تبقى تجارب كوريا الشمالية النووية محط أنطار المراقبين والمتابعين ,وصدرت مؤخرادراسات أكدت ان قوة أحدث قنبلة نووية جربتها كوريا الشمالية تجاوزت ما تصوره خبراء سابقا بكثير، حسبما كشفت عنه صحيفة Defense One

وذكرت الصحيفة، اليوم الثلاثاء، أن التقديرات الأولية لقوة القنبلة التي جربتها بيونغ يانغ عام 2017، تتراوح ما بين 30 ألفا و300 ألف طن من مادة “تي أن تي”، بينما رجحت الاستخبارات الأمريكية أن قوتها كانت تعادل 140 ألف طن.

وبحسب الصحيفة فإن المعطيات الجديدة تشير إلى أن قوة الانفجار كانت تتراوح بين 148 و328 ألف طن والأرجح أنها كانت تقدر بحوالي 250 ألف طن، وهي قدرة يرى خبراء أنها تفوق 16 مرة قوة القنبلة النووية التي ألقتها الولايات المتحدة على مدينة هيروشيما اليابانية في أغسطس عام 1945.

وقالت Defense One إنه لو انفجرت هذه القنبلة فوق واشنطن لدمرت جميع المباني السكنية تقريبا وسط المدينة وتسببت بحروق من الدرجة الثالثة لجميع السكان الموجودين في منطقة يزيد قطرها على 6 كيلومترات.

وتجربة عام 2017 النووية هي الأحدث لكوريا الشمالية، إذ أعلنت بيونغ يانغ بعدها إنهاء نشاطاتها المتعلقة بتطوير السلاح النووي. وفي العام 2018، وافقت قيادة البلاد على بدء محادثات مع الولايات المتحدة حول تخليها عن الأسلحة النووية مقابل ضمان أمنها. وعقدت ضمن هذه العملية قمتان بين زعيمي كوريا الشمالية والولايات المتحدة، دون توصل الجانبين إلى اتفاقيات نهائية حول الملف النووي.

كوريا الشمالية وأسلحة الدمار الشامل

أعلنت كوريا الشمالية أن لديها أسلحة نووية، ويعتقد الكثيرون من قبل أن كوريا الشمالية لديها بالفعل أسلحة نووية. وتشير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية إلى أن كوريا الشمالية لديها أيضاً ترسانة كبيرة من الأسلحة الكيميائية.

كوريا الشمالية كانت طرفاً في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، لكنها انسحبت عام 2003، وذلك يشير إلى فشل الولايات المتحدة الأمريكية لتحقيق الغاية المتمثلة في الإطار المتفق عليه، وهو اتفاق عام 1994 بين الدول للحد من طموحات كوريا الشمالية النووية، والبدء في تطبيع العلاقات معها، بجانب مساعدة كوريا الشمالية في تزويد بعض احتياجاتها من الطاقة من خلال المفاعلات النووية.

في 9 أكتوبر عام 2006، أصدرت حكومة كوريا الشمالية إعلاناً بأنها أجرت بنجاح تجربة نووية للمرة الأولى. ولكن ردت الولايات المتحدة واليابان على ذلك بأنه غير حقيقي من خلال ما أصدرته وكالة الماسح الجيولوجي الأمريكي وهيئة رصد الزلازل اليابانية أن زلزالاً قوته 4.3 بمقياس ريختر قد هز كوريا الشمالية.

يعود البرنامج النووي إلى حوالي عام 1962، حين أعلنت كوريا الشمالية عن التزامها بما أطلقت عليه “التحصين الكلي” وهو ما مثل بداية حقبة العسكرة التي خضعت لها البلاد. طلبت كوريا الشمالية مساعدة الاتحاد السوفيتي في تطوير الأسلحة النووية عام 1963، ولكن السوفييت رفضوا طلبهم.

في حين وافق الاتحاد السوفيتي على مساعدة كوريا الشمالية في تطوير برنامج طاقة نووية سلمي وتضمن ذلك تأهيل وتدريب علماء نوويين. ورفضت الصين طلباً مماثلاً لتطوير أسلحة نووية من كوريا الشمالية فيما بعد، وذلك عقب إجراء الصينيين لتجارب نووية عدة.