بعد اغتيال أمريكا لقاسم سليماني في العراق بدأت تدب بذور الخلاف بين العراق وأمريكا ، نظرا لرفض العراق اتخاذ أراضية نقطة انطلاق لتصفية حسابات أمريكا إضافة لمراعاة شرون حليفتها إيران .
حيث أفادت وكالة “أسيوشيتد برس”، بأن حكومة العراق طلبت من قواتها تقليص الاعتماد قدر الإمكان على دعم التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في العمليات ضد تنظيم “داعش”.
ونقلت الوكالة عن مصادر مطلعة، أن العسكريين العراقيين يحاولون بأمر من الحكومة التخلي قدر الإمكان عن دعم التحالف في حربهم ضد “داعش”، على الرغم من الإعلان رسميا في 30 يناير عن استئناف العمليات المشتركة ضد التنظيم الإرهابي بعد تعليقها في الخامس من يناير، في ظل التصعيد الذي أعقب اغتيال الولايات المتحدة قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني.
وقال مسؤول استخباراتي عسكري عراقي رفيع المستوى للوكالة: “بعد اغتيال سليماني، قررت الحكومة إبلاغنا رسميا بعدم التعاون وعدم البحث عن أي دعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في أي عمليات”.
وأكد قيادي في جهاز مكافحة الإرهاب في محافظة الأنبار للوكالة أن بعض عمليات التدريب التي تتولاها قوات التحالف لا تزال مستمرة لكن دون أن تحظى القوات العراقية بأي دعم عسكري من قبل التحالف في عملياتها.
وأكد المتحدث باسم التحالف، الكولونيل مايلز كاغينز، أن الجانب العراقي لم يطلب إسنادا جويا منذ اغتيال سليماني ولم ينفذ التحالف أي غارات في البلاد منذ ذلك الحين.
أمريكا تعلق عملياتها في العراق لتحصين قواعدها
وكان التحالف الدولي ضد “داعش” علق نشاطه في العراق في ظل التصعيد بين طهران وواشنطن إثر مقتل سليماني وبعد القصف الإيراني لقاعدتين أمريكيتين، وعقب طلب البرلمان العراقي برحيل القوات الأجنبية من البلاد.
وأعلن التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش” في وقت سابق تعليق أنشطته العسكرية في العراق، وذلك للتركيز على حماية القواعد التي تستضيف أفراد التحالف.
وقال التحالف، في بيان على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، إنه “علق حاليا الأنشطة العسكرية في العراق للتركيز على حماية القواعد العراقية التي تستضيف أفراد التحالف”، موضحا أن “الأنشطة التي تم تعليقها تشمل التدريب مع الشركاء ودعم عملياتهم ضد داعش”.
وأضاف أنه على الرغم من تعليق الأنشطة العسكرية في الوقت الحالي، فإن الأنشطة الأخرى تستمر بشكل طبيعي بما فيها “مكافحة دعاية داعش الضارة، وتحقيق الاستقرار وتعطيل التمويل”.
يأتي قرار تعليق العمليات العسكرية غداة قيام إيران بقصف قاعدتين عسكريتين تستضيفان قوات أمريكية في العراق ردا على اغتيال الولايات المتحدة للقيادي في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.
وأشار البيان إلى تصويت البرلمان العراقي لصالح قرار يطالب الحكومة بإنهاء تواجد أي قوات أجنبية على الأراضي العراقية. وقال التحالف إنه ينتظر “مزيدا من التوضيح بشأن الطبيعة القانونية وتأثير القرار على القوات الأجنبية التي لم يعد مسموحا لها بالبقاء في العراق”. وختم بالقول: “نعتقد أنه من المصالح المشتركة لجميع شركاء التحالف (من بينهم العراق)، أن نواصل القتال ضد داعش”.