محتويات هذا المقال ☟
أمريكا غير جاهزة لمحاربة الإرهاب في أفغانستان
ذكرت مجلة ”فورين بوليسي“ الأمريكية في تقرير لها، أن ”المجتمع العسكري والاستخباراتي الأمريكي يتدافع للوفاء بتعهد الرئيس جو بايدن بمحاربة المتشددين من (ما وراء الأفق) في أفغانستان، لكن باعترافهم، ”لا يزالون لا يعرفون ما إذا كان بإمكانهم تتبع أو إحباط هذا التهديد“.
وقالت المجلة إن ”الخبراء يرون أن الأمر المُزعج بالقدر نفسه، هو أن القيادة المركزية الأمريكية كان لها سجل مُتخبط في أحسن الأحوال على مدار العشرين عامًا الماضية، حتى عندما كان لديها الآلاف من القوات على الأرض في أفغانستان“.
وأوضحت أن ”القيادة المركزية قامت بعمل ضعيف في التمييز بين المتشددين والأبرياء، وفقا للمنظمات المدنية التي تابعت تلك الجهود عن كثب“.
ونقلت عن سيث جونز، خبير مكافحة الإرهاب والمسؤول الدفاعي الأمريكي السابق، قوله إن ”التحدي المُقبل في أفغانستان يختلف عن أي شيء رأيناه في أي مسرح آخر“.
وأضاف جونز أنه ”بالمقارنة بالعمليات الأمريكية في ليبيا والصومال وسوريا والعراق، وحتى غرب أفريقيا في منطقة الساحل، فهذه هي أصعب حملة لمكافحة الإرهاب من حيث التنفيذ“.
وقالت ”فورين بوليسي“، إن ”جونز أشار إلى أنه في كل من تلك الأماكن الأخرى، كان للولايات المتحدة قواعد قريبة وبعض الشركاء المحليين على الأرض، مثل الميليشيات الصديقة، الذين قدموا معلومات استخباراتية حقيقية للقوات الأمريكية“.
صعوبة شديدة في أفغانستان تنتظر أمريكا
وذكر خبير مكافحة الإرهاب والمسؤول الدفاعي الأمريكي السابق أنه ”على النقيض تماما، ستواجه القيادة المركزية صعوبة شديدة في أفغانستان، بسبب قلة المعلومات الاستخباراتية هناك“.
ووفق تقرير المجلة الأمريكية، فقد ”أكد جونز أنه نظرا لأن واشنطن ليس لديها قواعد في أفغانستان ولا باكستان أو حتى في آسيا الوسطى، أجرى الجيش الأمريكي مناقشات مع روسيا بشأن استخدام قواعدها في آسيا الوسطى، لكن هذه المحادثات لا تزال في مراحلها الأولى، ومن المُرجح أن تواجه مقاومة من الكرملين“.
وأكد التقرير، أنه ”تم الكشف عن عدم استعداد جهود مكافحة الإرهاب الأمريكية جزئيًا في شهادة هذا الأسبوع أمام مجلس الشيوخ من قبل وزير الدفاع لويد أوستن، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي، وقائد القيادة المركزية الجنرال كينيث ماكنزي“.
طالبان تطرد مُسلمي ”الهزارة“
بدورها، قالت صحيفة ”وول ستريت جورنال“ الأمريكية إن ”حركة طالبان تسببت في نزوح مئات العائلات التي تنتمي إلى طائفة الهزارة الشيعية وسط أفغانستان، مما عزز المخاوف من تجدد الاضطهاد ضد أقلية عانت من حكم الحركة في الماضي“.
وأضافت الصحيفة أن ”عمليات الإجلاء هذا الأسبوع، جاءت في منطقة جيزاب بإقليم أوروزجان عقب تحذيرات من طالبان في وقت سابق من هذا الشهر، لسكان قريتي كندير وتاجبدار بأن أمامهم تسعة أيام لمغادرة منازلهم، ووفقا للسكان، فإن نحو 700 عائلة من الهزارة، تُمثل آلاف الأشخاص، امتثلت لأوامر طالبان وهربت“.
ونقلت عن سكان قولهم ”إن طالبان والأشخاص الذين يدعمونهم صادروا أيضا الماشية والمحاصيل مثل القمح واللوز، نحن نعيش هنا منذ أجيال، حتى في التسعينيات (فترة حكم الحركة في الماضي) كنا نعيش هنا، ولم يجبرنا أي مسؤول من طالبان على مغادرة منازلنا“.
وقالت الصحيفة: ”تنفي طالبان إجلاء قرويي الهزارة بشكل غير قانوني، قائلة إن ملكية الأرض التي تعيش عليها العائلات المُتضررة محل نزاع قانوني، وهذا الادعاء يرفضه السكان المحليون“.
في غضون ذلك، نقلت ”وول ستريت جورنال“ عن إحسان كان، الباحث والخبير القانوني في الشؤون الأفغانية قوله: ”إنه بغض النظر عن مزايا النزاع على الأرض، فإن الطريقة التي تُجبر بها طالبان السكان المحليين على مغادرة منازلهم وأراضيهم دون المرور بإجراءات قانونية مناسبة غير قانونية تمامًا“.
واختتمت الصحيفة الأمريكية تقريرها بالقول: ”يقول السكان النازحون إن عمليات الإخلاء كانت على ما يبدو محاولة من جانب طالبان لمكافأة مُقاتليها وأنصارها بعد 20 عامًا من الحرب، وقالوا إن بعض المستوطنين الجدد ليسوا من مقاتلي طالبان لكنهم استولوا على ممتلكات بدعم من طالبان“.