يبدو أن الطلب اللبناني باستبدال الهبة الروسية المؤلفة من عشرة مقاتلات ميغ 29 MIG-29SMT بطوافات قتالية من طراز مي-35(Mil Mi-35)لم يلق استحسانا من الإدارة الروسية التي كانت قد عبرت عن خيبتها من الطلب اللبناني سابقا.
ففي خبر بثته وكالة "روسيا اليوم"، أعلن سيرغي كورنيف الناطق باسم شركة روس أوبورن إكسبورت، المصدّر الرئيسي للأسلحة الروسية، أن الحكومة الروسية تدرس حاليا الطلب اللبناني المتعلق بإبدال الهبة الروسية المكونة من طائرات التفوق الجوي Mig-29SMT بطوافات Mi-24 أو طوافات Mi-17 أو طوافات Ka-32.
اللافت في الموضوع هو الكلام الجديد عن الطوافتينMi-17 وKamov Ka-32، وهما طوافتان لم يتم التطرق إليهما مسبقا في بيروت، وتعتبران بنظر المحللين خروجا عن الحاجات اللبنانية المتمثلة بالطوافات القتالية أو طائرات الدعم الجوي النفاث.
إذ يفتقر سلاح الجو اللبناني الذي يشغّل حاليا 3 طائرات من طراز هوكر هنتر، إلى الطائرات القادرة على تنفيذ مهام الدعم الجوي القريب، كما يفتقر إلى الحوامات القتالية. وهو كان قد استعمل طائرات النقل UH-1H لقصف مواقع الإرهابيين إبان حرب نهر البارد.
وبالتالي، بالإمكان اختصار الحاجات اللبنانية الملحة بطوافاتMi-24 أو نسختها المعدة للتصدير Mi-35، وهي الطوافة القتالية القادرة على العمل بكفاءة في مجال تغطية القوات الخاصة من الجو، وفي شتى أنواع العمليات.
أما الطوافتان التي تم الحديث عنهما، فهما من الطوافات القديمة التي تستعمل للنقل أو للأغراض المدنية، وبالتالي لا تصلحان لسد حاجات سلاح الجو اللبناني الذي يشغل حاليا أسطولا لا بأس به من طوافات النقل.
ورأى أحد الخبراء أن الروس لن يكونوا بوارد تسليم لبنان أي عتاد حربي ما لم يأت من المخزون الحالي لقواتهم المسلحة، أي أنهم ليسوا على استعداد لدفع ثمن أي عتاد حديث، ما يعني أنهم سيجدون مشكلة بتلبية الطلب اللبناني بتزويد لبنان بطوافات Mi-24، لأن سلاح الجو الروسي لا يزال يشغل تلك المروحية وهو يعاني من صعوبات في استبدالها بالطوافة الأحدث Ka-50 لأسباب مالية.
أما الطوافة Mi-35المعدة للتصدير، فهي غير موجودة في المخزون، وإن أراد الروس تلبية الطلب اللبناني فعليهم البدء بتصنيع الطائرات وتكبد تكلفتها.
ويبدو أن هذه التعقيدات المالية هي العامل الذي حدا بالمسؤول الروسي إلى دفع الطوافتينMi-17 وKa-32إلى الواجهة؛ فهما من طوافات الجيل القديم المتوفر بكثرة في عنابر الاتحاد السوفياتي السابق، ولن يتم فقدانهما في حال تقديمهما لسلاح الجو اللبناني.
وقد أفاد مصدر مطلع في بيروت، بأن النقاشات بشأن الهبات الروسية لا تشهد زخما، وهي تسير بشكل بطيء جدا وبطريقة غير مفهومة.