قال تقرير للأمم المتحدة، إن تنظيم «داعش» الإرهابي ينظم صفوفه في شكل «عصابات»، وعاد بقوة للعمل في سوريا والعراق، وذلك بعد نحو 4 أشهر من تحذيرات دولية، من أن التدخل التركي في شمالي سوريا، سيعطي قبلة الحياة للتنظيم.
ونقلت صحيفة دير شبيغل الألمانية، تأكيد التقرير أن «داعش كسب أرضاً جديدة في منطقة نفوذه الرئيسة، وبدأ بالفعل تأكيد وجوده في سوريا والعراق، عبر تنفيذ هجمات جريئة، والدعوة لفرار المقاتلين من مراكز الاحتجاز والتخطيط لذلك، واستغلال مواطن الضعف في البيئة الأمنية في البلدين».
وأوضحت الصحيفة أن التقرير الأممي الذي قدم مؤخراً لمجلس الأمن، يعتمد على استنتاجات ومعلومات عدد من الوكالات الأمنية التابعة للدول الأعضاء.
ولا تزال محافظة إدلب في شمال غربي سوريا، خاضعة لهيمنة جماعات تابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي، لكنها تحتضن أيضاً من انتقل إليها من إرهابيي «داعش»، وفق التقرير. وأشار إلى أجزاء من العراق، خاصة المنطقة الحدودية مع سوريا، تشكل بيئة آمنة تسمح بتنقل مقاتلي «داعش».
تكتيكات داعشية جديدة
وحمل تغيير داعش تكتيكاته العسكرية الاميركيين والقوات الدولية على تغيير تكتيكات مواجهة الحملة الداعشية التي تتوسل حرب العصابات فتشن هجمات صغيرة ثم يضيع أثرها حين تختبئ بين السكان. لذا، يشن الجيش العراقي وقوات مكافحة الارهاب التابعة له، حملات لمكافحة تنظيم الدولة في المثلث حيث تلتقي محافظات كركوك ونينوى وصلاح الدين في منطقة تلال وعرة تعرف بسلسلة جبال مخول.
وعلى رغم استئناف داعش أنشطته، وتيرة عمليات القوات الاميركية الخاصة والقوى التقليدية تراجعت كثيراً. فهذه القوات تكاد لا تغادر قواعدها أو مراكزها، وقلما تطارد مقاتلي داعش الصغار المختبئين في القرى القريبة. وهذا مأخذ ضابط أميركي عاد أخيراً من سوريا على العمليات هناك، وهو يرى ان أبرز التحديات ناجم عن مساعي تقليص عدد القوى الاميركية الى ما دون ألف جندي فحسب. وهذه المساعي لا تكل. فإذا اقتضت الحاجة إرسال عدد أكبر من الجنود، يُرسلون إلى سوريا ويعودون أعقابهم ما إن تنتهي العملية الخاصة. وكأن شاغل الادارة الاميركية هو فحسب ألا يزيد عدد قواتها في سوريا. ويرى الباحث كولن كلارك، أن الجمع بين تقليص عدد الجنود الاميركيين وخفض وتيرة العمليات يتيح لداعش السيطرة على بؤر في مناطق مختلفة وابتزاز السكان المحليين وإكراههم على التعاون مع مقاتليه.
وعلى سبيل المثل، بقي خطر داعش جاثماً على صدور العراقيين في المحافظات الشمالية والغربية. وعلى رغم تراجع وتيرة هجمات التنظيم إلا أنها لم تتوقف. ففي النصف الاول من العام، شن التنظيم 139 هجوماً في نينوى وصلاح الدين وكركوك وديالى والانبار. وأودت هذه الهجمات بحياة 274 شخصاً معظمهم من المدنيين، ومنهم كذلك عناصر من قوى الامن العراقية ومن قوى الحشد الشعبي.
وفي مطلع آب (أغسطس) الماضي، قطع رجال يوالون داعش رأس شرطي في بلدة جنوب سامراء في محاظة صلاح الدين. وخُطف الشرطي علاء ليلاً حين قصد مع شقيقه ساجد قريباً لهما للاطمئنان عليه بعد العمل. فقبض خمسة مسلحين، بعضهم ملثم، على الشقيقين واقتادوهما الى مزرعة مقفرة، حين استجوبوهما الى حين آذان الفجر. ثم أطلقوا سراح ساجد بعد أن طلبوا منه إبلاغ الناس بوجوب ترك العمل في سلك الشرطة. وأعدموا شقيقه علاء وألقوا جثمانه في أرض عمه. وليس علاء أول شرطي يعدمه الداعشيون، فهم قتلوا قبله 169 عنصراً من الشرطة العراقية في جنوب سامراء.
وفي مطلع الشهر، سقط برصاص التنظيم سكوت كوبنهافر من مشاة البحرية الاميركية أثناء عملية شنتها القوات الاميركية والقوات المحلية شمال العراق. وغالباً ما تقاتل القوات الاميركية في العراق الى جانب البيشمركة أو القوات العراقية الخاصة. وكان كوبنهافر أول قتيل أميركي يسقط في العراق هذا العام. وفي كانون الثاني (يناير) المنصرم، قُتل 4 أميركيين في تفجير انتحاري وقع في منبج بسوريا.
ومثل هذه الاخبار كثير، وهي موثقة في تقرير أعدته لجنة مكافحة الارهاب في الامم المتحدة صادر في تموز (يوليو) الماضي. ولاحظ التقرير الأممي “أن التنظيم يواصـــل التغير من كيان إقليمي إلى شـــبكة سرية من جديد. وهي عملية أكثر تقدماً في العراق منها في ســــــــــوريا. ولا يزال تنظيم الدولة الإســـــــــلامية يقوده أبو بكر البغدادي ومعه فريق صغير مشتت”.