لم تتفق آراء المحللين السياسيين، حول إمكانية دخول إسرائيل على خط المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران، بعد قصف الأخيرة لقاعدتين عسكريتين لأمريكا في العراق.
بعض المحللين، يقول هناك عدداً من السيناريوهات المحتملة، لقصف إيران لإسرائيل، ودخولها بمواجهة مباشرة أو عبر وكلائها في المنطقة.
وقال المختص بالشأن الإسرائيلي، عمر جعارة: إن الإسرائيليين بحالة اعتيادية بالكامل، ففي الشمال لم يتخذوا أي إجراءات، وإنما اتخذوا خطوة واحدة فقط، وهي عدم وصول المتزلجين لمناطق الثلج، وهذه الخطوة الوحيدة التي اتخذت بالشمال.
وأوضح جعارة، ” أن إسرائيل على أهبة الاستعداد، والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، يعلم أنه إذا تحرش بإسرائيل، فستكون هناك حرب قوية جداً، وإسرائيل تتعامل أن الحدث لا يعنيها لا من قريب ولا من بعيد.
وأضاف جعارة: “رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قبل ذهابه لليونان، تحدث للإعلام الإسرائيلي، وفهم من بعض الإشارات من تصريحاته، أن حدثاً ما سيحدث، كما أنه أصدر لكافة وزراء إسرائيل بعدم التعرض لاغتيال قاسم سليماني، والكل التزم بالصمت، ونتنياهو لم يقطع زيارته لليونان على اعتبار أنه لا يُوجد حدث جلل.
وتابع جعارة: “إسرائيل تضع يديها في المياه الباردة، وكأنه لا يعنيها شيء، وكل المتواجدين في الأراضي العراقية 3000 جندي أمريكي، مهمتهم تدريب الجيش العراقي وبالتالي الرد الإيراني لا قيمة له، وبرأيي الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية، هي إيران”.
من ناحيته، قال المحلل السياسي، مخيمر أبو سعدة، إن دخول إسرائيل على خط المواجهة، يعتمد على الرد الأمريكي على قصف قواعدها بالعراق، مشيراً إلى أن إيران اعتبرت أن هذا ردها النهائي.
وأضاف أبو سعدة، : “تغريدات ترامب، حاولت أن تخفف من الأمر، وأنه لا يوجد ضحايا أمريكيين أو خسائر أمريكية، وإذا استوعبت الولايات المتحدة الأمر، ولم ترد، فإن اسرائيل بعيدة عن أي انتقام إيراني”.
واستدرك أبو سعدة: “أما إذا رد ترامب كما هدد سابقاً بسرعة وقوة، فقد تشهد إسرائيل ضربات قوية من إيران، وهذا من غير المستبعد، أن تقدم إيران عليه، الكرة في الملعب الأمريكي، والأمر مرتبط برد الفعل الأمريكي، وما يمكن أن تقدم عليه أمريكا”.
وأكمل: “استبعد أن ترد أمريكا، ولأن الأمر سيؤدي لاشتعال المنطقة، وإيران قادرة على ضرب إسرائيل بدون حلفائها وأذرع إيران بالمنقطة، وهناك صواريخ باليستية إيرانية بعيدة المدى، يمكن أن تصل إسرائيل من إيران”
واستكمل أبو سعدة: “إيران لا تريد أن تورط حلفائها الآن، ولاحظنا أن إيران بدون حلفائها ووكلائها بالمنطقة وأي انتقام أمريكي أو توسع أمريكي قد يؤدي لتوسع لها بالمنطقة”.
وفي وقت سابق، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو: إن إسرائيل سترد بضربة قاضية وموجعة على كل من يحاول أن يهاجمها.
جاء ذلك، في أول تعليق له بعد تعرض قاعدتين عسكريتين أمريكيتين في العراق لقصف صاروخي إيراني، رداً على اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني.
وقال نتنياهو: إن إسرائيل تقف إلى جانب الولايات المتحدة، بشكل كامل، مشيراً إلى أنه يجب شكر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب على قتل سليماني؛ لأنه تسبب بزعزعة الاستقرار في المنطقة، وفق تعبيره.
وقصفت قوات الحرس الثوري الإيراني، فجر اليوم الأربعاء، بالصواريخ، قاعدتي (عين الأسد وأربيل) اللتين تضمان قوات أمريكية، في شمال وغرب العراق.
وأعلن التلفزيون الإيراني، عن أول رد انتقامي على عملية اغتيال قاسم سليماني، بإطلاق عشرات الصواريخ (أرض- أرض)، على قاعدة أمريكية في العراق.