نفى مندوب إيران لدى الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي صحة تقارير إعلامية أفادت بأن سبب التصعيد الأخير بين واشنطن وطهران يعود إلى تركيب الحرس الثوري صواريخ مجنحة على قوارب حربية له.
وقال الدبلوماسي الإيراني، في حديث إلى قناة CBS الأمريكية أمس الجمعة: “لست مسؤولا عسكريا، لكنني استطيع التأكيد أننا لا نطلق صواريخ من قواربنا”.
وتابع روانجي، تعليقا على ما ذكره مسؤولون أمريكيون لوسائل الإعلام حول وجود صور استخباراتية تظهر قوارب إيرانية مزودة بصواريخ، قائلا إن هذه التصريحات لا تحظى بمصداقية ما لم تنشر الولايات المتحدة تلك الصور أمام الرأي العام.
كما نفى المندوب الإيراني قطعيا صحة تقارير تتحدث عن أن طهران أمرت قادة الفصائل العراقية المتحالفة معها بالاستعداد لمهاجمة القوات الأمريكية في البلاد، واتهم الولايات المتحدة باستخدام تقارير استخباراتية خاطئة، مذكرا بالغزو الأمريكي للعراق عام 2003 تحت ذريعة امتلاك نظام صدام حسين أسلحة الدمار الشامل، ولم تكن هناك أية أرضية لهذه الاتهامات كما تبين لاحقا.
وحمّل روانجي “مستشارا رئيسيا” في الإدارة الأمريكية بالوقوف وراء تلك الادعاءات الخاطئة الموجهة ضد إيران، وقال، ردا على سؤال عما إذا كان الحديث يدور عن مستشار الأمن القومي الحالي في البيت الأبيض جون بولتون: “لا أريد ذكر الأسماء، لكنه كان بالتأكيد بين هؤلاء الأشخاص”.
وأعرب الدبلوماسي الإيراني عن قناعته بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يريد الحرب مع إيران، لكن ذلك لا يعني أن المسؤولين المقربين منه يشاطرون هذا الموقف، متهما بولتون بالسعي إلى تهيئة الظروف لنشوب نزاع بين واشنطن وطهران.
وشدد المندوب على أن الاستخبارات الخاطئة هي سبب التصعيد الأخير في المنطقة، مشيرا إلى ضرورة حل هذه المسألة لتحسين الظروف بالنسبة لجميع الأطراف المعنية.
صواريخ وزوارق
وكان مسؤول أمريكي قد أعلن في وقت سابق أن صواريخ محملة على زوارق تقليدية خشبية في مياه الخليج هي بين «التهديدات» التي أوردتها إدارة الرئيس دونالد ترامب لتبرير الانتشار العسكري الأخير في الشرق الأوسط. وقال المسؤول طالباً عدم الكشف عن اسمه:
«إن نشر صواريخ على سفن مدنية هو مصدر قلق». وأضاف المسؤول الأمريكي: «ما يقلق وخصوصاً العسكريين وأجهزة الاستخبارات هو النوايا» التي تقف وراء وضع هذه الصواريخ على متن الزوارق.
ويؤكد المسؤول الأمريكي بذلك معلومات نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز» جاء فيها أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية استندت إلى صور لصواريخ على متن زوارق تقليدية خشبية تؤمن عادة القسم الأكبر من التجارة البحرية في هذه المنطقة. وأوضحت الصحيفة أيضاً أن عناصر من الحرس الثوري نصبوا هذه الصواريخ على متن الزوارق.
ونقلت الصحيفة، عن 3 مسؤولين أمريكيين، قولهم إن المعلومات الاستخبارية تمثلت في صور أظهرت تحميل الإيرانيين لصواريخ على متن قوارب صغيرة في الخليج العربي، فيما بدا أنه مؤشر على هجوم إيراني وشيك. ورصدت الصور، التي التقطت من السماء، قطع الصواريخ مجمعة بالكامل، الأمر الذي أثار مخاوف من احتمال أن يطلق الحرس الثوري الإيراني هذه الصواريخ على قطع بحرية أمريكية في الخليج.