محتويات هذا المقال ☟
أشارت وسائل إعلام إسرائيلية، الجمعة، إلى أن الأسابيع الأخيرة شهدت نشاطا روسيا مكثفا؛ من أجل السيطرة على القسم السوري من الجولان المحتل، وإقصاء نفوذ إيران وحزب الله اللبناني من محافظتي درعا والقنيطرة، فضلا عن منطقة جبل الدروز.
وقالت قناة (N12) الإسرائيلية، إن الحديث يجري عن تحول مهم لصالح إسرائيل؛ لأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يرغب في اندلاع قتال في القسم السوري من الجولان المحتل، ومن ثم فإن الخطوات الروسية الحالية على الأرض تستهدف نشر قوات عسكرية بقيادة ضباط أغلبهم من مسلمي القوقاز، يعملون تحت إمرة القوات الروسية المتواجدة في الأراضي السورية.
روسيا تسعى للسيطرة على الجنوب
ووفقا لتقرير القناة، تستهدف الخطوات الروسية سيطرة القوات العسكرية الروسية، وإدارة وتشغيل القوات المحلية التي تعلن عداءها الصريح لإيران وحتى للنظام السوري في دمشق، ما يعني أن الرؤية الروسية تقوم على إمكانية التعاون مع قوى معادية لنظام بشار الأسد، والذي يفترض أن تواجد القوات الروسية منذ عام 2015 في سوريا كان من أجل منع سقوط نظامه.
بدوره، قال المحلل الإسرائيلي المتخصص في قضايا الشرق الأوسط والعالم العربي والإسلامي، بالقناة الإسرائيلية، إيهود يعاري، إن ما يتم تشكيله حاليا يطلق عليه ”جيش حوران“، والذي كان قد تلقى دعما إسرائيليا يتخطى المساعدات الطبية والعلاج، على حد قوله.
وكان أحمد عودة، قائد ما يسمى ”الفيلق الخامس“ في درعا، المدعوم من روسيا، قد أعلن الشهر الماضي، تشكيل جيش واحد لمنطقة حوران بدرعا، وذكر أن ”حوران ستكون قريبا جسدا واحدا، وجسما واحدا، وجيشا واحدا، وهذا التشكيل لن يكون لحماية حوران فقط، وإنما الأداة الأقوى لحماية سوريا“.
مهام جيش حوران
ووفقا للمحلل يعاري، يعمل ”جيش حوران“ حاليا من أجل تضييق الخناق على قوات حزب الله اللبناني في القرى والبلدات الواقعة في المنطقة، ويزيل الحواجز الخاصة بالجيش السوري النظامي، فيما يعمل ضباط روس على التوصل إلى مصالحة شاملة بين الدروز وجيرانهم وخصومهم في الوقت نفسه في منطقة حوران.
ولفت يعاري إلى أن الكيان الذي سوف يتشكل سيعمل على إرساء نظام إدارة محلية مدنية مستقلة، لا تخضع للنظام السوري في دمشق، فيما أرسلت القوات الروسية في الأيام الأخيرة قوات إلى مدينة دير الزور؛ من أجل تقليص التواجد الإيراني هناك، وهو التواجد الذي يستهدف حماية ما يسمى ”الجسر البري“ الواصل من طهران عبر بغداد.
وحسب تقرير قناة (N12) الإسرائيلية، فإن عودة، وهو شيعي أيضا لكنه يعادي طهران، صاحب كاريزما، ولديه نفوذ في درعا، فيما كان أشقاؤه الثلاثة قد قتلوا من قبل الجيش السوري، وكان قد تلقى في الماضي دعما من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، لكن هذا الدعم توقف، وقبل عودة التنسيق مع ضباط روس لوقف القتال بالمنطقة.
وأضافت القناة الإسرائيلية، أن القوات التي سوف تتشكل ستضم قرابة 3 آلاف من عناصر الميليشيات، من ”الفيلق الخامس“، وما يسمى بـ ”اللواء 8″، وهي ميليشيات أسسها الجانب الروسي قبل عامين من أجل استيعاب المتمردين الذين استسلموا، ومنعهم من الانضمام لأحد أذرع ”الفرقة الرابعة“ تحت قيادة ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري بشار الأسد.
روسيا تدعم مليشيا عودة
ونوهت إلى أن عودة يسيطر عمليا على أغلب مناطق درعا والقرى المحيطة بها، وحاليا بدأ الجانب الروسي بدعمه من أجل تشكيل تحالفات مع عناصر محلية في محافظة القنيطرة أيضا، ضمن مساعٍ لتشكيل قوة يطلق عليها ”الوحدة 220“.
وأشارت إلى أن الكثير من المتمردين على نظام الأسد في جنوب سوريا، انتقدوا في الماضي التعاون مع القوات الروسية، لكن يبدو أنهم أخيرا اعتبروا أن التحولات التي تحدث تصب باتجاه حمايتهم من النظام، لافتة إلى أن القوات الروسية التي قصفت جنوب سوريا عام 2018 بلا هوادة، أصبحت حاليا الملاذ الآمن بالنسبة لهؤلاء“.
الصورة غير واضحة
وحسب رواية المحلل يعاري، من الصعب للغاية وضع تقديرات حاليا بشأن اتجاهات تطور هذه المحاولة، ورأى أن روسيا ربما ستصل إلى نتيجة، بأن الأمر مكلف ومعقد للغاية، قائلا: ”من الواضح أن عودة نفسه سيصبح هدفا للاغتيال، في وقت تقع فيه عمليات قتل بشكل شبه يومي بهذه المناطق“.
لكن يعاري، وجد أن الأمر يشكل فرصة جيدة لإبعاد النفوذ الإيراني ونفوذ حزب الله من المنطقة، داعيا الحكومة الإسرائيلية للقيام بعمليات من وراء الكواليس لدعم هذه الفرصة.