محتويات هذا المقال ☟
ما هي خيارات إسرائيل ضد الوجود الإيراني في سوريا بعد عدودة دمشق للحضن العربي؟
ظهرت عدة بوادر تنذر بعودة سوريا للحضن العربي بعد خروجها منه منذ إندلاع الأزمة السورية مما يضيق الخيارات أمام إسرائيل فيما يتعلق بالشأن السوري .
وفي هذا السياق قالت صحيفة ”جيروزاليم بوست“ الإسرائيلية، إن إسرائيل يمكن أن تواجه مفترق طرق فيما يتعلق بسياستها تجاه سوريا، خلال العام المقبل، حيث تسعى دول في المنطقة إلى إعادة سوريا إلى الصف العربي.
وذكرت في تحليل إخباري نشرته اليوم الجمعة: ”تفضل تلك الدول أن تنتهي حالة الفوضى، التي جاءت نتيجة الحرب الأهلية السورية على مدار عقد من الزمن، مع تعزيز النظام السوري لسيطرته على مقاليد الأمور“.
وأضافت: ”هذه ليست عملية بسيطة؛ لأن الولايات المتحدة وقوات سوريا الديمقراطية لا يزال لديهما نفوذ في شرق الفرات، في الوقت الذي تحتل فيه تركيا وتسيطر على مساحات واسعة من الشمال السوري. ولا يزال هناك لاجئون، ونظام سوري ضعيف وفقير، ما يعني أن إيران وروسيا لديهما الكثير من النفوذ“.
نفوذ إيران يقلق إسرائيل
وتابعت الصحيفة قائلة: ”نفوذ إيران هو الذي يثير قلق إسرائيل. حيث عملت طهران مع النظام السوري على مدار عقود، ولكنها خلال السنوات الأخيرة سعت لإقامة قواعد عسكرية لها.
وإرسال أفراد من الحرس الثوري الإيراني إلى سوريا، بالإضافة إلى البدء في دعم الميليشيات، ونشر عناصر حزب الله في مناطق قريبة من إسرائيل، عبر الجولان“.
واستطردت الصحيفة: ”هذه السلسلة المتنوعة من المخالب الإيرانية، واجهت مقاومة من جانب إسرائيل“، مشيرة إلى سلسلة الغارات الجوية والصاروخية التي شنتها إسرائيل على المواقع الإيرانية في العمق السوري، بداية من العام 2017.
وأوضحت: ”على ما يبدو، فإن الأمور تغيرت الآن، فعندما كان نفتالي بينيت، رئيس الوزراء الحالي، وزيرا للدفاع في مايو عام 2020، أشار إلى أن إيران تقلّص وجودها العسكري في سوريا، وأشارت تقارير حديثة إلى أن طهران ربما تقوم بتقليل عدد قواتها في سوريا مجددا، ولكن لا يزال لديها نفوذ كبير على مساحات واسعة من سوريا“.
وأشارت الصحيفة إلى جولتين من الغارات الجوية الأمريكية على جماعات موالية لإيران في سوريا، حيث تمثل تلك الجماعات الآن تهديدا مباشرا للقوات الأمريكية المتواجدة في شرق سوريا.
إسرائيل تستعد لإستلام تكنولوجيا متطورة
وفي هذا الصدد، تقول تقارير، إن إسرائيل تستعد للحصول على تكنولوجيا أكثر تقدما من الولايات المتحدة، في حالة التهديد النووي الإيراني المتزايد.
وقال مبعوث فرنسا لدى إسرائيل، إنه ”لا ينبغي لإيران أن تمتلك سلاحا نوويا، وفي الوقت نفسه فإن لبنان يعاني من حالة فوضى بسبب المشاكل الاقتصادية وصعود حزب الله، ويعاني العراق أيضا من الميليشيات الموالية لإيران، التي أصبحت أقوى من الحكومة“.
وقالت الصحيفة، ”إن السياق الأوسع يعني أنه في الوقت الذي تضغط فيه دول مثل مصر للتقارب مع سوريا، وتبحث مع الأردن والعراق ودول خليجية الطريقة التي ستعود من خلالها دمشق إلى الصف العربي، وإبعادها عن المدار التركي والإيراني، فإن هذا التوجه يطرح تساؤلات حول ما يعنيه بالنسبة لإسرائيل“.
وأضافت: ”في البداية، هناك أسئلة حول حرية إسرائيل في العمل داخل سوريا ضد التهديدات، وهي حملة تسمى الحرب بين الحروب، أو الحملة بين الحروب. وهناك تساؤلات حول التمركز الإيراني، والطريق إلى البحر الذي سعت إيران إلى إنشائه من البوكمال إلى دمشق ثم بيروت، وهناك أسئلة رئيسية حول ما ستفعله الولايات المتحدة بعد ذلك في سوريا، وأيضا ما يدور في ذهن تركيا وروسيا“.
وبينت: ”في ظل وجود حكومة جديدة، فإن إسرائيل سوف تكون حريصة على اختبار إستراتيجيتها بدقة، في ظل مساعيها للحدّ من النفوذ والوجود الإيراني داخل سوريا“.
وختمت الصحيفة تحليلها بالقول: ”ربما يشير الهدوء النسبي في سوريا إلى حدوث ذلك بالفعل، ولكنه يمكن أن يشير أيضا إلى جمود مؤقت، أو أن إيران تعاني من التشتت في الوقت الحالي، حيث تحتاج إسرائيل إلى التنسيق مع دول الخليج ومصر والأردن والولايات المتحدة فيما يتعلق بمستقبل تلك الجبهة في الفترة المقبلة“.
صحيفة ”جيروزاليم بوست“