محتويات هذا المقال ☟
لماذا أخلت أمريكا “قاعدة باغرام “سرا ودون علم شركائهم الأفغان ؟
أوضح البنتاغون أن القوات الأمريكية غادرت قاعدة “باغرام” الجوية في أفغانستان، بالفعل، بشكل سرّي؛ لـ”دواعٍ أمنية”.
ولم تبلغ واشنطن السلطات في كابول، مسبقا، بالساعة المحدّدة لانسحابها من القاعدة الاستراتيجية، ما أثار استياء المسؤولين الأفغان.
لكن المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي، أكد الثلاثاء أن السلطات العسكرية والسياسية الأفغانية تبلّغت بموعد الانسحاب قبل يومين من حصوله، وتمكنت أيضا من زيارة المجمع العسكري الضخم الذي كان طوال العقدين الماضيين النخاع الشوكي للتحالف الدولي في هذا البلد.
وقال كيربي، خلال مؤتمر صحفي، إنّه “لم يتم الكشف عن الساعة المحددة للانسحاب لأسباب أمنية”.
وأضاف: “بشكل عام، لقد اعتبرنا أنّه من الأفضل إبقاء هذه المعلومة ضمن دائرة ضيقة قدر الإمكان”.
وإذ جدد المتحدث التأكيد على ضرورة أن يتم الانسحاب الأمريكي بطريقة “آمنة ومنظمة”، شدد على الخطر الذي تمثله حركة طالبان على القوات الأمريكية.
عدم ثقة الأمريكيين بشركائهم الأفغان
وردا على سؤال عما إذا كان هذا الحذر الشديد يعكس عدم ثقة الأمريكيين بشركائهم الأفغان، قال كيربي: “لا يمكنني أن أعلّق على كيفية تفسير الأفغان لهذا القرار”.
وأضاف أن “هذا الأمر لا علاقة له بما إذا كنا نثق بشركائنا الأفغان أم لا. إنه يعني أننا مضطرون لأن نأخذ في الاعتبار أن حركة طالبان يمكن أن تتحدى هذا الانسحاب”.
وشدّد كيربي على أنّ نقل السيطرة على قاعدة باغرام من القوات الأمريكية إلى نظيرتها الأفغانية “حصل تماماً كما حصل في القواعد الست السابقة التي سلّمناها”.
وكان الجيش الأمريكي أعلن، الثلاثاء، أنّه أنجز “أكثر من 90 بالمئة” من انسحابه العسكري من أفغانستان، الذي بدأ في أيار/ مايو.
وفي نيسان/ أبريل، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عزمه على إنجاز هذا الانسحاب بحلول الذكرى العشرين لهجمات 11 أيلول/ سبتمبر.
قاعدة “باغرام”
تقع القاعدة، الأكبر في أفغانستان، ببلدة تحمل الاسم ذاته، غير بعيد عن العاصمة كابول، وكانت قبل ذلك مطارا أنشئ في الخمسينيات من القرن الماضي إبان الحرب الباردة، عندما كانت المنافسة على أشدها بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي على النفوذ في البلد ذي الموقع الاستراتيجي.
وغالبا ما اكتفى رؤساء أمريكا المتعاقبون، منذ الغزو، بزيارة القاعدة لدى توجههم إلى أفغانستان، لكن علاقة “باغرام” مع قادة الولايات المتحدة قديمة، إذ حطت فيها طائرة الرئيس الأسبق، دوايت أيزنهاور، عام 1959، حيث استقبله الملك، آنذاك، محمد ظاهر شاه.