الهند ترفض التخلي عن “إس-400” من أجل “إف-35″و”ثاد”
الهند ترفض التخلي عن "إس-400" من أجل "إف-35"

تواصل الولايات المتحدة ضغطها على الهند لجهة التخلي عن نية شراء منظومات صواريخ “إس-400” الروسية المضادة للطائرات,ولكي تتخلى الهند عن نية استيراد وسائط الدفاع الجوي من روسيا، أعلنت الولايات المتحدة استعدادها لتوريد منظومات “ثاد” للدفاع الجوي ومقاتلات “إف-35” للهند.

وقد أنكر المسؤولون العسكريون الهنود مرارا اهتمامهم بمقاتلة الجيل الخامس الأمريكية ومنظومة “ثاد”.

ويشار إلى أن منظومة “ثاد” تتفوق على “إس-400” في الثمن ولكن إمكانيات المنظومة الأمريكية محدودة جدا مقارنة بإمكانيات منظومة “إس-400” التي تتقدم على “ثاد” في مدى العمل وسرعة التفاعل مع الأهداف المطوب تدميرها.

وعلى العكس من “إس-400” لا تقدر “ثاد” على إسقاط الطائرات والأهداف السريعة جدا التي تفوق سرعتها كثيرا سرعة الصوت. ولهذا قررت الهند شراء “إس-400”.

وقالت وسائل إعلام في عام 2018 إن الهند تولي طائرات “إف-35” اهتمامها. غير أن المصادر الرسمية نفت صحة ما أعلنته وسائل الإعلام.

وقال قائد القوات الجوية الهندية برندر سينخ دهانوا في 26 ابريل/نيسان 2018 إن القوات الجوية الهندية لا تهتم بطائرات “إف-35″، ولا يجري الحديث عن شراء طائرات “إف-35”.

مقارنة بين نظامي “ثاد” الأميركي و”أس-400″ الروسي

يمكن القول إن نظام ثاد تم تصميمه خصيصاً لاعتراض الصواريخ بعيدة المدى إما قبل أو خلال المرحلة المبكرة من عودتها، ممّا يعني أن أنظمة الرادار وأنظمة التحكم الخاصة بها يجب أن تكون قادرة على الكشف عن الأهداف من مسافة بعيدة. بالإضافة إلى ذلك، هناك صواريخ أخرى وطائرات مقاتلة تستخدم (بالتزامن) لتوفير النيران المضادة للطائرات (Anti-Aircraft Fire)، أي ليست هناك حاجة لمنظومة ثاد للقلق حول التهديدات المحمولة جواً. لذلك، لا يمكنها أن تعترض أي هدف آخر غير القذائف التسيارية، وتعتمد كلياً على وحدات صديقة للحماية.

أما الأس-400، فإن قدرته على كشف وتدمير الصواريخ البالستية الآتية تعتبر أضعف بشكل كبير من الثاد. من هنا، يمكنه أن يستهدف بشكل فعال الطائرات الواردة أو أهداف أخرى في حين يعمل على نقل المعلومات المستهدفة لوحدات أخرى ودية مضادة للطائرات أقل تقدماً (مثل الأس-300). ويسمح أقصى مداه البالغ 400 كيلومتراً بالضرب قبل أن تدخل الطائرات القادمة نطاق أسلحته المضادة للسطح. ومن الواضح أن “ثاد” غير قادر على القيام بذلك.

تفاصيل النظامين:

وفي التفاصيل، تبلغ مدى صواريخ منظومة “ثاد” 200 كلم وسرعة صواريخها أسرع من سرعة الصوت بثماني مرات، وهو يعمل بنمط HTK حيث يعتمد على ضرب الصاروخ المهاجم مباشرة لتدميره، كما يتمتع رادار AN/TPY-2 الخاص بالمنظومة بمدى يفوق 1000 كلم ويستطيع رصد الأهداف مثل الطائرات الشبحية من مئات الكيلومترات.

هذا ويعدّ “ثاد” نظام قابل للنقل وللنشر بسرعة، وقد تم برهان قدراته في العديد من التجارب الناجحة. يتوافق نظام ثاد عملياً مع العديد من مكونات أنظمة BMDS ويمكنه أن يتقبل البيانات التوجيهية من الأقمار الإصطناعية الخاصة بنظام Aegis للدفاع الصاروخي من البحر، والعديد من المستشعرات الخارجية الأخرى، كما يستطيع أن يعمل بالتوافق مع نظامي باتريوت وباك-3. لا يحمل صاروخ ثاد أية رؤوس حربية، ولكنه يعتمد على الطاقة الحركية عند التصادم لتحقيق الإصابة الفتاكة.

هذا وتعالج المعلومات عن الهدف ونقطة التقابل المحتملة قبل الإطلاق، كما يمكن تحديث تلك البيانات، وإرسال أوامر لتصحيح المسار للصاروخ أثناء الطيران. ويستخدم النظام الرادار GBR من إنتاج شركة “رايثيون”، في المراقبة واكتشاف وتمييز الأهداف. كما يمكن توجيه الصاروخ بواسطة المعلومات الواردة من نظم المراقبة الفضائية. يمكن أيضاً نقل الرادار بواسطة طائرة سي-130 هيركوليز (C-130 Hercules) ويمكنه اكتشاف الصواريخ البالستية على مسافة تبلغ ألف كم من موقع الرادار.

أما الأس-400، فهي صواريخ قادرة على رصد واعتراض الصواريخ المجنحة على أدنى ارتفاع عن سطح الأرض، والطائرات الصغيرة والكبيرة بلا طيار، والصواريخ المجنحة عالية السرعة، والصواريخ البالستية التي تصل سرعتها إلى 4800 كم/ساعة.

وتعد “أس-400” من الأنظمة الأكثر تطوراً في العالم، لقدرتها كذلك على إسقاط جميع أنواع الطائرات الحربية للعدو المفترض، بما فيها طائرة الشبح ذائعة الصيت كما تستطيع اعتراض الصواريخ.