محتويات هذا المقال ☟
طائرة بدون طيار روسية من تصميم إسرائيل تستهدف مواقع أوكرانية في كورسك في ضربة منسقة
منذ بداية الحرب واسعة النطاق، أصبحت الطائرات بدون طيار الاستطلاعية والهجومية محورية في الاستراتيجيات العسكرية الحديثة. طائرة “فوربوست-رو” بدون طيار، وهي نسخة روسية محسنة من طائرة “سيرشر 2” الإسرائيلية، هي مثال جيد على ذلك. ولقد أثبت هذا الجهاز فعاليته في كل من أدوار الاستطلاع والهجوم بسبب دمج الذخائر الموجهة بالضوء الجديدة.
Forpost-RU
وتُعَد طائرة Forpost-RU مثالاً بارزًا لكيفية تطور التكنولوجيا العسكرية وتكييفها استجابةً للاحتياجات التكتيكية والاستراتيجية لأي دولة. وتستند هذه الطائرة الاستطلاعية والهجومية إلى نموذج طائرة Searcher II الإسرائيلية .التي تستخدم على نطاق واسع في مهام المراقبة والاستطلاع.
وقد نتجت طائرة فوربوست-آر يو عن اتفاقية ترخيص بين روسيا وإسرائيل، مما سمح لروسيا بالحصول على تكنولوجيا طائرة .البحث الثانية بدون طيار. وفي عام 2010، أبرمت شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية (IAI) اتفاقية مع روسيا لإنتاج هذه الطائرات بدون طيار بترخيص.
وكانت هذه الشراكة حاسمة بالنسبة لروسيا، التي كانت تهدف إلى تحديث وتعزيز قدراتها في مجال المراقبة والاستطلاع. وبعد الاتفاق الأولي، تم توطين الإنتاج في روسيا تحت اسم فوربوست، وهي نسخة مطابقة تقريبًا لطائرة البحث الثانية الإسرائيلية.
وقد سمح توطين الإنتاج لروسيا بالاستفادة من نقل التكنولوجيا والمهارات، مما أدى إلى تكييف الجهاز وتعزيزه لتلبية . متطلبات القوات المسلحة الروسية على وجه التحديد.
تطوير Forpost-RU
كان تطوير Forpost-RU بمثابة تطور كبير عن سابقتها. من خلال دمج تقنيات وأسلحة أكثر تقدمًا، مثل التكيف لحمل ذخائر . موجهة خفيفة مثل قنابل KAB-20، تحولت Forpost-RU إلى منصة أكثر تنوعًا قادرة على أداء مهام الاستطلاع والهجوم.
وتعمل الطائرة “فوربوست-رو” على ارتفاع متوسط، وهي قادرة على البقاء في الجو لمدة تتراوح بين 16 و18 ساعة، مما يسمح لها بإجراء .مهام مراقبة وضربات مطولة.
وبمجهزتها بمحرك مكبس بقوة 85 حصانًا، يمكن للطائرة الوصول إلى سرعة قصوى تبلغ 200 كيلومتر في الساعة، مع سرعة طيران. تتراوح بين 120 و160 كيلومترًا في الساعة. وهذه الخصائص تجعلها مثالية لمهام مختلفة، بدءًا من الاستطلاع وحتى الهجمات الدقيقة.
إن التعديل الأخير لطائرة “فوربوست-رو” لحمل قنابل كاب-20 يمثل تطوراً كبيراً في دورها القتالي. هذه الذخائر الموجهة الخفيفة . مصممة لتوجيه ضربات دقيقة، وبالتالي توفر قدرة هجومية متزايدة دون الحاجة إلى دعم جوي ثقيل. ويمثل هذا التكامل تطوراً ملحوظاً في الاستراتيجية العسكرية، بهدف تعظيم فعالية الضربات مع تقليل المخاطر التي قد تتعرض لها المعدات والأفراد.
قنبلة KAB-20
إن قنبلة KAB-20 هي قنبلة موجهة خفيفة مصممة خصيصًا ليتم نشرها من طائرات استطلاع وهجومية، مثل Forpost-RU. ويبلغ وزن هذه الذخيرة حوالي 20 كيلوغرامًا ويبلغ طولها 1.2 مترًا وقطرها 130 ملم، وهي مُحسَّنة للاستخدام على منصات الطائرات بدون طيار . حيث تكون سعة الحمولة محدودة.
وهي مجهزة بنظام توجيه متقدم يجمع بين نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) وأجهزة استشعار بالقصور الذاتي للسماح بزيادة الدقة. في ضرب الأهداف. وتجعل تقنية التوجيه هذه قنبلة KAB-20 مناسبة بشكل خاص لضرب الأهداف المتحركة أو شبه المتحركة بدقة عالية، وبالتالي تقليل الأضرار الجانبية وتعزيز فعالية الضربات الاستراتيجية.
المدى الفعال
يعتمد المدى الفعال لقنبلة KAB-20 في المقام الأول على الارتفاع الذي يتم إسقاطها منه، لكنها مصممة لضرب الأهداف بدقة . على بعد عدة كيلومترات، مما يسمح للطائرات بدون طيار مثل Forpost-RU بالبقاء بعيدًا عن متناول أنظمة الدفاع الجوي للعدو أثناء إجراء ضربات فعالة.
إن استخدام “فوربوست-رو” في منطقة كورسك، وخاصة ضد تحصينات القوات المسلحة الأوكرانية في قرية سناغوست. يوضح التأثير التكتيكي لهذه المنصة. إن القدرة على تنفيذ ضربات دقيقة ومتواصلة عن بعد تشكل ميزة كبيرة في السياق الحالي حيث تعد السيطرة على السماء أمرًا بالغ الأهمية.
تمثل الطائرة بدون طيار “فوربوست-رو”، بقدراتها المتزايدة من خلال حمل قنابل كاب-20، تقدمًا تكنولوجيًا كبيرًا للحرب الحديثة. وهي تجسد التكيف المستمر للقوات المسلحة مع مسرح الحرب المتطور، حيث تلعب التكنولوجيا والابتكار دورًا حاسمًا. وتشهد النجاحات المسجلة في منطقة كورسك على فعاليتها التشغيلية، مما يجعلها عنصرًا أساسيًا في الترسانة العسكرية الروسية.
الموقع العربي للدفاع والتسليح | Facebook