منافسة قوية على الصناعات الجوية والدفاعية في معرض دبي

تستضيف دبي، بدءا منالأحد الماضي معرض طيران يعتبر من كبرى المعارض في العالم، بحضور شركات عالمية في مجال الطيران والصناعات الدفاعية.

ويشكل معرض دبي للطيران ساحة تنافس بين الشركات الكبرى مثل إيرباص وبيوينغ وشركات تصنيع أخرى تحضره خلال أيامه الخمسة.

وتمثل دبي عبر معرضها موقعا لصفقات الأسلحة، ونظرا لحساسية العقود الدفاعية فإن العديدين يتفاوضون هناك بشكل غير علني.

وتعد الميزانيات المخصصة للشؤون الدفاعية في الشرق الأوسط عامل جذب لضمان حضور مصنعي الأسلحة، مدفوعة بعوامل القلق الأمنية في المنطقة، فعلى سبيل المثال تقف عُمان في مقدمة دول العالم بتخصيصها نسبة 11 في المئة من إجمالي ناتجها المحلي للإنفاق الدفاعي، وتليها المملكة العربية السعودية بنسبة 10.8 في المئة.

وستكون الشركات الكبرى ممثلة وسط نحو 1300 جهة ستعرض صناعاتها في المعرض هذا الأسبوع، من بينها شركة بي أيه إي سيستمز البريطانية وشركة داسو الفرنسية وأكبر شركات الصناعات الدفاعية على الإطلاق لوكهيد مارتن الأمريكية.

ومن بين المعروضات سيكون طائرة تايفون البريطانية، التي تصنعها شركة بي أي أي سيستمز وشركاؤها الأوروبيون، وطائرة رافال الفرنسية المنافسة.

كما تُعرض في دبي لأول مرة طائرة أف 35 لايتننغ 2 المقاتلة، التي كلف تطويرها مبلغا يقدر 1.5 ترليون دولار ضمن برنامج طويل المدى امتد لعقود، وقد ترسل روسيا المقاتلة المنافسة التي تنتجها “سوخوي أس يو -57”.

ويضاف لهذه المعدات والأجهزة والطائرات التي تفوق سرعة الصوت، أجهزة متنوعة تتعلق بالمراقبة الإلكترونية، والطائرات الحربية والصواريخ والطائرات من دون طيار وأنظمة البنى التحتية وابتكارات أخرى، يصنف الكثير منها بأنه بالغ السرية.

وبالنسبة للجيش الإماراتي، يمثل معرض دبي فرصة “لاكتشاف معدات وتقنيات جديدة، ومد شبكة علاقات مع اللاعبين الصناعيين الأساسيين في عموم العالم”، بحسب وكيل وزير الدفاع الإماراتي اللواء عبد الله الهاشمي.

وأضاف “إن المعرض يمثل فرصة لعرض قدرات الإمارات الوطنية في هذا المجال” وفق ما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”.

وأشارت “بي بي سي” إلى أن 25 شركة تابعة للدولة ومستقلة في الإمارات توحدت خلال الشهر الماضي تحت لافتة شركة صناعات دفاعية واحدة تدعى “أيدج”.

ويقول المحلل في مجموعة جين للشؤون المعلوماتية والاستخباراتية، تشارلز فورستر لـ”بي بي سي” إن “الإمارات ستكون في موضع جيد بوصفها مستثمرة ومصنعة في مجال صناعة الطيران العالمية”.

ونوهت “بي بي سي” بأنه خلال معرض دبي عام 2013، كان هناك ما قيمته 206 مليار دولار من الطلبات والاختيارات في مجال طائرات نقل المسافرين، تشاركت بوينغ وإيرباص في معظمها. وفي عام 2017 كانت هناك مبيعات بقيمة 114 مليار دولار.

وتتوقع بألا يصل الأمر إلى هذه المستويات المرتفعة هذا الأسبوع، ويرجع ذلك، في جزء منه، إلى الوضع المالي المهزوز لشركات الطيران الكبرى في الشرق الأوسط، والجزء الثاني إلى أن شركات الطيران لها العديد من الطلبات من الخطوط الإنتاجية في بوينغ وإيرباص قد أبرمت في السنوات الماضية.

بيد أن التوقعات الأخيرة لشركة بوينغ للطائرات التجارية تشير إلى أن سوق الطائرات وخدماتها في الشرق الأوسط ستصل قيمتها إلى 1.5 ترليون دولار خلال العشرين عاما القادمة.

وسيكون معرض دبي ذا أهمية خاصة لشركة بوينغ، والتي تعرضت لضرر في المبيعات والسمعة في أعقاب حوادث تحطم طائرات 737 ماكس، وإيقاف تشغيل العديد من أساطيلها. إذ تلقت الشركة طلبات إلغاء شراء طائرات أكثر من طلبات الشراء حتى الآن خلال هذا العام.

وختمت “بي بي سي” تقريرها بالقول: “يمثل معرض دبي للطيران موقعا للتسويق والترويج لصفقات ضخمة، إذا تمكنت الشركات من إبرام عقودها في الوقت المناسب، إذ ينشغل المدراء التنفيذيون بمساومات اللحظة الأخيرة المكثفة خلف أبواب مغلقة لشاليهات وغرف اجتماعات قرب مطار آل مكتوم الدولي في دبي”.