أفادت التقارير في السعودية بأن القتال مازال جارياً بين الجيش السعودي والحوثيين في منطقة جازان، حيث يقوم الطيران السعودي بقصف مواقع الحوثيين. وأضاف المراسل الموجود على الحدود مع اليمن أن القوات البرية السعودية والجيشَ السعودي يقومان بصد المتسللين على الحدود مستخدمين في ذلك المدرعات. وذكر أن الجيش السعودي بدأ بزيادة عناصره، فيما سلم 40 من الحوثيين أنفسهم للقوات السعودية واعتُقل عدد آخر.
وقال رئيس تحرير جريدة "الرياض"، تركي السديري، لـ"العربية" إن "الجيش السعودي لن يتساهل وصدرت آراء في المملكة بتخليص جبالها من أي توغل.. وهذه محاولة انتحارية لجماعة حرب عصابات".
وأضاف "هذا عبث دموي.. من يحرضهم ومن يريد إشعال المنطقة العربية؟". وقال "أعتقد بأن الحوثيين يقومون بذلك محاولة للخروج من المأزق الذي هم فيه". إلى ذلك، أعرب مجلس التعاون الخليجي ورابطة الدول الإسلامية عن إدانتهما بشدة لعمليات التسلل التي قام بها مسلحون حوثيون داخل أراضي السعودية بمنطقة جازان على الحدود مع اليمن، وأسفرت عن مقتل رجل أمن وإصابة عدد من العسكريين كانوا يعملون لتأمين الحدود من الجانب السعودي. في غضون ذلك، أعلن مسؤول سعودي أن العمليات سوف تستمر حتى تطهير كل المواقع داخل الأراضي السعودية من أي عناصر معادية.
إلى ذلك، أعربت الولايات المتحدة عن قلقها من امتداد أعمال العنف في اليمن الى الحدود مع السعودية، وفي هذه الأثناء، نفى مسؤول في وزارة الدفاع اليمنية وقوع ضربة جوية سعودية على أرض اليمن. وكانت مصادر ذكرت لـ"العربية" أن الطيران السعودي شنّ غارات على مواقع للمتمردين الحوثيين في منطقة حدودية، وذلك غداة مقتل وإصابة عدد من الجنود السعوديين في هجوم شنّه المتمردون الحوثيون على جبل دُخان الذي يعد آخر نقطة حدودية بين اليمن والسعودية.
وقصف الطيران السعودي مواقع المتمردين الحوثيين على الحدود مع اليمن رداً على تصعيد وانتهاكات من جانب الحوثيين في منطقة حدودية، فيما شهدت تلك المنطقة الحدودية تحركات لقوات برية سعودية مصحوبة بالآليات والتجهيزات. وكان المتمردون الحوثيون قد تسللوا إلى مواقع في جبل دخان، الذي يمثل آخر نقطة حدودية بين اليمن والسعودية، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من الجنود السعوديين. والتحرك السعودي لمواجهة عناصر التمرد الحوثي في المنطقة الحدودية، يقطع الطريق على محاولة الحوثيين تصدير الأزمة بهدف خلط للأوراق.
وقد صرحت السعودية على لسان أكثر من مسؤول أنها لا تتدخل في الشؤون اليمنية وأن ما يجري في صعدة من حرب هو شأن يمني داخلي، كذلك الحال بالنسبة للحكومة اليمنية التي رفضت مراراً ادعاءات الحوثيين بأن الرياض تدعمها في الحرب مادياً ولوجستياً. جبل دخان الذي كان مسرحاً للأحداث يقع في منطقة الملاحيط، الشريط الحدودي بين المملكة واليمن، كما يحتل الجبل موقعاً استراتيجياً لإطلالته على كثير من القرى المحيطة به، ويشرف على مساحة كبيرة من الحدود السعودية اليمنية، كما يقع الجبل بالقرب من مركز خلد الحدودي في قطاع الخوبة في منطقة جازان جنوب السعودية.
وتعد منطقة الملاحيط المحاذية للسعودية من أسخن محاور القتال بين الجيش اليمني والحوثيين، وقد شهدت هذه المنطقة معارك شرسة إثر محاولات الحوثيين السيطرة عليها لما تمثله من أهمية استراتيجية.