محتويات هذا المقال ☟
دعوات لعدم تسليح المقاومة الأفغانية لهذه الأسباب
رأت مجلة ”فورين بوليسي“ الأمريكية في تحليل لها أن ”دعم الفصائل المناهضة لحركة طالبان سيؤدي إلى العودة من جديد إلى الحرب الأهلية، واستعداء باكستان، وإعادة الولايات المتحدة إلى الصراع الذي سعت إلى وضعه وراء ظهرها“.
وقالت المجلة: ”الرئيس الأمريكي جو بايدن مقتنع تماما بأن الخروج من أفغانستان كان الشيء الصحيح الذي ينبغي فعله، لكنه يعلم جيدا في الوقت نفسه خطورة وضع البلاد في خانة الذكريات وإغفال التهديات المحتملة من هناك، وهو شيء لا تستطيع الولايات المتحدة تحمل عواقبه“.
وأضافت: ”تحت حكم طالبان، من المرجح أن تتحول أفغانستان إلى نقطة جذب للإرهاب، كما كانت قبل هجمات 11 سبتمبر. ويقدر كبار مسؤولي المخابرات الأمريكية أنه في غضون عام أو عامين، يمكن لتنظيم القاعدة إعادة تجميع صفوفه، فضلاً عن استفحال نفوذ فرع تنظيم داعش هناك في الآونة الأخيرة“.
الضربات المسيرة والهجمات
وتساءلت المجلة في تحليلها: ”ولكن كيف يمكن للولايات المتحدة أن تلبي هذه الأولوية بشكل أكثر فاعلية للمضي قدما بعد أن غادرت قواتها وتفكك الجيش الأفغاني؟“.
وأوضحت: ”أحد هذه الخيارات هو الضربات المسيرة والهجمات التي يتم إطلاقها من البلدان المجاورة، والتي تمارسها الولايات المتحدة بالفعل، لكن مخاطر هذا التكتيك واضحة نظرا لعدم وجود مصادر مخابراتية على الأرض في أفغانستان، ما قد يسفر عن كوارث إنسانية“.
وأردفت: ”لدى واشنطن خيار آخر محتمل قدمه عدد كبير من المشرعين الأمريكيين المحافظين، وهو تسليح ما يسمى بالمقاومة الأفغانية. وفسر الداعون لهذا الخيار أنه من خلال ممارسة الضغط العسكري على طالبان بدعم الفصائل المسلحة المناهضة لها، يمكن السيطرة على طموحات الحركة“.
وتابعت المجلة: ”سينتج عن تسليح المقاومة أيضا، وفقا للمشرعين، تنمية شركاء محليين على الأرض يمكنهم تزويد الولايات المتحدة بمعلومات مخابراتية بالغة الأهمية، وبالتالي تمكن الجيش الأمريكي من تنفيذ عمليات أكثر فاعلية عبر الأفق“.
فشل الضغط العسكري على طالبان
ورأت المجلة الأمريكية في تحليلها أن ”أكثر من 20 عاما من الخبرة في أفغانستان أظهرت بوضوح أن الضغط العسكري ضد طالبان لم ينجح في ترويضهم، ولو حتى قليلا، أو في إجبارهم على قطع العلاقات مع تنظيم القاعدة“.
واختتمت بالقول: ”إن فكرة تسليح المقاومة والفصائل المناهضة لطالبان محفوفة بالمخاطر الهائلة، ولا بد للإدارة الأمريكية أن تضمن عدم عودة الحرب الأهلية في أفغانستان“.