
محتويات هذا المقال ☟
أوكرانيا تكافح لمواجهة التهديد الروسي المتزايد لطائرة شاهد-136
يجري الفيلق الأول آزوف التابع للحرس الوطني الأوكراني حملة تجنيد لتعزيز قدرته على الدفاع ضد طائرات “شاهد” المسيّرة . ويعدّ هذا جزءًا من جهد وطني لمواجهة العدد المتزايد من هجمات الطائرات المسيّرة بعيدة المدى التي تشنّها روسيا، والتي تُتاح بفضل زيادة القدرة الإنتاجية . لهذه الأسلحة وتحسين قدراتها الهجومية.
وصرح أندري “هاك” دانيليوك، النقيب ورئيس إدارة الدفاع الجوي في الفيلق الأول للحرس الوطني الأوكراني آزوف، لموقع ” ذا وار زون” يوم الاثنين: “تشمل احتياجاتنا توفير عدد من البطاريات، وفرق دعم فني متخصصة، ومجموعات اعتراض للطائرات بدون طيار. والطائرات الموجهة عن بعد، بالإضافة إلى فرق تحليلية وداعمة”.
وأضاف: “سيتكون كل عنصر هيكلي من عشرات من أفراد الخدمة المحترفين، ليشكلوا معًا قوة قتالية قوية. وهذا ليس جهدًا تعزيزيًا قصير المدى، بل تطوير لقدرة منهجية لتصبح عنصرًا أساسيًا في مواجهة طائرات العدو بدون طيار على المستوى العملياتي والتكتيكي”.
وتأتي حملة تجنيد آزوف في الوقت الذي صعّدت فيه روسيا هجماتها بصواريخ “شاهد” على المدن الأوكرانية بشكل كبير. في 9 يوليو، شنّت روسيا. أكبر هجوم بصواريخ “شاهد” في الحرب الشاملة، حيث أطلقت 728 طائرة مسيرة وطائرة وهمية من طراز “شاهد” . بالإضافة إلى سبعة صواريخ كروز من طراز إسكندر وستة صواريخ باليستية من طراز كينجال .
وأفادت القوات الجوية الأوكرانية بإطلاق 426 صاروخ “شاهد” آخر على أوكرانيا بين مساء الأحد وصباح الاثنين .
روسيا تغير تكتيكاتها

وإلى جانب زيادة عدد الطائرات بدون طيار التي تطلقها، غيرت روسيا تكتيكاتها، فوسعت قدرتها على التغلب على الدفاعات الجوية الأوكرانية المحدودة بالفعل.
بدلاً من نشر 500 طائرة مسيّرة على مستوى البلاد كما كان الحال سابقًا، تستهدف القوات الروسية الآن مدينة أو مدينتين. في كل مرة، وفقًا لموقع Counteroffensive.Pro ( CP )، وهو موقع أوكراني متخصص في تكنولوجيا الدفاع.
و”تحلق هذه الطائرات المُسيّرة الآن إما على ارتفاعات عالية جدًا، تزيد عن 3-4 كيلومترات، أو على ارتفاعات منخفضة للغاية . فوق سطح الأرض، بالقرب من أسطح المباني السكنية.”
وعلى الارتفاعات العالية، لا تستطيع مجموعات النيران المتنقلة المزودة برشاشات إصابة طائرات “شاهد”، وفقًا لما ذكره “سي بي” . أما على الارتفاعات المنخفضة – فوق سطح الأرض مباشرةً – فيصعب اكتشاف الطائرات المسيرة، مما يقلل من وقت رد الفعل أو يسمح لها بالمرور. دون أن تراها أجهزة الاستشعار.
ونتيجةً لتزايد هجمات روسيا وتحسين تكتيكاتها، تتضاءل قدرة أوكرانيا على الدفاع ضد هذه الطائرات المسيرة. ووفقًا لبيانات القوات الجوية الأوكرانية . التي حللتها صحيفة “فاينانشيال تايمز” ، فإن طائرات “شاهد” تصيب الأهداف الآن بمعدل ثلاثة أضعاف ما كانت عليه في الأشهر السابقة .
تصاعد حدة الهجمات الروسية بطائرات “شاهد”

تشهد الدفاعات الجوية الأوكرانية ضغطًا متزايدًا إثر تزايد هجمات الطائرات المُسيّرة الروسية من طراز “شاهد”، حيث ارتفعت. نسبة اختراق هذه الطائرات إلى 15% بين أبريل ويونيو 2025، مقارنة بـ 5% فقط في الأشهر الثلاثة السابقة، وفقًا لبيانات القوات الجوية الأوكرانية.
ويعزى ذلك إلى زيادة الإنتاج المحلي الروسي للطائرات المسيّرة، حيث تنتج روسيا حاليًا . نحو 2000 طائرة شهريًا، مع خطط لرفع العدد إلى ثلاثة أضعاف قريبًا، بعد أن كانت تعتمد سابقًا على إيران في توريدها.
تطوير أوكراني لمواجهة التهديدات
تطوّر أوكرانيا مجموعة من الأساليب الدفاعية لرصد طائرات “شاهد”، منها أنظمة كشف صوتية. متقدمة وتطبيقات مدنية لرصد الطائرات المسيّرة.
كما ركّزت جهودها على تصميم طائرات FPV اعتراضية بدون طيار، تكون أسرع وأكثر قدرة على الارتفاع، لتُستخدم في ملاحقة. وتدمير طائرات “شاهد” أثناء تحليقها. ووفقًا لشركات أوكرانية متخصصة، تحتاج هذه الطائرات إلى:
- سرعة تزيد عن 200 كم/ساعة
- القدرة على الوصول إلى ارتفاعات حتى 6 كم
- نظام توجيه طرفي لتقليل الاعتماد على المشغل
- رأس حربي يزن بين 600 إلى 1200 غرام
وذلك لتوفير دقة تفجير أكبر عند مهاجمة أهداف طائرة.
الطائرات الاعتراضية مقابل تكاليف الصواريخ التقليدية

ما يميز الطائرات الاعتراضية الأوكرانية هو تكلفتها المنخفضة مقارنةً بصواريخ مثل PAC-3 Patriot التي تكلف ما يقارب 4 ملايين دولار للصاروخ الواحد، أو أنظمة NASAMS وASRAAM التي . تصل تكلفتها إلى مئات الآلاف من الدولارات لكل صاروخ.
لذا فإن الطائرات FPV تقدم بديلًا ذكيًا وفعالًا، خاصة حين تزوّد برؤوس حربية تنفجر بالقرب . من الهدف لتُشكّل سحابة حطام تُدمر الطائرة المهاجمة.
تكتيكات ميدانية وفرق دفاع متحركة
أكدت وحدة “آزوف” الأوكرانية أنها تُطوّر مناهج تكتيكية خاصة لمواجهة هجمات الطائرات الليلية . وتكتيكات الخصم غير المتكافئة. وتدمج الحلول التقليدية مع تقنيات حديثة مثل المنصات الذاتية التشغيل وأنظمة الكشف الرقمية، مع التركيز على المرونة والتنقل السريع بين القطاعات الساخنة.
كما تخطط الوحدة لإدخال طائرات اعتراضية ضمن برنامج مكافحة الطائرات بدون طيار . الخاص بها، دون تحديد جدول زمني معلن بسبب اعتبارات أمنية.
التجنيد المحلي وتوسيع نطاق المواجهة

كجزء من جهود مكافحة الطائرات المسيّرة، كشفت الحكومة الأوكرانية عن برنامج لتجنيد متطوعين . محليين مقابل 100 ألف هريفنيا شهريًا (نحو 2400 دولار).
ويستهدف البرنامج وحدات شبه عسكرية لديها خبرة في تشغيل الطائرات بدون طيار، لتشارك في رصد وتتبع وإسقاط الطائرات الروسية باستخدام أدوات متنوعة.
الذكاء الاصطناعي والرد الأمريكي
من جهة أخرى، تعمل روسيا على دمج الذكاء الاصطناعي في تصميم الطائرات “شاهد-136”. مما ينذر بتطور تقني خطير له انعكاسات طويلة الأمد.
أما في الولايات المتحدة، فقد عرض البنتاغون مؤخرًا 18 نموذجًا أوليًا لطائرات مسيّرة قتالية منخفضة التكلفة، ضمن خطة لتوسيع الإنتاج المحلي، من بينها طائرة “لوكاس”. التي تشبه تصميم “شاهد” وتعتمد على هجوم غير موجه بجناحين من نوع دلتا.
وفي ظل الندرة في أنظمة الدفاع الجوي التقليدية، تُعوّل أوكرانيا على الطائرات المسيّرة منخفضة التكلفة . وسرعة إنتاجها وتكيّفها، كخط دفاع رئيسي في مواجهة “شاهد”. ومع دخول الذكاء الاصطناعي على الخط. وتحرّك أمريكي متأخر لاحتواء الخطر، يعاد تشكيل مشهد المواجهة الجوية، حيث تُختبر فيه كفاءة الابتكار وسرعة الاستجابة أمام تهديدات تتطور بوتيرة غير مسبوقة.
Ukrainian interceptor drones – STRILA and BUREWIY. STRILA can reach speeds of up to 350 km/h and destroy Russian Geran UAVs. BUREWIY is designed to shoot down Russia's Zala, Orlan and SuperCam ISR drones. https://t.co/YhGpNNoIHo pic.twitter.com/Vfp1yaCdxM
— Samuel Bendett (@sambendett) June 24, 2025
الموقع العربي للدفاع والتسليح | Facebook