محتويات هذا المقال ☟
كشفت وسائل إعلام إيرانية أن 20 سفينة صغيرة تابعة للحرس الثوري الإيراني، قامت بمضايقة ومرافقة حاملة الطائرات التابعة للبحرية الأمريكية “يو إس إس أبراهام لينكولن”، حيث كانت تعبر مضيق هرمز.
وقالت صحيفة “مشرق نيوز” المقربة من الحرس الثوري الإيراني، إن “مجموعة من 20 سفينة إيرانية صغيرة تابعة لقوات الحرس قامت بمضايقة حاملة الطائرات الأمريكية “أبراهام لينكولن” للطائرات القتالية، والتي تضمنت المدمرة الأمريكية ليتي الخليج (CG 55)، بالإضافة إلى مدمرة الصواريخ (يو إس إس فاراجوت)، أثناء عبورهما عبر مضيق هرمز.
وأوضحت الصحيفة أن “حادثة مضايقة حاملة الطائرات الأمريكية أبراهام لنكولن وقعت، في الـ4 من ديسمبر/ كانون الأول الجاري، لكن صور الأقمار الصناعية كشفت الحادثة أمس، مشيرة إلى أن “عددا من السفن الإيرانية الصغيرة اقتربت من السفن الحربية الأمريكية على بعد 400 ياردة”.
ووفقا للصحيفة، فإن الموقع الحالي لسفينة “يو إس إس أبراهام لنكولن” موجود في المحيط الهندي خارج الخليج ومضيق هرمز مباشرة، فيما ستقوم حاملة الطائرات الأمريكية، هاري ترومان، باستبدالها وهي الآن في البحر المتوسط في طريقها إلى الخليج.
يو إس إس أبراهام لينكولن
هي حاملة طائرات عملاقة من فئة نيمتز، وتعد من أضخم السفن الحربية في العالم. سميت على اسم الرئيس الأمريكي الذي تولى الحكم إبان الحرب الأهلية الأمريكية ابراهام لينكون. وتخدم لدى قيادة قوات أسطول الولايات المتحدة ويبحر في معيتها مجموعة الحاملة الضاربة 9 وجناح الحاملة الجوي 2. في عام 1991 شاركت في عملية عاصفة الصحراء لتحرير الكويت كما قادت قوة المهام الموحدة في الصومال سنة 1992-1993 وقصفت السودان وأفغانستان سنة 1998. وفي مطلع القرن الحالي شاركت في غزو أفغانستان 2001 وغزو العراق 2003.
مدينة في البحر
تُعَد يو إس إس أبراهام لينكولن حاملة طائرات من طراز نيميتز، تعمل بالطاقة النووية. وقد دخلت الخدمة في عام 1989، ولديها سعةٌ كافية لحمل أكثر من 6 آلاف فرد من الضباط والبحَّارة المجندين. ويبلغ ارتفاعها حوالي 332 متراً، أي نفس طول مبنى إمباير ستيت تقريباً. وتحتوي على سطحٍ مُجهَّز لإقلاع الطائرات وهبوطها، تبلغ مساحتها 4 أفدنة ونصف الفدان، ويحمل طائراتٍ مقاتلة من طراز إف-18 سوبر هورنت، وطائرات مروحية من طراز إم إتش-60 سي هوك، وطائراتٍ أخرى. أمَّا داخل السفينة نفسها، فتؤدي الممرات الضيقة والسلالم المعدنية الضيقة إلى شبكةٍ هائلة من أماكن العمل والمعيشة.
لا تكون وحدها أبداً
تتحرك حاملة لينكولن، مثلها مثل حاملات الطائرات الأخرى، في تشكيلٍ بحري عسكري لحمايتها. ويرافق لينكولن إلى الشرق الأوسط ثلاث مُدمِّرات: يو إس إس بينبريدج، ويو إس إس ميسون، ويو إس إس نيتشه، بالإضافة إلى طرَّاد الصواريخ الموجهة يو إس إس ليتي غولف، وفرقاطةٍ منديز نونيز الإسبانية. وتستطيع حاملة لينكولن كذلك الدفاع عن نفسها بالمدافع الرشاشة والصواريخ.
تهديدٌ محمول
تسمح حاملات الطائرات للجيش بنقل مطارٍ إلى مناطق قد لا يمتلك فيها حق استخدام منشآتٍ وقواعد عسكرية ثابتة على الأرض، ويمكن أن تُقلّل أوقات الطيران للطائرات الحربية، مما يسمح لها أن تظلَّ فترةً أطول فوق ساحات القتال. وتُعد كذلك وسيلةً في يد أي دولةٍ تمتلكها لتعبئة القوات العسكرية في منطقةٍ قد تكون بعيدة عن حدودها، وهو ما سوف تُوفِّره حاملة لينكولن فور عبورها مضيق هرمز، الذي تمر من خلاله ثلث كمية النفط المنقولة بحراً.
الردود الإيرانية
يخترق مضيق هرمز المياه الإقليمية الإيرانية، على الرغم من اعتباره ممراً ملاحياً دولياً.
وكثيراً ما تتحرَّش قوات الحرس الثوري الإيراني -التي تعد قوةً شبه عسكرية مسؤولة فقط أمام المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي- بحاملات الطائرات المارة عبر المضيق بسربٍ من القوارب السريعة. وتُرسل إيران كذلك طائراتٍ استطلاعية بدون طيار فوق حاملات الطائرات، وكثيراً ما تظهر المقاطع التي تلتقطها تلك الطائرات على القنوات التلفزيونية الحكومية بعد عدة أشهر، باعتبارها دعايةً للنظام. وكذلك أحياناً ما يختبر النظام الإيراني الصواريخ والأسلحة الإيرانية أثناء عبور حاملات الطائرات.
وصحيحٌ أنَّه لم تندلع أي مواجهةٍ بحرية مسلحة بين إيران والولايات المتحدة منذ عام 1988، لكنَّ المواجهة المرتقبة يمكن أن تكون محتدمة. إذ أجرت إيران على مرِّ السنين الماضية عدة تدريبات دمَّرت فيها نماذج بالحجم الطبيعي لحاملات طائرات مشابهة لحاملة لينكولن. وبالنظر إلى التوتر بين البلدين، لاسيما مؤخراً، فأي حادث يشهد تدخُّل حاملة لينكولن يمكن أن يُسفر عن عواقب واسعة النطاق لا يمكن التنبؤ بها.