لماذا فشلت منظومة (باتريوت) في منع القصف الايراني؟

استغرب عدد من المحللين السياسيين، من عدم تفعيل أنظمة الدفاع الجوي الأمريكي، قبيل أو أثناء الضربات الإيرانية للقواعد الأمريكية في العراق.

وأعلن الحرس الثوري الإيراني، اليوم الأربعاء، تنفيذ ضربات صاروخية ضد قاعدتين عسكريتين أمريكيتين في العراق بـ 15 صاروخًا باليستيًا، رداً على اغتيال الجيش الأمريكي لقائد فيلق القدس قاسم سليماني.

وقال الجيش الإيراني: إن الهجوم شمل 20 موقعًا في القاعدتين الأمريكيتين، وخاصة قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار، غربي العراق، مشيرًا إلى مقتل 80 جندياً في الهجوم، وتدمير معدات عسكرية.

وتمتلك الولايات المتحدة، أكبر ترسانة دفاع جوي في العالم، ومنها صواريخ (باتريوت) الشهيرة، وهي نظام صاروخي (أرض- جو) مصمم للحماية من الصواريخ المهاجمة والطائرات، حيث يقوم بإصابتها وتفجيرها في الهواء قبل بلوغها أهدافها، وهذا النظام هو الجيل الثالث الذي صنعته شركة (لوكهيد مارتن) الأمريكية، وهي أكبر شركة للصناعات العسكرية في العالم من حيث الدخل، والآن تصنعه شركة (رايثيون) الأمريكية.

نتيجة بحث الصور عن باتريوت

ويحتوي النظام على صواريخ موجهة بتقنية عالية، تعتمد فيها على نظام رادار أرضي خاص بها؛ ليكشف الهدف ويتتبعه، حيث يمسح الرادار دائرة قطرها 80 كيلومترًا، وعلى هذه المسافة لا يكون الصاروخ المهاجم مرئيًا بالعين المجردة، لذا فبإمكان النظام الأوتوماتيكي إصلاق صاروخ مضاد تجاه الصاروخ المعتدي ويفجره قبل أن يصل هدفه.

وهناك نوعان من صاروخ باتريوت: النوع الأول يدعى PAC-2 والنوع الثاني PAC-3 وهو النوع الأحدث الذي ظهر في 2002، ومزود بمستقبل رادار وكمبيوتر للتحكم في توجيه باتريوت تجاه الهدف، يصطدم بالهدف مباشرة من خلال قيام رادار الصاروخ باستقبال المعلومات من رادار المنصة وعليه يتحكم كمبيوتر الصاروخ بأجنحة التوجيه ليصل صاروخ باتريوت إلى الهدف ويصطدم به.

الصورة

وعن أسباب عدم تفعيل هذا النظام، قال المحلل السياسي العراقي، سمير جاسم: إنه لربما يكون هنالك اتفاق ما بين الطرفين على هذه الضربة، بحيث لا يُصاب الأمريكيون جراء الضربة الإيرانية، واعتبار ذلك ردًا على اغتيال قاسم سليماني.

وأوضح جاسم” أنه افتراضيًا كان لا بد من تفعيل هذه الأنظمة حتى في حدوث الاتفاق، ويمكن اصطياد الصواريخ الإيرانية، وفي ذات الوقت يمكن اعتبار ذلك ردًا واضحًا على اغتيال سليماني، ما يعتبر أن ما حدث هو أمر مقصود ومتفق عليه سلفًا.

الصورة

بدوره، استبعد الخبير في الشؤون العسكرية، يوسف الشرقاوي، افتراضية حدوث اتفاق من هذا النوع، وإنما فقط ما حدث هو عدم توقع الولايات المتحدة لضربة إيرانية بهذا الحجم، ولم يكن هنالك استعداد لقصف قواعد أمريكية في العراق.

وأشار الشرقاوي لـ”دنيا الوطن” إلى أن الرد الإيراني جاء في توقيت حساس، أولًا في وقت دفن الجنرال سليماني، وثانيًا في موعد استهدافه أي أن يوم الجمعة الماضي، تم الاستهداف فجرًا، وهو ما حدث ليلة الأربعاء عندما ضُربت القواعد الأمريكية أيضًا فجرًا.

الصورة