محتويات هذا المقال ☟
تصعيد صيني أمريكي جديد ..هل ستندلع الحرب وما هي مسوغاتها؟
أعلنت وزارة الدفاع الصينية، في بيان، أنها ستجري مناورات عسكرية جوية وبحرية اليوم (الجمعة) في منطقة تايوان رداً على الاستفزازات الأمريكية الأخيرة، على حد قولها.
وأضاف البيان «ستجري قيادة المنطقة الشرقية لجيش التحرير الشعبي الصيني تدريبات مشتركة لاختبار الاستعداد القتالي لعدة صنوف وفروع للقوات في المياه والمجال الجوي لبحر الصين الشرقي وحول تايوان. وستشارك فيها مدمرات وفرقاطات وقاذفات ومقاتلات وقوات أخرى».
بالمقابل، حذر السناتور الأمريكي ليندسي غراهام الصين من أنها ستدفع ثمن «دعمها لروسيا» في خضم الحرب في أوكرانيا، مؤكداً خلال زيارة أعضاء من الكونغرس الأمريكي إلى تايوان اليوم رغبة واشنطن في عدم التخلي عن تايوان.
وقال غراهام إن الولايات المتحدة تقف «إلى جانب تايوان» التي تعتبرها الصين جزءا من أراضيها وتقول إنها ستستعيدها وبالقوة إذا لزم الأمر.
لماذا ستندلع الحرب بين أمريكا والصين؟
“أنا مستعد لملء الفراغ في القيادة العالمية الناجم عن تحول الولايات المتحدة الأمريكية للداخل أكثر من كونها قوة عالمية”.
إن هذه الكلمات التي قالها الرئيس الصيني في مطلع 2017 قد تكون كافية لإشعال حرب عالمية ثالثة بين النسر الأمريكي الذي يفرض هيمنته. على العالم بدون منازع منذ عقود وبين التنين الصيني القادم من الشرق الذي قد لا يروي ظمأه إلا إزاحةُ أمريكا عن عرش قيادة العالم.
كيف لا ونحن نتحسس نيران حرب تحت الرماد تكاد تفتك بالعالم برمته وتمسح وجوده، فإن ما قاله الرئيس الصيني ليس إلا تتويجاً لخلافات. ضاربة في الأعماق بين بكين وواشنطن.
ثم جاءت رسالة الرئيس الأمريكي جو بايدن أن “أمريكا عادت”، تأكيداً على هذا الصراع المستعر بين البطل القديم والقادم الجديد.
الخلاف بين التنين الصيني والنسر الأمريكي ليس وليد اللحظة بالطبع وليس بعيداً عن تفكير العقل الأمريكي الذي يدرك جيداً أن القوة الاقتصادية .الصاعدة في أقصى الشرق ستدك معاقل القوة الأمريكية، ولا بد، إن لم تتحرك واشنطن سريعاً لمواجهة هذا المد الصيني المخيف.
وإننا إذا أردنا أن تستعرض أسباب الصراع بين “قطبي العالم الجديد” فإنا سنجد استحكاماً للخلافات بينهما في كثير من الميادين والساحات .وعلى العديد من الصعد، مما قد ينبئ بخطر قد يفتك بالبشرية إن لم يجد الطرفان نقاطاً يتفقان عليها، وفيما يلي استعراض لأهم نقاط الخلاف بين الطرفين.
الدولار واليوان
صاحب العملة الأقوى يحكم العالم: ثبتت الصين سعر صرف اليوان أمام الدولار الأمريكي وهذا يعني أن بكين عملت على تثبيت قوة العملة الصينية. وسيطرتها مقابل الدولار، مما شكَّل تخُوفاً لحكام البيت الأبيض، إذ إن الصين بذلك تدعم منتجاتها المختلفة في الأسواق العالمية
طريق الحرير لحكم العالم
في عام 2013، أطلقت بكين رسمياً “مبادرة الحزام والطريق” المعروفة اختصاراً بـ “BRI”، بهدف تطوير التعاون الاقتصادي بين الدول. الواقعة على طول طريق الحرير التاريخي، الذي تسعى الصين إلى تفعيله بحلول 2049.
ويعد هذا المشروع تهديداً مباشراً لأمريكا لأن الصين تسعى إلى ربط العالم كله بها لتصبح هي مركز العالم وحاكمته الأولى بغير منازع.
أزمة هواوي”
أُطلق على التعاون الاقتصادي القائم على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتطبيق التقنيات الجديدة الأخرى في بلدان مبادرة الحزام والطريق.
اسم “طريق الحرير الرقمي” وبسبب نجاحها الواسع، دُمجت مبادرة الحزام والطريق في خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030 لتحقيق أهداف التنمية.
إلا أن طريق الحرير الرقمي هو أكثر بكثير من مجرد مشروع بنية تحتية تكنولوجي. بالنسبة للصين، يُعَدُّ هذا الطريق حلًّاً أقل تمحوراً .حول الولايات المتحدة، ونظاماً رقمياً آسيوياً وعالمياً أكثر تمركزاً حول الصين.
الملكية الفكرية
بلغت الأزمة بين البلدين مداها مع تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عندما قال “الصين سرقتنا بمليارات الدولارات”. وهو يقصد سرقة حقوق الملكية الفكرية الأمريكية.
وفي 2017، قرر “ترامب” فتح تحقيقات تجارية في الممارسات المتعلقة بالملكية الفكرية في الصين، ونقل التقنيات الأمريكية إلى الصين. دون مراعاة حقوق الملكية الفكرية الأمريكية، وهو ما ترفضه الصين رفضاً قاطعاً.
كما اتهمت واشنطن بكين أنها أرغمت شركات أمريكية على نقل ملكيتها الفكرية إلى الصين، وأن عدداً من الشركات الأمريكية. خسرت مئات. المليارات من الدولارات، وملايين الوظائف. والتي ذهبت إلى شركات صينية “استولت على أفكارها أو .برمجياتها، أو أجبرتها على تسليم حقوق للملكية الفكرية لتنفيذ الأعمال في الصين”.
بحر الصين الجنوبي
يشكل بحر الصين الجنوبي ممراً لما قيمته 5 تريليونات دولار من التجارة البحرية العالمية السنوية، كما يعتقد أيضاً أنه غني باحتياطي النفط والغاز.
وتتنازع على سيادة البحر والممرات المائية المختلفة فيه ست دول مطلة عليه، وهي: الصين من جهة، وفيتنام، والفلبين.وتايوان، وماليزيا، وبروناي، الذين تساندهم واشنطن ضد بكين، وقد تصاعدت التوترات في المنطقة في الآونة الأخيرة.
وتزداد التوترات في البحر بسبب استمرار وإصرار الصين على تأكيد سيادتها على أجزاء واسعة من البحر، إذ أعلنت أحقيتها بنحو نصف البحر. الجنوبي، مما دفعها لبناء عدد من الجزر الصناعية في أماكن مختلفة في البحر لفرض سيطرتها عليه.
تايوان
ترى الصين أن تايوان الديمقراطية التي تتمتع بالحكم الذاتي جزء من أراضيها التي ستستعيدها ذات يوم بالقوة إذا لزم الأمر.
وواشنطن هي الحليف الرئيسي للجزيرة التي تزودها بالأسلحة، دون أن تعترف بها دبلوماسياً، وبكين تستنكر أي مبيعات .أسلحة أو اتصالات رفيعة المستوى بين الولايات المتحدة وتايوان.
“تايوان جزء لا يتجزأ من أراضي الصين”، هذا قالته المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينغ في شباط/ فبراير. الماضي. كما قالت الخارجية الصينية، إن “الولايات المتحدة تضخّم مرور سفنها الحربية عبر مضيق تايوان، إن كان .قصدها إرسال رسالة لدعم استقلال تايوان.
فإن هذه التصرفات لن تؤدي إلا إلى تسريع انهيار قوي لاستقلال تايوان، وستدفع الولايات المتحدة ثمناً باهظاً لأفعالها”.
ويرى مراقبون أن المبررات التي دفعت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لدخول أوكرانيا، تشابه مبررات الصين حول “حقها التاريخي” .في جزيرة تايوان، وحماية نفسها من النفوذ الغربي.
الموقع العربي للدفاع والتسليح | Facebook