شدّد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، أمس، على ضرورة العمل لإنهاء التدخلات الخارجية والحد من تداعياتها السلبية على القضية الليبية. وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة المصرية، السفير بسام راضي، إنه تم التوافق، خلال اتصال هاتفي بين الجانبين، على تكثيف الجهود المشتركة من أجل التوصل إلى حل سياسي شامل يحقق الاستقرار والأمن، ويكافح الجماعات الإرهابية، ويستعيد مفهوم الدولة الوطنية في ليبيا.
وأضاف راضي أن السيسي توجه بالتهنئة لرئيس الوزراء البريطاني بمناسبة الانتصار الكبير لحزب المحافظين وحصوله على الأغلبية في الانتخابات العامة في بريطانيا، مؤكداً أن ذلك يعكس ثقة الناخب البريطاني برؤية وقدرة جونسون على قيادة البلاد خلال المرحلة المقبلة. ولفت إلى أن السيسي هنأ جونسون بمناسبة اقتراب حلول أعياد الميلاد، وأشاد بالتطور الإيجابي الذي تشهده العلاقات الثنائية أخيراً بين مصر وبريطانيا، لاسيّما بعد قرار حكومة بريطانيا الأخير باستئناف رحلات الطيران البريطانية المباشرة إلى مطار شرم الشيخ.
وأعرب عن التطلع لأنْ تشهد الفترة المقبلة مزيداً من تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، ومواصلة تفعيل أطر التعاون في مختلف المجالات، خاصة الاقتصادية والسياسية والأمنية والسياحية، فضلاً عن التشاور والتنسيق السياسي حول القضايا الإقليمية والدولية.
بدوره، أعرب رئيس الوزراء البريطاني عن شكره وامتنانه إلى الرئيس السيسي على التهنئة، مؤكداً حرصه على تعزيز التواصل معه لاستمرار التشاور والتنسيق إزاء مختلف الملفات ذات الاهتمام المشترك.
وشدد على عزم بلاده الارتقاء بالعلاقات الثنائية مع مصر على جميع الصعد، لا سيما في ظل الدور الذي تقوم به مصر لدعم وترسيخ السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا. وأضاف أن الاتصال شهد التباحث حول مجمل موضوعات العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل دعمها على كل المستويات.
الجيش الليبي يتقدّم ومعارك طرابلس تدخل مرحلة الحسم
حقّق الجيش الوطني الليبي اختراقاً مهماً في معاركه نحو تحرير العاصمة، بعد إحرازه تقدّمات جديدة في مناطق عدة، وفيما دخلت معركة طرابلس مرحلة جديدة حاسمة تشي بقرب هزيمة ميليشيات الوفاق، أميط اللثام عن برامج متكاملة لنزع سلاح الإرهابيين بعد التحرير.
وأعلن عضو شعبة الإعلام الحربي، التابع للجيش الوطني الليبي، المنذر الخرطوش، أمس، أن قوات الجيش تحرز تقدمات جديدة بمناطق عدة في طرابلس، مشيراً إلى غنيمة آليات وأسلحة وخسائر كبيرة في صفوف مسلحي حكومة الوفاق. وقال الخرطوش وفق ما أفادت وكالة «سبوتنيك» الروسية، إن اللواء 73 مشاة سجل تقدماً كبيراً في نقاط معلومة عدة بمنطقة لأصفاح، مؤكداً أنّ الميليشيات التابعة لحكومة الوفاق حاولت استرجاع المراصد بهجوم مسائي انتهى بخسائر كبيرة في صفوفها وغنم آليات وأسلحة منها.
في السياق، أكد العميد خالد المحجوب، مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الليبي، أن المعارك في العاصمة الليبية دخلت مرحلة جديدة. أشار المحجوب إلى أنّ الجيش الليبي انتقل إلى مرحلة جديدة على محاور الاشتباك مع ميليشيات الوفاق، حيث وصلت القوات المسلحة الليبية إلى مرحلة متقدمة داخل العاصمة خلال الساعات الأخيرة. وأضاف المحجوب أن القوات المسلحة الليبية انتقلت من مرحلة المحاور إلى الجبهة الواحدة من أجل القضاء على ما تبقى من ميليشيات في العاصمة.
وأوضح المحجوب أن القوات تقترب الآن من قلب طرابلس، وأنها تفرض سيطرتها على كل المداخل وتضيّق الخناق على الميليشيات بما يقضي عليهم دون إحداث خسائر مدنية. وأشار المحجوب إلى أنّ المجموعات الموجودة داخل العاصمة من الشباب المساند للجيش الوطني لديه غرف عمليات تتابع معهم كل التطورات بانتظار اللحظة الحاسمة للسيطرة على المقرات الإدارية وقطع طرف الجماعات المتطرفة والإرهابية هناك.
نزع سلاح
إلى ذلك، كشف رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الليبي، يوسف العقوري، عن برامج متكاملة لنزع السلاح من الميليشيات وإعادة الدمج بالمؤسسات الرسمية بعد تحرير الجيش الليبي لطرابلس. وقال العقوري، إن مرحلة ما بعد تطهير طرابلس من الميليشيات الإرهابية تتطلب تضافر الجهود لإعادة الإعمار، داعياً الليبيين إلى نبذ خلافاتهم وبدء مرحلة جديدة لإعمار البلاد، وتحقيق الاستقرار.
وأوضح العقوري أن أولويات البرلمان تتمثل في الدفع بملف المصالحة الوطنية مباشرة عقب تحرير طرابلس، مشيراً إلى أنهم لن يسمحوا بأي أعمال انتقامية. وأضاف: «هذا ما أكدته القيادة العامة للجيش الوطني الليبي، إننا لن نسمح بأي سلوك انتقامي».
سيادة قانون
وأكّد رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الليبي، أنه لن يكون هنالك أي مجال لتصنيف المناطق والمدن والقبائل بما يضر باللُحمة الوطنية. وتابع: «الهدف الأسمى للبرلمان والجيش هو سيادة القانون بعد تخليص طرابلس من الميليشيات المسلحة التي تسيطر عليها»، مشيراً إلى أنّ البرلمان سيعمل مباشرة على استئناف مسيرة العدالة الانتقالية وتفعيل الإجراءات القانونية لمحاكمة المجرمين.
وحضّ العقوري، المجتمع الدولي وبعثة الأمم المتحدة والدول الصديقة لتقديم الدعم للسلطات الشرعية في هذه الاتجاه، واصفاً المرحلة الانتقالية بالصعبة التي تتطلب تضافر جميع الجهود. وأعرب العقوري عن أمله بأن يضرب الشعب الليبي مثالاً للعالم في المصالحة والمحافظة على مقدرات بلاده وتجاوز تركة الماضي.