محتويات هذا المقال ☟
بعد يوم متوتر شهده العراق يوم الاثنين 21 يناير (كانون الثاني)، راح ضحيته أربعة قتلى في صفوف المتظاهرين وعشرات الجرحى، أعلنت منظمة “العفو” الدولية أن التحرك مسموح بشكل سلمي شرط ألا يعيق مرور الحالات الطارئة.
وأوضحت أنه “من حق كل عراقي أن تكون لديه الحرية بالاحتجاج بسلام ومن واجب قوات الأمن العراقية حماية هذا الحق”، مضيفةً أن إغلاق الطرقات جزئياً بشكل سلمي يُعد شكلاً مشروعاً للتجمع السلمي، وفقاً للمعايير الدولية لحقوق الإنسان.
كما أشارت إلى أنه “لا يمكن فرض قيود على حرية التجمع السلمي إلاّ عندما يكون ذلك ضرورياً مثل فتح طريق للوصول إلى المستشفيات”.
من جهتها، دعت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق الحكومة إلى القيام بواجبها في حماية المتظاهرين السلميين، بعد استخدام القوات الأمنية العنف في مواجهة الاحتجاجات في بغداد والمحافظات الجنوبية، أمس الاثنين.
علاوي يرفض
سياسياً، وبعد مخالفة بعض النواب من كتل برلمانية مختلفة أحزابهم، والتوقيع على عريضة سُلّمت إلى رئيس الجمهورية، رشحوا فيها شخصية مستقلة لرئاسة الحكومة، وهو الوزير السابق محمد توفيق علاوي، أعلن الأخير مساء الاثنين 21 يناير (كانون الثاني)، رفضه الترشيح بحسب مصدر في الرئاسة العراقية، وعزا السبب إلى الشروط التعجيزية التي نُسبت إلى كتلة “سائرون”، التابعة لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.
وكان مصدر في الرئاسة أشار في وقت سابق إلى التوافق على محمد علاوي مرشحاً لرئاسة الحكومة.
ووفق المصدر نفسه، فإن “مصطفى الكاظمي رئيس جهاز الاستخبارات مقبول إلى حد ما من الشارع ومرفوض سابقاً من المحور الإيراني”، بينما علي شكري وتوفيق علاوي مرفوضان من الشارع تماماً.
واعتراضاً على كل مرشحي الأحزاب السياسية لمنصب رئاسة الحكومة، واصل المتظاهرون احتجاجهم وتحركهم، وقد عمدوا اليوم الثلاثاء إلى قطع الطريق الدولي الرابط بين بغداد وبابل. كذلك، أقفلوا الطرقات في محافظتي النجف وكربلاء. هذا وأكد شهود أن المتظاهرين في البصرة تعرضوا لإطلاق نار حي صباح اليوم.
نداءات من #ساحة_التحرير و #المطعم_التركي للتوجه الى #ساحه_الطيران بعد محاولة قوات الشغب التوغل بإتجاه الساحة ..
هل سيترك البغداديون ساحتهم و الشباب لوحدهم ؟!#بغداد #العراق pic.twitter.com/ixpktEsAQJ— Omar Habeeb || عمر حبيب (@TheOmarHabeeb) January 20, 2020
صواريخ في محيط السفارة الأميركية
وكانت ثلاثة صواريخ كاتيوشا سقطت مساء الاثنين في محيط السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء الشديدة التحصين وسط بغداد، بحسب ما أفاد مصدر أمني وشهود وكالة الصحافة الفرنسية، من دون وقوع إصابات.
وسمع صحافيون من الوكالة صوت صافرات إنذار المنطقة الخضراء، في حلقة جديدة من مسلسل الهجمات على المصالح الأميركية في العراق.
في المقابل، قُتل أربعة محتجين عراقيين وأُصيب العشرات في اشتباكات جديدة الاثنين بين متظاهرين مناهضين للحكومة وقوات الأمن، بينما كانوا يحاولون إغلاق الطرق الرئيسة داخل بغداد وحولها.
وقالت مصادر طبية وأمنية إن 3 محتجين قُتلوا في بغداد، بينهم متظاهر أُصيب برصاص حي وآخر بعبوة غاز مسيل للدموع أدت إلى وفاته. وقُتل متظاهر رابع في مدينة كربلاء.
وأوردت مصادر أمنية أن اثنين من أفراد الشرطة قُتلا إثر دهس سيارة مجهولة لهما خلال صدامات في تقاطع شارعي الأندلس والتجاري بالقرب من ميناء البصرة الجنوبي. كما أكد مصدر في وزارة الصحة، أن “ستة متظاهرين نُقلوا إلى مستشفى الكندي وسط بغداد إثر إصابتهم بجروح متفاوتة نتيجة تعرضهم لقنابل دخان أطلقتها قوات الأمن باتجاههم.
عمليات كرّ وفرّ
ويخوض آلاف المتظاهرين المناهضين للحكومة عمليات كرّ وفرّ مع القوات الأمنية، في محاولة لقطع الطرق في بغداد، مع انتهاء مهلة كانوا حددوها للسلطات لتنفيذ إصلاحات يطالبون بها منذ أكثر من ثلاثة أشهر.
وأفاد صحافي من وكالة الصحافة الفرنسية بأن مئات المتظاهرين احتشدوا في ساحة الطيران وسط بغداد، حيث اشتبكوا مع القوات الأمنية التي أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي في الهواء لتفريقهم.
وأقدم شبان يرتدون خوذات وأقنعة لحماية أنفسهم من قنابل الغاز المسيل للدموع، على إقامة حواجز معدنية في الشارع في محاولة لإعاقة شرطة مكافحة الشغب.
وفي جنوب العراق، أشعل مئات المحتجين النار في إطارات السيارات وأغلقوا طرقاً رئيسة في مدن عدّة، من بينها الناصرية وكربلاء والعمارة.
وكانت قوات الأمن العراقية حاولت، فجر الاثنين، التوغل في ساحة التحرير، المركز الرئيس للاحتجاجات في وسط العاصمة بغداد، لفض الاعتصام بالقوة، ما أدى إلى سقوط قتيل وأكثر من 30 جريحاً، وفق مصادر صحافية.
لكن المحتجين أعلنوا، بعد حوالى ساعة من إطلاقهم نداءات للمساندة والمواجهة في ساحة الطيران، أن قوات الأمن تراجعت بعد فشل محاولتها.
وقال نشطاء، عبر “تويتر”، إن قوات مكافحة الشغب، التي استخدمت في هجومها على المعتصمين الرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع، تمركزت بعد انسحابها بالقرب من محطة وقود الكيلاني القريبة من ساحة الاعتصام.