روسيا تختبر غواصة نووية عملاقة
أسطول الشمال يختبر غواصة عملاقة

تم اختبار الغواصة النووية التابعة للأسطول الشمالي “دميتري دونسكوي” في البحر الأبيض بعد عمليات صيانة في المصنع.وقالت أسطول الشمال: “قامت الغواصة الثقيلة في غضون أيام قليلة بمناورات ومهام أخرى في دورة تدريبية قتالية. وخلال الاختبار تم فحص عمل الآليات والأنظمة ومنظومات الغواصة، وتم إجراء قياسات السرعة القصوى تحت الماء وعلى سطحها. كما قامت الغواصة بالغوص إلى عمق 200 متر والمناورة تحت الماء”.

غواصة “دميتري دونسكوي”- أول غواصة حاملة صواريخ من مشروع 941 “أكولا” (القرش) والغواصة الوحيدة من هذه الفئة المتبقية في خدمة القوات البحرية الروسية. “أكولا” أكبر الغواصات في العالم: طولها 172 مترا وسعتها 48 ألف طن وارتفاعها بارتفاع مبنى بتسعة طوابق، لذلك حصلت غواصة “أكولا” على اسم “غواصة التسعة طوابق”. وهي مسلحة ب20 صاروخا باليستيا “إر-39″، وتم إعادة تجهيزها لاختبار صواريخ “بولافا” التي تزود غواصات “بوريي” بها.

Dmitriy Donskoi

هي غواصة نووية في البحرية الروسية، يُطلق عليها المشروع 941 طراز أكولا (تسمية الناتو تايفون Typhoon). وهي أكبر غواصة نووية في العالم، وهي أيضاً آخر شقيقاتها (TK-202; TK-13; Simbirsk; Arkhangelsk; Severstal and TK-210) في الخدمة.

وفي أبريل 2017، أثارت خطط روسيا لنقل غواصتها العملاقة “دميتري دونسكوي” من البحر الأبيض إلى بحر البلطيق، قلق نشطاء بيئيين في الدول الإسكندنافية.[4]

“دميتري دونسكوي” بنيت قبل 40 عاما لحماية الاتحاد السوفيتي في حال وقوع حرب نووية، لا تزال في حالة جيدة جدا وتحمل على متنها 20 صاروخا و200 من الرؤوس الذرية القتالية.

قلق وانتقادات


لقد انتقد الاتحاد الدولي النرويجي لحماية البيئة الخطط الروسية هذه، وأكد لـ RT أنه سيتخذ “خطوات مناسبة” في أقرب وقت، بما فيها توجيه مذكرة إلى حكومات كل من النرويج والسويد والدنمارك بطلب الحظر على دخول الغواصة الروسية.

وأشار المكتب الإعلامي للاتحاد إلى أن هناك غواصات ذرية كثيرة تبحر على طول سواحل النرويج، لكن “دميتري دونسكو” تعتبر حالة منفردة، يتوقف فيها مدى الخطورة على عوامل عدة لا توجد لدى الاتحاد معلومات عنها، مثل الحالة الفنية للغواصة، وهل ستستخدم المفاعل النووي أثناء إبحارها، وهل ستكون هناك سفن مرافقة كفيلة بإصلاح أي عطب محتمل على متنها إذا حدث، وما إذا كانت ستحمل على متنها أسلحة نووية أم لا..

وقال الاتحاد إنه أوصى حكومات الدول المعنية بالتوجه إلى الحكومة الروسية للحصول على التوضيحات اللازمة.

رهاب الغواصات


لكن الخبراء في مجال الأسلحة النووية رووا لـ RT أن تخوفات الدول الإسكندنافية من نقل الغواصة الروسية إلى بحر البلطيق تعود أساسا إلى اعتبارات سياسية معينة. ومن هؤلاء الخبراء الباحث النرويجي بيورن نيستاد الذي قال إن الغواصات الروسية تعتبر موضوعا “حساسا” من حيث المبدأ بالنسبة لسلطات دول المنطقة.

ومن دلائل ذلك تقارير تناقلتها وسائل الإعلام الغربية في العام 2014 حول رصد السويد غواصة روسية في أعماق مياهها الإقليمية. وخاضت البحرية السويدية عملية بحث واسعة النطاق كلفت الحكومة أكثر من 2.2 مليون دولار، لكنها لم تتكلل بأي نتيجة.

ولاحقا طرحت وسائل إعلام محلية فرضية مفادها أن وزارة الدفاع السويدية استغلت عملية البحث عن “الغواصة الروسية المزعومة” لتبرير زيادة الإنفاق العسكري لفترة 2016-2020 بمقدار حوالي 680 مليون دولار.