محتويات هذا المقال ☟
بعد تصاعد التوتر بين بريطانيا وإيران على خلفية تبادل إحاجاز ناقلات النفط بينهما ,حذرت مصادر مخابراتية من نشر خلايا إرهابية، مدعومة من إيران، لشن هجمات في المملكة المتحدة، إذا تفاقمت الأزمة بين لندن وطهران.
وتقول صحيفة “ديلي تلغراف” إن إيران تأتي في المرتبة الثالثة، بعد روسيا والصين، في قائمة الدول القومية التي تشكل أكبر تهديد للأمن القومي لبريطانيا.
وذكرت أن الاستيلاء الإيراني على ناقلة النفط التي ترفع علم المملكة المتحدة وتحمل اسم ستينا إمبيرو، الجمعة الماضية، “تزيد من مخاوف جهاز المخابرات في بريطانيا”.
ويعد احتجاز إيران للسفينة في مضيق هرمز، وهو أهم ممر مائي لتجارة النفط في العالم، أحدث تصعيد في مواجهة مستمرة منذ ثلاثة أشهر بين إيران والغرب، كانت قد بدأت مع دخول عقوبات أميركية مشددة جديدة على إيران حيز التنفيذ في بداية مايو.
وتعتقد وكالات الاستخبارات أن إيران تنظم وتمول خلايا إرهابية نائمة في جميع أنحاء أوروبا، بما في ذلك المملكة المتحدة، ويمكنها أن تعطي الضوء الأخضر لبدء الهجمات ردا على النزاع في الخليج.
وبحسب الصحيفة البريطانية فإن هذه الخلايا يديرها متطرفون مرتبطون بميليشيات حزب الله اللبنانية، مشيرة إلى تفكيك شرطة مكافحة الإرهاب خلية في عام 2015 بعد ضبط عناصرها وهم يخزنون أطنان من المواد المتفجرة في شركات بضواحي لندن.
ونقلت الدايلي تلغراف عن مصدر، لم تفصح عن اسمه أو هويته، قوله: “تستخدم إيران وكلاء يسيطرون على شبكة من الأفراد المرتبطين بحزب الله”.
وأضاف “لدى إيران عناصر في حزب الله على جاهزة لتنفيذ هجوم إرهابي في حالة حدوث نزاع. هذه هي طبيعة التهديد المحلي الذي تشكله إيران على المملكة المتحدة”.
ووفقا للتلغراف، فإن العمليات الأمنية التي قامت بها المخابرات وشرطة العاصمة عام 2015″عطلت بشدة” أنشطة إيران الإرهابية في المملكة المتحدة، لكن “الخلايا منتشرة في أوروبا”.
إرهاب منظم ومناسب
وتوصف مؤامرة 2015، التي كشفتها التلغراف، الشهر الماضي، بأنها “إرهاب منظم ومناسب”، إذ قال مصدر إن العناصر الإرهابية التابعة لإيران خزنت ما يكفي من المواد المتفجرة لإحداث “الكثير من الضرر”.
والخلية التي كانت تتخذ من لندن مقرا لها هي جزء من مؤامرة دولية لحزب الله لوضع الأساس للهجمات المستقبلية، وفقا لمصادر التلغراف.
كما تتهم بريطانيا إيران في الوقوف وراء هجمات إلكترونية، بما في ذلك اختراق البريد الإلكتروني لأعضاء البرلمان عام 2017، والهجوم على مكتب البريد وشبكات الحكومة المحلية وشركات القطاع الخاص، بما في ذلك البنوك، في نهاية عام 2018.
رفع العلم الإيراني على الناقلة البريطانية
وفي سابقة خطيرة بثت قناة إيرانية حكومية مقطعا مصورا يظهر فيه العلم الإيراني مرفوعا على الناقلة البريطانية التي احتجزها الحرس الثوري في مضيق هرمز ونقلها إلى ميناء بندر عباس.
وأظهرت الصور العلم الإيراني وقد جرى رفعه على الناقلة، بينما لم يظهر العلم البريطاني، الذي كانت ترفعه الناقلة البريطانية، وفقا لما نقلته وكالات الأنباء.
واعتبر أستاذ القانون الدولي العام في مصر، أيمن سلامة، هذا الإجراء “خطيرا من الناحية القانونية”، قائلا: “هذه سابقة لم تحدث مطلقا، وهي انتهاك صارخ لمبادئ القانون الدولي للبحار، وكافة التشريعات الداخلية البحرية لأية دولة”.
كما يمثل هذا الفعل “عدوانا على المملكة المتحدة فضلا عن انتهاكه لقواعد الأخلاق الدولية التي تحكم أو تضبط علاقات الأمم المتمدنة”، بحسب سلامة، الذي قال إن ذلك الإجراء الغرض منه انتهاك شرف الدول البريطانية والانتقاص من هيبتها”.
وجرى احتجاز ناقلة النفط التي تحمل اسم “إمبيرو”، الجمعة، ثم جرى اقتيادها إلى ميناء بندر عباس جنوبي إيران.
ولم تكن السفينة تحمل أي شحنة من النفط، وكان على متنها طاقم من 23 فردا بينهم 18 هنود، وتقول إيران إنها تجري تحقيقا بشأن ما حصل.
وأدانت بريطانيا احتجاز إيران لناقلة النفط، ورفضت مزاعم إيران حول احتجاز الناقلة بسبب كونها طرفا في حادث تصادم.