محتويات هذا المقال ☟
تبادل الفصيلان المتصارعان في ليبيا الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار الذي اقترحته تركيا وروسيا، وذلك بينما يستمر القتال في محيط العاصمة طرابلس اليوم الأحد. فماهي فرص نجاح محاولة فرض وقف دائم لإطلاق النار؟4
بعد مرور سويعات قليلة فقط على إعلان حكومة الوفاق الوطني في ليبيا من جهة وقوات شرق ليبيا بقيادة خليفة حفتر التزامهما بوقف إطلاق النار بمبادرة تركية روسية، تبادل الفصيلان المتصارعان في ليبيا الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار.
وكان رئيسا تركيا وروسيا قد دعيا إلى وقف لإطلاق النار يبدأ اعتبارا من اليوم الأحد (12 يناير/ كانون الثاني 2020) بعد مرور أكثر من تسعة أشهر على بدء هجوم على طرابلس تشنه قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بقيادة خليفة حفتر.
هدنة.. لكن بشروط
وقالت كل من قوات حفتر وحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا إنهما وافقتا على الهدنة بشروط.
لكن حكومة الوفاق أعلنت في بيان أنها رصدت إطلاق نار في منطقتي صلاح الدين ووادي الربيع بعد “دقائق” من موعد بدء وقف إطلاق النار بعد منتصف الليل مباشرة.
وسُمع تبادل إطلاق نار في صلاح الدين وعين زارة في وقت مبكر من صباح اليوم. وأي محاولة لفرض وقف دائم لإطلاق النار ستكون صعبة التنفيذ بسبب الانقسامات في التحالفات العسكرية في ليبيا، إذ تقف فصائل مسلحة وقوات أجنبية إلى جانب كل طرف من الطرفين اللذين يصف كل منهما الآخر بالميليشيا.
دعوة لمنع حصول خروقات
وقال اللواء المبروك الغزوي القائد بقوات الجيش الوطني الليبي “المليشيات قامت بخرق الهدنة في أكثر من محور بكل أنواع الأسلحة ونحن لازلنا ملتزمون بالبلاغ الصادر لنا قبل منتصف الليلة من القيادة العامة كغرفة المنطقة الغربية وننتظر أي تعليمات جديدة منها”.
في حين ذهبت حكومة الوفاق الوطني إلى أنها رصدت “خروقات لهذا الاتفاق من قبل الميليشيات المعتدية” وأضافت في بيان “المجلس الرئاسي .. يجدد التزامه بوقف إطلاق النار، ويشدد على ضرورة التزام رعاة هذا الاتفاق وبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بتطبيقه على النحو الأمثل، وألا يستسهلوا أو يستهينوا بهذه الخروقات، ويمنعوا حدوثها”.
“حادثة أو اثنتين منفصلتين”
من جهتها قالت وزارة الدفاع التركية إنها رصدت أن الجانبين يحاولان الالتزام بوقف إطلاق النار وإن الأوضاع هادئة باستثناء “حادثة أو اثنتين منفصلتين”.
وجاءت الدعوة لوقف إطلاق النار بعد تصعيد القتال حول طرابلس في الفترة الأخيرة وتقدم قوات الجيش الوطني الليبي داخل مدينة سرت ذات الأهمية الاستراتيجية التي تقع على الساحل الليبي.
ويأتي ذلك أيضا في الوقت الذي تسعى فيه الأمم المتحدة وقوى أوروبية لعقد قمة في برلين تهدف إلى خفض التدخل الأجنبي واستئناف عملية السلام التي أوقفها تقدم حفتر. فهل تعزز هذه الجهود الدبلوماسية فرص حل الأزمة الليبية وفرض السلام على أطراع النزاع؟