أعلن جنرال الجيش نيكولاي ماكاروف رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية أن تطوير الدرع الصاروخية الأمريكية موجه ضد روسيا ومن الممكن أن يؤدي إلى إضعاف قدراتها الاستراتيجية للردع.
وقال ماكاروف في حديث لقناة "روسيا 24" في 9 فبراير/شباط إن "تطوير منظومة الدفاع المضاد للصواريخ موجه ضد روسيا الاتحادية. وبالرغم من تصريحات هؤلاء المسؤولين الذين يقولون إن ذلك سيضمن أمننا، الا ان هذا غير صحيح. ومن الواضح أن موقفنا من هذه القضية سلبي جدا، لأن ذلك من الممكن أن يؤدي إلى إضعاف قدراتنا الصاروخية".
وكان الرئيس الروماني تريان بيسيسكو قد أعلن الأسبوع الماضي أن مجلس الدفاع الأعلى في البلاد قد وافق على مقترح الولايات المتحدة الأمريكية لنشر عناصر منظومة الدرع الصاروخية على أراضيها. وحسب قوله، فإن المنظومة الجديدة تفترض نشر عناصر المنظومة الخاصة بالمراقبة، وصواريخ اعتراضية متوسطة المدى على الأراضي الرومانية.
من جهة أخرى أكد المسؤول العسكري الروسي أن سبب تأجيل توقيع اتفاقية روسية أمريكية جديدة حول الحد من الأسلحة الاستراتيجية الهجومية يكمن في ضرورة تحديد العلاقة بين الأسلحة الاستراتيجية الهجومية والأسلحة الدفاعية في هذه الاتفاقية.
وأشار ماكاروف إلى أن البنود الأساسية للعقيدة العسكرية الروسية الجديدة تنص على الترابط بين تطوير منظومة الدفاع الصاروخي والأسلحة الاستراتيجية الهجومية، مما يعرقل حتى الآن توقيع اتفاقية جديدة للحد من الأسلحة الاستراتيجية الهجومية مع واشنطن.
كما أشار الجنرال الروسي إلى أن العقيدة العسكرية الروسية تنص على إمكانية استخدام القوة العسكرية خارج روسيا، وذلك بقرار من الرئيس الروسي.
من جهة أخرى كانت وزارة الخارجية الروسية قد أكدت في وقت سابق استعداد روسيا لمواصلة الحوار مع حلف الناتو حول عقيدتها العسكرية الجديدة التي أعلنها مؤخرا الرئيس الروسي دميتري مدفيديف. وقال أندريه نيستيرينكو الناطق الرسمي باسم وزاره الخارجيه الروسيه يوم الثلاثاء 9 فبراير/شباط، إن موسكو تنطلق دائما من مبدأ الشفافية عند بحث عقيدتها الاستراتيجية في مجلس "روسيا – الناتو"، وهي مستعدة لتقديم التوضيحات المطلوبة لشركائها بهذا الشأن.
من جانبه قال نيقولاي باتروشيف سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي في مؤتمر صحفي عقد يوم 9 فبراير/شباط "تساورنا شكوك في ان عملية توسيع الناتو تساعد في جعل روسيا اكثر امنا، لان الناتو يشكل خطرا جديا علينا".
وبحسب قول نيقولاي باتروشيف فمنذ الغاء معاهدة وارسو التي كانت تواجه حلف شمال الاطلسي لم ينته وجود الناتو فحسب، بل و توسع الى حد كبير من 12 الى 28 عضوا. زد على ذلك فانه يحاول جر دول اخرى مثل جورجيا واوكرانيا اللتان قد تنضمان مستقبلا الى الناتو.
وقال نيقولاي باتروشيف ان دول الناتو بالذات قد قامت بتسليح جورجيا واعدتها لشن العدوان على اوسيتيا الجنوبية وابخازيا.
واضاف قائلا:" اننا نلفت النظر الى ان عملية تسليح جورجيا تستمر. فلماذا يفعلون ذلك. ربما يريدون تكرار العدوان. اذا لم يرغبوا في ذلك فما الداعي لتسليحها، علما اننا لا ننوي غزو جورجيا".
وافاد نيقولاي باتروشيف بان العقيدة العسكرية الروسية الجديدة تقضي بان خطر نشوب حرب واسعة النطاق ضعيف الاحتمال.
وقال:" اننا نستبعد احتمال نشوب حرب واسعة النطاق ونرى ان احتمالها ضعيف. لكن النزاعات الاقليمية لا تزال قائمة. ويبقى احتمال حلها باستخدام القوة قائما. وذكر نيقولاي باتروشيف ان الرئيس الروسي صادق في الاسبوع الماضي على العقيدة العسكرية الجديدة. ويعود سبب ظهور هذه الصيغة الجديدة للعقيدة الى التغيرات التي طرأت على الصعيدين الخارجي والداخلي.
وافاد نيقولاي باتروشيف بان روسيا قد تستخدم السلاح النووي في حال نشوء خطر يهدد وجود الدولة.
وقال نيقولاي باتروشيف :" يحق لروسيا استخدام سلاحها النووي. كما جاء في العقيدة الجديدة".
وتسائل نيقولاي باتروشيف قائلا:" متى يحق لنا استخدام السلاح النووي"؟ مجيبا :- " ردا على استخدام السلاح النووي اواي سلاح من اسلحة الدمار الشامل ضد روسيا الاتحادية وحلفائها.. وفي حال شن عدوان ضد روسيا الاتحادية باستخدام الاسلحة التقليدية .. او في حال نشوء خطر على وجود الدولة وسلامتها ووحدتها".
وبحسب قوله فان السلاح النووي الروسي يعد عاملا لردع المعتدي.