الصين الطموحة تمتنع عن التوقيع على معاهدة الحد من الأسلحة

أعلن مستشار الأمن القومي الأمريكي، روبرت أوبراين، اليوم الأربعاء، أن الصين “ليست مهتمة” بمعاهدة الحد من الأسلحة، على عكس واشنطن وموسكو.

وقال أوبراين: “الصين غير مهتمة” بمعاهدة الحد من الأسلحة، وهذا ليس مستغربا”​​​. مؤكدا أن الصين تملك الكثير من المال وتتقدم بسرعة في تحديث قواتها المسلحة.

وأضاف مستشار الأمن القومي الأمريكي: “روسيا مهتمة والولايات المتحدة الأمريكية مهتمة أيضا” بالحد من الأسلحة.

وأعرب أوبراين عن أمله في إحراز تقدم في المفاوضات مع روسيا، قائلا: “نأمل في إحراز تقدم مع روسيا بهذا الصدد.. حينها سيتم الضغط على الصين، وستنضم  إلى الجهود المستمرة”.

ولفت أوبراين  إلى أن انسحاب واشنطن من معاهدة التخلص من الأسلحة متوسطة وقصيرة المدى قد يدفع الصين وموسكو إلى عقد مفاوضات جدية في الوقت القريب، قائلا :”لقد انسحبت الولايات المتحدة من معاهدة التخلص من الأسلحة متوسطة وقصيرة المدى غير الفعالة، ويأتي هذا القرار بمبادرة من الرئيس (الأمريكي دونالد ترامب) في وزارة الدفاع، وقد يقود هذا الأمر روسيا والصين للجلوس إلى طاولة المفاوضات لإجراء مناقشة جادة حول قضية الحد من الأسلحة النووية في الأشهر المقبلة”​​​.

وأشار مستشار الأمن القومي الأمريكي إلى أن بلاده تفضل بحث قضية تمديد معاهدة ستارت-3، بشكل مغلق، قائلا:”سنتفاوض مع السلطات الروسية (ومع الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين بهذا الصدد، وبعيدا عن الإعلام، سنجلس قريبا جدا مع زملائنا الروس على طاولة المفاوضات ونناقش هذه القضايا المهمة”.

معاهدة الحد من الأسلحة

معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية أو معاهدة عدم انتشار الأسلحة النوويةTreaty on the Non-Proliferation of Nuclear Weapons والمعروفة اختصاراً NPT هي معاهدة دولية تهدف إلى منع انتشار الأسلحة النووية وتكنولوجيا الأسلحة، لتعزيز التعاون حول الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، وتهدف بشكل ابعد إلى نزع الاسلحة النووية ونزع الاسلحة العام والكامل. تم التفاوض على المعاهدة بين عامي 1965 و 1968 من قبل لجنة مؤلفة من ثمانية عشر دولة برعاية منالأمم المتحدة في مدينة جنيف السويسرية.

تم إتاحة المعاهدة للتوقيع عام 1968، ودخلت حيز التنفيذ في 1970. بعد خمسة وعشرين عاماً اجتمع أعضاء المعاهدة، كما تنص عليه المعاهدة، واتفقوا على تمديدها إلى ما لا نهاية. ضمن هذه المعاهدة أكبر عدد من الدول مقارنة مع باقي المعاهدات الخاصة بالحد من أو نزع الأسلحة الاخرى مما يؤكد على أهمية هذه المعاهدة.

في آب / أغسطس 2016 وقع على المعاهدة 191 دولة على الرغم من أن كوريا الشمالية التي وقعت على المعاهدة عام 1985 إلى أنها لم تلتزم بها، وأعلنت انسحابها من المعاهدة في 2003أربعة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لم توافق أبداً على على المعاهدة ثلاثة منهم تمتلك أسلحة نويية وهي الهند و‌باكستان و‌إسرائيل بالإضافة إلى جنوب السودان المنضمة إلى الأمم المتحدة عام 2011 ولم تنضم إلى المعاهدة.

تعترف المعاهدة بوجود خمس دول نوويةقامت ببناء واختبار أجهزة انفجارات نووية قبل 1 كانون الثاني / يناير 1967 وهي الولايات المتحدة، روسيا،المملكة المتحدة، فرنسا و‌الصين.

هناك ثلاث دول أخرى تم تأكيد حيازتها للأسلحة النووية وهي الهند و‌باكستان  و‌كوريا الشمالية حيث أعلنت هذه الدول حيازتها للأسلحة النووية وأنها قامت باختبار هذه الأسلحة، بينما إسرائيل تتعمد الغموض بما يخص وضح الأسلحة النووية لديها.

يجادل المنتقدون بأن المعاهدة لا تستطيع وقف منع انتشار الأسلحة النووية أو الحافز لامتلاكها. ويعبرون عن خيبة الأمل نحو التقدم المحدود بنزع ترسانة الأسلحة النووية، حيث أن الدول الخمس النووية المعترف بها ما تزال تمتلك في مخزونها التجميعي 22,000 رأس حربي. العديد من المسؤولين رفيعي المستوى في الأمم المتحدة صرحوا بأنهم لا يستطيعون العمل سوى القليل لمنع الدول من استخدام المفاعلات النووية لإنتاج الأسلحة النووية.