أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الخميس إرسال قوات إلى ليبيا لدعم قوات حكومة فايز السراج ضد قوات المارشال خليفة حفتر.
وكان الزعيم التركي طلب منذ أسبوعين من البرلمان تصريحا لنشر قوات في ليبيا.
ويأتي الإعلان عن إرسال القوات التركية قبل أيام من لقاء برلين المخصص للأزمة الليبية، والذي سيشارك فيه أردوغان.
وقال أردوغان إن تركيا ستواصل استخدام جميع الوسائل الدبلوماسية والعسكرية لضمان الاستقرار على حدودها الجنوبية البرية أو البحرية.
وقال أردوغان، إن أنقرة لن تسمح باندلاع الفوضى في الشوارع، ولم ترضخ للتنظيمات “الإرهابية”.
وأضاف الرئيس التركي في كلمة له اليوم الخميس، نقلتها “الأناضول”، قائلا “لم نترك الساحة للانقلابيين ولم نرضَ بمحاصرة بلادنا على طول حدودها الجنوبية وبالاستسلام أمام الهجمات الاقتصادية”.
وتابع “حيّدنا 1250 إرهابيا من منظمة “بي كا كا”، خلال 2019، وعرقلنا العديد من أنشطتها الإرهابية”.
وأوضح أردوغان “نفتتح أبواب عهد جديد للنهضة عبر تعزيز الإنتاج والتصدير وتوفير فرص العمل وحماية حقوقنا في الساحة الدولية وخاصة في البحر الأبيض المتوسط”.
وأشار إلى أن “مسيرة تركيا نحو تحقيق أهدافها المنشودة لعام 2023، أزعجت أطرافا كثيرة، وزادت الهجمات ضد بلادنا في هذه الفترة وقال الرئيس التركي “استكملنا 1161 إجراءً من أصل 1451 في الخطة التنفيذية الموضوعة لعام 2019”.
البرلمان العربي يدعو مجلس الأمــن لمنع إرسال إرهابيين إلى ليبيا
شدّد البرلمان العربي على ضرورة تدخّل مجلس الأمن الدولي ومنع إرسال الإرهابيين إلى ليبيا، فيما طالب البرلمان الليبي، بدور عربي لمواجهة التدخّلات التركية.
وطالب رئيس البرلمان العربي، د. مشعل بن فهم السلمي، أمس، مجلس الأمن الدولي بمنع إرسال الإرهابيين الأجانب إلى ليبيا. وشدّد السلمي خلال جلسة للبرلمان العربي في القاهرة، على رفض البرلمان قرار مصادقة البرلمان التركي على إرسال قوات إلى ليبيا، معتبراً أن ذلك يعد انتهاكاً لقرار مجلس الأمن الدولي الذي يحظر توريد السلاح.
وحذّرالسلمي، من خطورة التدخلات والمُخططات العدوانية التي تقوم بها دول إقليمية، تستهدف إحياء مطامعها الاستعمارية، من خلال تكوين ميليشيات وأذرع لها داخل المجتمعات العربية.
وإرسال قوات عسكرية تنتهك سيادة الدول العربية، وتضع يدها على ثرواتها. وأكد تضامن البرلمان العربي مع الشعب الليبي، مرحباً بإعلان وقف إطلاق النار، وداعياً كل الأطراف للالتزام به باعتباره خطوة مهمة لإيجاد حل سياسي نهائي وشامل للأزمة.
وقال السلمي إن التطورات والمستجدات المتسارعة في العالم العربي وصلت إلى درجة غاية في الخطورة، في ظل ما تشهده بعض الدول العربية من صراعات وتدخلات خارجية، وما تمثله من تهديد مباشر للأمن القومي العربي.
وقال السلمي: «نتابع بقلق شديد تطورات الأوضاع في العراق»، مؤكداً أن أمن واستقرار العراق جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار المنطقة. وأكد رفض البرلمان العربي لكل التدخلات الخارجية في شؤون العراق وجعله ساحة للصراع الإقليمي والدولي.
وشدّد على موقف البرلمان الثابت في دعم أمـن واسـتقرار ووحـدة اليمن، ودعم ما تقوم به قوات التحالف العربي لدعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، مشدداً على دعم الحل السياسي في سوريا ورفض كل التدخلات الخارجية في شؤونها الداخلية.
بدوره، طالب رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح، بدور عربي لمواجهة التدخلات التركية في ليبيا. وقال صالح، في كلمة أمام الجلسة الافتتاحية للبرلمان العربي:
«المجتمع الدولي نصب مجلساً رئاسياً في طرابلس منح تركيا حق التدخل في ليبيا»، مؤكداً أن اتفاق الصخيرات لم يعد له وجود على الأرض. وأوضح أن حكومة الوفاق لم تؤد اليمين الدستورية أمام البرلمان كما ينص الاتفاق السياسي، مضيفاً أن استمرار المجتمع الدولي في الاعتراف بالمجلس السياسي لا يصب في صالح الشعب الليبي.
اهتمام سعودي
من جهته، أكد وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان آل سعود، أن الأزمة الليبية في صلب الاهتمام السعودي، مشدداً على حرص المملكة على الحفاظ على وحدة الأراضي الليبية، وإقامة حوار وطني حقيقي يؤدي لسلام كامل بين الليبيين.
وقال وزير الخارجية السعودي، في كلمة أمام جلسة البرلمان العربي، إنّ الأحداث التي تمر بها المنطقة تجعلنا مطالبين بالتصدي الجاد لكل التهديدات التي تواجه دولنا العربية، مشيراً إلى أن المملكة ترى في المسار السياسي الحل الوحيد للأزمة السورية، وضرورة تطبيق قرار مجلس الأمن، مؤكداً وقوف المملكة مع الموقف العربي الواضح، الذي تم اتخاذه تجاه التدخل العسكري التركي في الشمال السوري.
وشدد على أن قضية فلسطين تنال الاهتمام الأكبر لسياسة السعودية الخارجية، وقال: «لقد دعونا لحل شامل يكفل إعادة كل الأراضي العربية المحتلة على أساس قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية، ويضمن تحقيق السلام». وأشار إلى بطلان الإجراءات الأحادية التعسفية، التي تتخذها سلطة الاحتلال بحق الفلسطينيين.
أهداف مؤتمر
قال الناطق باسم الخارجية الألمانية راينر برويل، أمس، إن بلاده تأمل أن تجعل كل اللاعبين الدوليين يستخدمون نفوذهم للدفع من أجل إحراز تقدم في محادثات السلام الليبية، واضعاً طموحات لمؤتمر سلام تستضيفه برلين الأحد.
وأضاف المتحدث أن الهدف أوسع من مؤتمر موسكو، الذي كان يهدف إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار. وأعلنت الخارجية الألمانية، أنه لم يتضح بعد ما إذا كان رئيس حكومة الوفاق فايز السراج.
والقائد العام للجيش الوطني الليبي، خليفة حفتر، سيشاركان في المؤتمر المقرر عقده في برلين بشأن ليبيا.وأوضح الناطق أن الحكومة الألمانية تسعى عبر هذا المؤتمر إلى التوصل إلى تفاهم دولي حول التصرف في النزاع الليبي كخطوة أولى، مضيفاً: «مؤتمر ليبيا في برلين ليس نقطة نهاية، بل بداية عملية سياسية لحل كل المشكلات الليبية لا يمكن أن يتم خلال هذا اليوم الواحد».
تطوّع
علمت «البيان»، أن الجيش الوطني بدأ في فتح مراكز لتسجيل المتطوعين للقتال ضد التدخل التركي وحكم الميليشيات في طرابلس، وأن هذه المراكز توجد في عدد من المدن التي يبسط الجيش الوطني نفوذها عليها، وتم تدشينها بالتنسيق مع الفعاليات الاجتماعية والقيادات القبلية.
وأعلن النائب بمجلس النواب، علي التكبالي، أمس، أن 60 ألف ليبي سجلوا أسماءهم في لوائح المتطوعين خلال يومين فقط. وأضاف أن حكومة الوفاق تبدّد أموال الليبيين لاستجلاب المرتزقة وشراء المواقف سواء من تركيا أو من دول أخرى.
مشيراً إلى أنّ حضور تركيا للاتفاقية في موسكو دليل على أن هناك مؤامرة تتم. وأوضح أنّ الشعب الليبي مستعد للمواجهة مهما كانت حدتها، لأنه صاحب الحق، وهو يدافع عن سيادة دولته وكرامتها وشرف الانتماء إليها.
دعم
اختتم في مدينة درنة، ملتقى شباب ليبيا في نسخته الثانية تحت شعار «الرؤية الشبابية المستقبلية الداعمة للقوات المسلحة»، مؤكداً دعم الجيش في مواجهة التدخل التركي بالبلاد.
وشاركت كل المدن والمناطق الليبية في الملتقى الذي يهدف إلى تمكين الشباب، ولم شملهم في ظل الظروف الراهنة التي تعيشها البلاد، خاصة مع مخاطر التدخل التركي، الذي يسعى لإثارة الفتنة وضرب النسيج المجتمعي. وفي ختام الملتقى، أكد المشاركون دعمهم الكامل للقوات المسلحة، ورفضهم التدخل التركي، والوقوف في وجه كل من يحاول المساس بأمن ليبيا، والتمسك بوحدة الوطن وسلامة أراضيه.
وفي سياق متصل، من المقرر أن تعقد وزارة الخارجية والتعاون بالحكومة الليبية المؤقتة، بالتنسيق مع المنظمة العربية الإفريقية للشباب، المؤتمر الشبابي الدولي الأول تحت شعار «الشباب.. السلام.. التنمية والإعمار» في الفترة من 21 وحتى 23 مارس المقبل بمدينة بنغازي.