محتويات هذا المقال ☟
نفذت قاذفة استراتيجية أمريكية، اليوم الاثنين، هبوطا اضطراريا في قاعدة جوية بريطانية بعد تعطل اثنين من محركاتها، بحسب معطيات الموارد الإلكترونية الغربية الخاصة بالطيران.
وذكرت المصادر ذاتها أن الحديث يدور عن قاذفة “بي-52 أتش” التي يفترض أنها كانت تخطط للقيام، مع قاذفة أخرى من الطراز نفسه، بتحليق من الولايات المتحدة باتجاه الحدود الروسية فوق البحر الأسود.
وتشير معلومات مواردة من الغرب إلى أن القاذفة الأمريكية المزودة بـ 8 محركات نفاثة والقادرة على حمل أسلحة نووية، نفذت طيرانا دائريا فوق البلقان ثم أخذت طريق العودة باتجاه بريطانيا. وحلقت القاذفة في أجواء إنجلترا مدة طويلة كي تحرق وقودها قبل أن تهبط اضطراريا في قاعدة ميلدنهول الجوية.
أما القاذفة الثانية فواصلت تحليقها باتجاه البحر الأسود، واقتربت من شبه جزيرة القرم الروسية على مسافة تقل عن 100 كلم.
وفي وقت سابق من الاثنين، أفادت وزارة الدفاع الروسية بأن مقاتلات “سو-27” من تشكيلة قوات الدفاع الجوي أقلعت لاعتراض قاذفات “بي-52 أتش” الاستراتيجية الأمريكية لدى اقترابها من الحدود الوطنية من جهتي البحر الأسود وبحر البلطيق.
قاذفة “بي-52 أتش”
تعد القاذفة بي 52 من الأسلحة التي تنتمي إلى عصر الحرب الباردة، إذ ترمز إلى القوة الأمريكية في مجال سلاح الجو بفضل حمولتها الكبيرة من القنابل والذخائر التي تبلغ 35 طناً.
ونفذت القاذفات “بي 52” ما يعرف بـ “القصف البساطي” خلال حرب فييتنام وحرب الكويت عام1991، وكانت تطير أحيانا من الولايات المتحدة وتقصف أهدافاً في العراق ثم تهبط في قاعدة دييغو غارسيا الأمريكية في المحيط الهندي.
كما استخدمت بكثافة أثناء الغزو الأمريكي لأفغانستان عام 2001.
ولجأت إليها القوات الأمريكية في قتالها ضد تنظيم ما يعرف بالدولة الاسلامية في سوريا في الآونة الأخيرة.
وقد باتت القاذفة قادرة على إطلاق صواريخ وقنابل موجهة بالليزر، كما أنها قادرة على حمل صواريخ تحمل رؤوساً نووية وصواريخ باليستية لقصف أهداف من مسافة مئات الكيلومترات.
وتوجد في المقصورة نوافذ إضافية تُغلق لحماية طاقم الطائرة من الضوء الناجم عن الانفجار النووي مما يؤكد أنها مجهزة لالقاء قنابل نووية.
ورغم مظهرها الضخم، لا يجد المرء على متنها مساحة تكفي للحركة بسلاسة. وباستثناء مقصورة القيادة، فهي من الداخل أشبه بالغواصة أكثر منها بالطائرة مع تلك الأضواء الحمراء والشاشات التي تعد مصدر الإضاءة الوحيد على متنها.
ويجلس الضباط الفنيون المسؤولون عن تشغيل أجهرة الحرب الإلكترونية على مقعدين خلف مقصورة القيادة مباشرة.
وأسفل السلم الضيق، يجلس ضابط الملاحة والأسلحة، محشوراً في مساحة ضيقة لا تتجاوز مساحة خزانة ملابس صغيرة وحوله شاشات ومفاتيح تحكم بما في ذلك تلك التي تستخدم في إطلاق الصواريخ والقذائف.
قدرات عالية
يمكن للقاذفة التحليق لمسافة ثمانية آلاف ميل دون إعادة تزويدها بالوقود في الجو، وهكذا يمكنها الوصول إلى أي مكان في العالم.
وقد سبق للطائرة أن جُربت بالفعل في قطع تلك المسافات الهائلة في حرب فيتنام، ثم في العمليات العسكرية بأفغانستان وحرب العراق.
تجدر الإشارة إلى أن الطائرة “بي 52” تمثل مزيجًا من التكنولوجيا الحديثة والقديمة، وتقدم دليلًا على أنه يمكنك تدريب كلب عجوز على القيام بحيل جديدة. ويبلغ العمر الافتراضي للقاذفة بي 52 نحو 30 سنة.