محتويات هذا المقال ☟
عملية تبادل الأسرى دونها مخاطر.. وترقب لمدى التزام إسرائيل بالهدنة
بدأت هدنة إنسانية في قطاع غزة فجر الجمعة وبدأ اخراج الأسرى لدى حماس وإسرائيل. وأكدت حركة حماس أن مدة الهدنة هو أربعة أيام، وستلتزم بوقف عملياتها. كذلك، أشار المتحدث القطري ماجد الأنصاري . إلى أن عدد الرهائن الذين سيفرج عنهم في اليوم الأول سيكون 13، موضحا أن الصليب الأحمر هو من سيتولى مهمة استقبال الرهائن. في المقابل، أكد أنه ليس بوسعه الكشف عن عدد الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم.
اذن أصبحت الهدنة الإنسانية المؤقتة حاجة ملحة لجميع الأطراف وتم الاتفاق على بدء سريانها، بحسب ما يؤكد منسق الشؤون الإعلامية. لـ”تجمّع الولاء للوطن” العميد الركن الطيار المتقاعد أندره بو معشر ، بعد ان تقاطعت ظروف ولادتها ما بين الضغوط الخارجية الدولية. من جهة، والضغوط داخل الكيان الإسرائيلي من قبل عوائل الاسرى من جهة أخرى، . والذي عزز فرص القبول بها من قبل العدو الاسرائيلي هو فشل العملية البرية داخل غزة في تحرير أي من الرهائن لا بل. ساهمت هذه العمليات في وفاة عدد غير محدد منهم.
عوامل سياسية وعسكرية
ويقول بو معشر: هناك عدة عوامل سياسية وعسكرية ستتحكم بصمود اتفاقية الهدنة الإنسانية ومدتها، والقدرة على تحقيق أهدافها،. او اذا ما كانت ستتحول الى اتفاق لوقف اطلاق النار او انها ستكون مجرد استراحة محارب لتعود بعدها . الاعمال القتالية الى ما كانت عليه.،خاصة ان هذه الهدنة وفي توقيتها العسكري، جاءت بعد انتهاء المرحلة الاولى للعملية البرية وتمهيدا لبدء. المرحلة الثانية منها بعد استكمال تطويق مدينة غزة.
ويعتبر بو معشر أن إسرائيل ستعمد الى استئناف العمليات القتالية فور انتهاء الهدنة الإنسانية وذلك بغض النظر عن مدتها واذا اقتصرت . على اربعة أيام ام تم تمديدها الى عشرة أيام كما ورد في نص الاتفاق. ومن المؤكد ان العمليات القتالية – ووفقا لما صدر . عن حكومة العدو – ستكون طويلة ولن تتوقف قبل تحرير كل الرهائن والقضاء على حماس. لذلك حتمية استئناف القتال . مردها ان إسرائيل أولا رضخت للظروف التي اوجبت القبول بالهدنة الإنسانية، وثانيا شددت إسرائيل على وجوب التمييز بين الهدنة وبين وقف إطلاق النار. الذي لا يمكن ان تقبل به مطلقا طالما العملية العسكرية لم تحقق أهدافها.
وفي مدة الهدنة فقد أعلنت الحكومة الإسرائيلية انها وافقت على إطلاق سراح نحو 50 طفلاً وامرأة من الأسر في غزة . على مدار أربعة أيام، وسيؤدي إطلاق سراح كل عشرة مختطفين إضافيين إلى منحهم يومًا إضافيًا من الراحة. وبالتالي. فان حسن النيات والتزام الطرفين بالتهدئة وحسن تنفيذ عملية تبادل الاسرى يمكن ان يسمح، بحسب بو معشر، بإطالة مدة التهدئة الى ما هو. ابعد من عشرة أيام طالما ان انسيابية عملية تبادل الاسرى تتم بشكل سيسمح لإسرائيل بتحقيق أحد أهداف العملية البرية من دون . تعريض جنودها او اسراها للخطر.
عوامل ومخاطر
ان عملية تبادل الاسرى والهدنة الإنسانية تشوبها، وفق بو معشر، عدة عوامل ومخاطر تتهدد وقفها برمتها وفي أي لحظة . وحتى قبل انقضاء مهلة الاربعة أيام، كون التحدي يكمن في ان اسرائيل أعلنت انها التزمت بالتهدئة. فقط وقد تكون بعيدة جدا عن الالتزام بمجمل البنود التي أوردتها حماس في بيانها لجهة – وجوب وقف إطلاق النار ووقف كل الأعمال العسكرية في كل مناطق قطاع غزة؛.
ووقف حركة الأليات العسكرية المتوغلة في قطاع غزة – وقف حركة الطيران في جنوب قطاع غزة على مدار الأربعة أيام، بالإضافة. الى وقف حركة الطيران في شمال قطاع غزة لمدة 6 ساعات يوميا من الساعة 10:00 صباحا حتى الساعة 4:00 مساء، . على ان تلتزم اسرائيل خلال فترة الهدنة بعدم التعرض لأحد أو اعتقال أحد في كل مناطق قطاع غزة وضمان . حرية حركة الناس(من الشمال إلى الجنوب)على طول شارع صلاح الدين.
ومن المؤكد ان إسرائيل لن تلتزم بمجمل البنود التي أوردتها حماس اقله لجهة الاستمرار في تنفيذ الطلعات الجوية . وعمليات الاستطلاع لجمع الاستعلام التكتي حول مراكز قيادات حماس وأماكن احتجاز الاسرى والذي ستستفيد . منه إسرائيل لتحقيق أهدافها مع بدء خوض العمليات العسكرية في المرحلة الثانية. ولذلك فإن عملية تبادل الاسرى تنطوي،.
مخاطر ستتهدد قيادة حماس
وفق بو معشر على كثير من المخاطر التي ستتهدد قيادة حماس بالنسبة لاحتمال رصد وكشف مقرات قيادتها وأماكن احتجاز. باقي الاسرى او حتى التهديد المباشر لمقاتليها كونها ستجبرهم على كسر قيود التخفي عند تنفيذ عملية التبادل. لذلك فان هذه المخاطر وفور وقوعها ستفرض على حماس وقف عملية التبادل ضمانا لأمنها ولسلامة مقاتليها مما سيؤدي في المقابل الى مبادرة إسرائيل. الى وقف التهدئة والانتقال فورا الى معاودة الاعمال القتالية كون الهدنة بالنسبة لإسرائيل لم تعد مجدية بعد توقف تبادل الاسرى.
ويقول بو معشر إن الهدنة الانسانية بالنسبة لإسرائيل ترتكز فقط وحصرا على تحرير اسراها. وبالتالي فان أي توقف لعملية التبادل . او تعثرها او وصولها الى حائط مسدود هو العامل الوحيد الذي سيحدد مدة الهدنة وما اذا ستمتد الى عشرة أيام. او حتى اكثر من عشرة أيام. في المقابل تعتبر حماس ان امن عملية التبادل هو حيوي ولا يمكنها التفريط به مع علمها المسبق ان إسرائيل لن تلتزم. ببنود الهدنة ذات الطابع العسكري. اضف الى ذلك فان حماس لم تمتلك السيطرة الكاملة على أماكن تواجد كافة الاسرى او تحديد هويتهم فبعضهم . اسرتهم حركة الجهاد الإسلامي او حتى يصعب تحديد وضعهم الصحي او أماكن تواجدهم بفعل الدمار الهائل وانقطاع الاتصالات بعد تقطيع أواصر غزة وتدميرها بالكامل.
استعادة المبادرة
لقد استعادت حماس كما يقول بو معشر المبادرة بعد ان فقدتها جزئيا عقب اطلاق إسرائيل لعمليتها البرية للقضاء عليها. وتعلم حماس ان ورقة الاسرى هي العامل الأهم والمحوري وعليها حسن اداراتها، وحسن استثمارها واطالة امدها لضمان بقائها،. ولمعرفتها المسبقة بان خسارتها لهذه الورقة يعني معاودة اطلاق العنان لالة التدمير والقتل الاسرائيلية والتي لن تتوقف الا بالقضاء . عليها لكونها حركة مقاومة تجرأت يوما على كسر هيبة الجيش الذي لا يقهر والحقت به الهزيمة النكراء في عمق الاراضي المحتلة.
ان الجهود الدولية المبذولة لانجاز اتفاقية الهدنة ستستوجب حكما جهودا دولية جبارة لضمان استدامتها وصيانتها وضمان. امتدادها لعشرة أيام او أكثر. ومن المؤكد بحسب بو معشر، ان الهدنة ستتعرض للكثير من الخروقات من قبل إسرائيل . التي لن تلتزم بكامل بنودها لا داخل قطاع غزة ولا حتى على الجبهة الشمالية مع لبنان والتي أصبحت قاب قوسين من المواجهة الإقليمية الشاملة. والتي تجهد اميركا ومعها المجتمع الدولي لاحتوائها وإعادة ضبطها مرحليا ضمن قواعد الاشتباك المعمول بها.
الموقع العربي للدفاع والتسليح | Facebook