مقتل رئيس الأركان التايواني و7 عسكريين في تحطّم مروحية

قتل رئيس أركان الجيش التايواني وسبعة ضباط كبار آخرين في حادث تحطم مروحية في منطقة جبلية، الخميس، وفق ما أفادت وزارة الدفاع.

ولقي رئيس الأركان الجنرال، شين يي-مينغ، حتفه بعد تحطم المروحية وهي من طراز بلاك هوك يو-إتش-60 إم في منطقة جبلية قرب تايبيه، وفق المتحدث باسم وزارة الدفاع، شيه شون-وين، فيما تم إنقاذ خمسة أشخاص.
رئيس أركان الجيش التايواني رئيس أركان الجيش التايواني

وفي وقت سابق، أفادت وكالة الأنباء المركزية الرسمية أن رئيس الأركان الجنرال نجا من الحادث، إلا أن وزارة الدفاع لم تؤكد ذلك في حينه.

وكان شين (62 عاماً) وعدد من كبار المسؤولين العسكريين في مهمة روتينية لتفقد جنود في مقاطعة ييلان (شمال شرق) بمناسبة قرب حلول عيد السنة القمرية.

يذكر أن شين بصفته رئيس الأركان، يشرف على الملف الدفاعي للجزيرة ضد الصين، التي تهدد باستخدام القوة العسكرية لضم ما تعتبره أرضاً تابعة لها.

لماذا ترغب الصين بضم تايوان المستقلة بالقوة؟

هدد وزير الدفاع الصيني في 25 من ديسمبر/كانون الأول الماضي بأن “الجيش سيتحرك مهما كان الثمن لإحباط المحاولات لفصل جزيرة تايوان” التي تتمتع بحكم ذاتي وتقول بكين إنها جزءا لا يتجزأ من الصين.

وازداد التوتر بين تايوان والصين بعد أن فرضت الولايات المتحدة، الداعمة لتايوان، عقوبات على الجيش الصيني في الآونة الأخيرة.، إلى جانب الحرب التجارية بين البلدين وتعزيز تايوان والصين المتزايد لوضعيهما العسكري في بحر الصين الجنوبي.

وأرسلت الولايات المتحدة، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، سفينتين حربيتين عبر مضيق تايوان في ثاني عملية من نوعها العام الماضي.

رئيسة تايوان، تساي إينغ وين

وتدهورت العلاقات بين الصين وتايوان أكثر منذ تسلم تساي إينغ ون، رئاسة تايوان في عام 2016، وتنتمي إلى الحزب الديمقراطي التقدمي الذي يميل للاستقلال.

وكثفت بكين العام الماضي من الضغوطات العسكرية والدبلوماسية، ونفذت تدريبات جوية وبحرية حول الجزيرة، وأقنعت بعض الأقاليم التي تدعم تايوان بالتوقف عن ذلك.

تتمتع تايوان حالياً بحكم ذاتي على الرغم من أن بكين تعدها إقليما متمردا على سلطة جمهورية الصين الشعبية الكبرى و”لا يجب أن تتمتع بأي نوع من الاستقلال”.

أما تايوان فترى أنها الأحق في حكم كل من تايوان وجمهورية الصين الشعبية.

وكان الرئيس الصيني قد قال في خطاب له إن: “الطرفين- في إشارة إلى الصين وتايوان- يمثلان جزءا من العائلة الصينية”، وإن مطالب استقلال تايوان كانت تيارا معاكسا للتاريخ لا مستقبل أمامه”.

يقول العديد من التايوانيين إنهم لا يريدون أن يكونوا جزءا من الصين

 

معلومات وحقائق

تقع تايوان المعروفة رسمياً بجمهورية الصين الوطنية في شرق آسيا، وتشكل جزيرة تايوان 99 في المئة من أراضيها، وكانت قبل عام 1949 جزءاً من دولة الصين الشعبية الكبرى.

وكانت تايوان (الإسم الرسمي لها جمهورية الصين الوطنية) تابعة للصين الشعبية حتى عام 1859، ثم خضعت لسيطرة اليابان وفقاً لمعاهدة “سيمونسكي”، ولكن عادت للسيطرة الصينية بعد هزيمة اليابان في أعقاب الحرب العالمية الثانية عام 1945.

وعندما زاد نفوذ الشيوعيين في الصين في خمسينيات القرن الماضي، انسحب جزء من الجيش الصيني بقيادة تشانغ كاي تشيك إلى تايوان، وفرضت الصين سيطرتها عليها ثانية.

تعد تايوان عضواً مؤسساً في منظمة الأمم المتحدة.
كانت أحد الأعضاء الخمس الدائمين في مجلس الأمن إلى أن تم تغيير المقعد إلى جمهورية الصين الشعبية عام 1971 بناءاً على قرار الأمم المتحدة.
كان سبب نقل عضوية مجلس الأمن إلى الصين على خلفية اعتبارجمهورية الصين الموحدة هي الكيان السياسي الذي كان يسيطر على كل منهما قبل الحرب الأهلية الصينية التي انتهت بسيطرة القوميين على جزيرة تايوان. ويعد نظام الحكم في تايوان نصف رئاسي يعتمد الانتخابات.

معظم دول العالم تفضل التعامل مع تايوان في العلاقات الرسمية الدبلوماسيية
تأسست جمهورية الصين الشعبية عام 1911 من قبل “الكومينتاغ” والحزب القومي الصيني عندما كانت الصين مقسمة بين معسكرين (الكومينتاغ والشيوعيون).

عندما أسس الكومينتاغ جمهورية الصين، اتخذوا من تايوان عاصمة لها
شهدت الصين حرباً أهلية دارت بين الشيوعيين ( جمهورية الصين الشعبية) والكومينتاغ (تايوان) وانتهت بتأسيس الشيوعيين لجمهورية الصين وعاصمتها بكين عام 1949.
بقيت ثلاث جزر كبيرة خارج سيادة جمهورية الصين الشعبية، قبل استعادتها وهي هونغ كونغ التي كانت خاضعة للاستعمار البريطاني حتى عام 1997، وماكاو التي كانت خاضعة للبرتغال وفورموزا المستقلة (التي اتخذت لاحقا اسم تايوان).
ومنذ ذلك الحين تسعى الصين إلى إعادة السيطرة على تايوان.