في الأشهر الأخيرة تطور البرنامج النووي لكوريا الشمالية بشكل سريع؛ وبلغ ذروته في أغسطس الماضي عندما أطلقت بيونغ يانغ صاروخ عبَر فوق اليابان، وثم أجرت في منشأة تجريبية اختبار القنبلة الهيدروجينية، وبعدها بأقل من أسبوعين أطلقت صاروخ ثاني سقط في المحيط الهادئ بعد ان دخل الأجواء اليابانية للمرة الثانية خلال شهر. ومع أن الجهود الدبلوماسية الرامية إلى حل الأزمة لم تحقق تقدماً، أصبحت فعالية تكنولوجيا الدفاع الصاروخي ذات أهمية قصوى. وتعتبر كوريا الجنوبية أقرب هدف محتمل، وتعتمد على نظام الدفاع الجوي الصاروخي (ثاد) الأميركي لاعتراض وتدمير الصواريخ، في حال وقوع أي اعتداء صاروخي عليها.
وقد ثبت أن النظام مثير للجدل إلى حدِ كبير في كل من الصين وكوريا الجنوبية، إذ يزعم الصينيون أن الرادار القوي لنظام الثاد يمكنه مراقبة جيشه، بينما يخشى الكوريون الجنوبيون أن تصبح المناطق المحيطة بالمنظومة أهدافاً لكوريا الشمالية. بيد أنه في أعقاب آخر تجربة نووية شمال الحدود، قالت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية انها سوف تنشر منظومة الثاد الأربعة المتبقية، مما يعزز الإثنتين اللتين تعملان بالفعل.
ويمكن أن نعتبر ذلك قراراً حكيماً، فبحسب البيانات الصادرة عن الوكالة الأميركية للدفاع الصاروخي، فإن نظام ثاد حقق نسبة نجاح 100٪ في اعتراضات الاختبار، حيث بلغ 14 هدفاً في 14 محاولة (الرسم البياني بالأسفل يغطي 13 اختباراً حتى 30 مايو 2017).
كما تستطيع دول المنطقة الاعتماد على نظام صواريخ ايجيس الموجود على السفن الحربية الأميركية واليابانية. على الرغم من أن صواريخ رايثون الستاندرد لا يمكن أن تدمر الصواريخ البالستية العابرة للقارات ICBM، فهي قادرة على إشراك الصواريخ البالستية وثبتت في الاختبارات بأنه نظام موثوق به. منذ عام 2001، أثبت نظام ايجيس في الاختبارات نجاحه في 35 اعتراض وسبعة إخفاقات.
نظام باتريوت وهو نظام صواريخ أرض / جو أميركى تستخدمه كوريا الجنوبية واليابان أيضاً. عندما يتعلق الأمر بإشراك القذائف، فإن لها نطاق أقصر بكثير وأكثر فعالية في الدفاع عن المواقع الاستراتيجية بدلاً من مساحات واسعة من الأراضي. في الماضي، كان هناك الكثير من النقاش والجدل حول معدل نجاح النظام الذي استهدف صواريخ سكود العراقية في حرب الخليج عام 1991، إلا أن في التجارب الأخيرة ومن أهمها في اليمن “عملية عاصفة الحزم” فقد حقق نظام باتريوت نجاحاً كبيراً.
ويعتبر الدفاع الأرضي ميدكورس (GMD) العنصر الرئيسي النهائي للدرع الدفاعي، وهو مسؤول عن حماية أمريكا الشمالية. صمم النظام لاعتراض الرؤوس الحربية الواردة في الفضاء خلال مرحلة منتصف المسار الباليستي (الميدكورس)، إلا أن النظام أثبت أنه لا يمكن الوثوق به، فقد أجريت 18 تجربة منذ عام 1999، وانتهت ثمانية اختبارات بالفشل.
ومع تصاعد التهديد من بيونغ يانغ، فإن كوريا الجنوبية واليابان ومعهم الولايات المتحدة الأميركية ستكون دفاعاتهم الصاروخية في وضع اختبار، فهل يمكن لمنظوماتهم الدفاعية اعتراض صاروخ كوري شمالي؟.
المراجع: