكاسح أن تسهم الحادثة في تغيير الموقف الإيطالي حيال الأزمة الليبية عبر البحث عن تحالفات جديدة.
وفي موازة ذلك، أعرب الأكاديمي الليبي عبدالسلام عامر عن اعتقاده أن ردود الأفعال الإيطالية لن تتجاوز حدود الإدانة والاستنكار ومطالبة الأوربيين باتخاذ موقف ضد تركيا.