قصة ولادة الطائرة الحربية المصرية :
===============
مشروع هذه القاذفة المصرية جاء من تصميم الألمانى الأشهر على الإطلاق وقتها “ويلى مسيرشميت” الذى تعرض لمنع نشاطه التصنيعي بعد هزيمة المانيا.
و كان الهدف حجب عمل العلماء الالمان من العودة الى بناء القدرة العسكرية الألمانية. فهاجر فى العام 1955م إلى إسبانيا و اشترك مع شركة “هيسبانو أفياشن” و عمل في مشروع بناء طائرة مقاتلة أسرع من الصوت.
الإسبان فى البداية تبنىوا المشروع، ولكن كانت هناك صعوبات مالية كبيرة وكان المشروع يتقدم بسرعة بطيئة للغاية، ثم تخلى الإسبان عن المشروع سنة 1960م وهو لا يزال فى مرحلة الرسومات على الورق.
مصر قامت بشراء المشروع من شركة “Hispano Aviacion” – و شرعت العمل به.
ومن هنا تظهر تسميه الطائره HA 300 كنايه
لاسم الشركه وليس اختصار لكلمه حلوان 300
قام المصريون بتعديل التصميمات للصورة الأخيرة التى ظهرت عليها الطائرة فاختلفت كثيراً عن التصميمات الأولى المبدئية للمشروع فى إسبانيا و قاموا مراجعة كاملة وتعديل للتصميم ليلبى الإحتياجات المصرية وقتها لمقاتلة إعتراضية قوية.
تم تصنيع كل جزء من أجزاء “القاهرة 300 فى مصر وتم بناء نماذج إختبارية منها بلغت ثلاثة نماذج إختبارية هي النموذج V1، والنموذج V2، والنموذج HA-300 V3.
و بعد كل مرحلة من الاختبارات يتم تطوير نموذج يلبي غاية الطيران لكل نموذج و جرى تعديل النموذج اللاحق له إما لتلافى عيوب ظهرت أثناء الإختبارات، أو لتحسين الأداء وصولاً للنموذج الثالث V3، والذى وصل لمرحلة النضوج.
يقال أنه أثناء إختبارات الطيران للنموذج V3 ضربت الطائرة عدة أرقام قياسية ولكن ليس لدى مرجع بهذا الشأن في الوقت الراهن. ولكن بصفة عامة الطائرة كانت تضارع بل وتتفوق فى بعض النواحى على مثيلاتها في هذا الوقت مثل “Dassault Mirage V” و “F-5 Freedom Fighter” و “Mig 21”.
و للأسف العام 1969م تم إيقاف المشروع بصفة رسمية ونهائية نتيجة عدة ضغوطات سياسية وأمنية وإقتصادية فى مرحلة كانت الطائرة فيها جاهزة للإنتاج الكمى ودخول الخدمة.
أما الأسباب الرئيسة لتوقف تصنيع الطائرة فهي :
—————————————————
1- ضغط السوفيات المتكرر والشديد لإنهاء المشروع وخصوصاً بعد ظهور بوادر نجاحه لأن القاهرة 300 كانت أفضل بكثير من كافة الوجوه من المقاتلة السوفياتية الأشهر وقتها “Mig-21″؛ وما كان الروس ليسمحوا بخروج الـ “HA-300” للنور. فاستغلوا قوة تأثيرهم وحاجة مصر الشديدة لهم من أجل إعادة بناء الجيش وتحرير الأرض وربطوا تلبية إحتياجات مصر من السلاح بتوقف هذا المشروع.
2- الضغط الإسرائيلى الأمني المستمر والدؤوب لإفشال المشروع حيث تم إرسال رسائل تهديد للمهندسين الألمان والنمساويين المشاركين فى المشروع إلى جوار المهندسين المصريين، وأتبع الموساد ذلك بإرسال طرود مفخخة لهؤلاء المهندسين لإخافتهم وإجبارهم على الرحيل عن مصر، وبالفعل مات وأصيب بعضهم فنجحت الجهود الإسرائيلية إلى حد بعيد في إجبار كثير منهم على الرحيل عن مصر وترك المشروع.
3- العبئ الإقتصادى نتيجة جهود إعادة بناء الجيش والإستعداد للحرب.
لهذه الأسباب مجتمعة تم إيقاف المشروع بشكل رسمى فى العام 1969م ويعتبر التوقف الحقيقى فيه قد بدأ من العام 1967م
.
الهند دخلت كشريك لمصر فى التمويل فى مرحلة متأخرة من المشروع فيما يختص بتطوير محرك القاهرة 300، حيث أراد الهنود الإستفادة بإستخدام نفس المحرك المطور لصالح الـ “HA-300” على طائرتهم المقاتلة “HF-24 Marut”. كما أسهمت الهند في إختبارات الطيران الخاصة بالطائرة من خلال إمداد مصر بطيارى إختبار (Test Pilot) حيث لم يكن لدى مصر وقتها طيارين مؤهلين فنياً للقيام بدور طيارى إختبار وهى المهمة التى تحتاج لتدريب خاص للطيار.
وساهم الهنود كذلك في تأهيل طيارين مصريين ليصبحوا طيارى اختبار.
المواصفات العامة لطائرة القاهرة 300:
—————————
* سرعة القصوى: 1.7 ماخ (2100 كم/ساعة)، مخطط عند الطيران بالمحرك E-300 الوصول بالطائرة لسرعة 2 ماخ
* المدى: 1400 كم
* سقف العمل: 18000 متر
* معدل التسلق: 203 متر/ثانية
* معدل الحمل على الجناح: 125.749 كجم/متر مربع
* طاقة الدفع بالنسبة للوزن: 0.88
تسليح الطائرة:
—————-
* مدفعين عيار 30 مم طراز Hispano – أو أربعة مدافع عيار 23 مم من طراز Nudelman-Rikhter NR-23
* أربعة صواريخ جو/جو حرارية التوجيه
المصدر: منقول بتصرف من مقال لسامي فرحات/مع التعديل و الصياغة