نشرت مؤسسة “ستراتيجيك كلتشر” (Strategic Culture) للأبحاث مقالا للجنرال الأسترالي المتقاعد، برايان كاليجولي، رأى فيه أن الإدارة الأمريكية تتبع معايير مزدوجة في تعاملها مع صفقة صواريخ إس 400 لتركيا والهند، حيث تهدد بفرض عقوبات على تركيا، في الوقت الذي تتغاضى فيه عن صفقات السلاح الروسية مع الهند.
ووصف كاليجولي الملحق العسكري السابق لاستراليا في باكستان، قرار وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” وقف شحن معدات تتعلق بطائرات إف-35 إلى تركيا، بأنه إجراء قاس ضد شريك قديم وحليف عسكري، لكنه لا يتوقف عند هذا الحد، لأن واشنطن لا تعترض على تزويد روسيا لدول أخرى بمعدات عسكرية.
وأوضح أن قانون مكافحة أعداء أمريكا من خلال العقوبات الذي يفرض عقوبات على دول ثالثة بسبب شرائها أسلحة روسية، يتم تجاهله بشكل انتقائي من قبل واشنطن، لأن الهند ستزود بنظام S-400، ولم تفرض أمريكا عليها أي عقوبات.
وفي شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي أعلن الكرملين إن الهند أبرمت صفقة مع روسيا لتزويدها بأنظمة صواريخ إس-400 المضادة للطائرات في صفقة تقدر بأكثر من خمسة مليارات دولار خلال القمة التي جمعت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.
وأضاف أن التعاون الثنائي بين نيودلهي وموسكو في الشؤون الدفاعية، وخاصة فيما يتعلق بتوفير نظام S-400، كان يعتقد أنه سيحدث تحركًا فوريًا من جانب واشنطن، يهدف إلى معاقبة الهند على مخالفتها الصارخة للأوامر الأمريكية، ولكن ذلك لم يحدث.
وأشار إلى أن مساعد وزير الدفاع الأمريكي راندال شريفر، تجنب في شهادته أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب يوم 27 آذار/ مارس الماضي الإجابة عن سؤال حول كيفية تأثير استئجار الهند لغواصات نووية روسية في العلاقات الهندية الأمريكية، كما كانت إجابته عن شراء الهند لصورايخ إس 400 كاذبة، حيث زعم أن الصفقة لم توقع بعد.
وذكر كاليجولي أن آثار عقوبات واشنطن على خصومها واسعة وانتقائية.وفي حالة تركيا، فإن ما أسماه نائب الرئيس الأمريكي، مايك بنس بنس “قرار أنقرة الطائش للحصول على صواريخ إس 400” قد أظهر لتركيا أن أمريكا ليست حليفة ولا يمكن الوثوق بها.
وأضاف كاليجولي في ختام مقاله أن البنتاغون أعلن في 2 نيسان/ أبريل الحالي أنه سيزود الهند بـ24 طائرة هليكوبتر هجومية أمريكية من طراز “سيهوك” (Seahawk)، بتكلفة 2.6 مليار دولار. ولذلك سوف تستمر نيودلهي في الاستفادة من افتقار واشنطن التام للمبادئ الأخلاقية.