يعتقد بعض المحللين والخبراء العسكريين أنه لدى بعض الدول العربية القدرة على استخدام قواتها المسلحة لتفرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا عوضا عن استجداء الدعم من الغرب. كما يعتقدون بأن فقدان قوات القذافي لسلاح الجو ستضعف قواته بشكل كبير وتفقدها قوة النيران الكثيفة وحرية المباغته والاستطلاع، مما سيسرع الحسم على الأرض لصالح الثوار. ولقد طالب المجلس الوطني الانتقالي للثوار المجتمع الدولي بفرض حظر الطيران لوقف الغارات الجوية لقوات القذافي.

وحسب القائد السابق لسلاح الجو والدفاع الجوي في الامارات العربية المتحدة اللواء المتقاعد خالد عبدالله البوعينين فان قوات مشتركة من الامارات والسعودية ومصر قادرة على فرض منطقة حظر

جوي فوق ليبيا انطلاقا من قاعدة مرسي مطروح الجوية شرق مصر. ويقول البوعينين ان "سربين من 40 طائرة طراز اف-16 بلوك-60 اماراتية وسربين من أربعين مقاتلة اف-15 اس وسربين من 40 مقاتلة طراز اف-16 مصرية مدعومة بطائرات رادار وانذار مبكر سعودية طراز أواكس أو مصرية طراز هوك أي أو اماراتية طراز صعب- 340 مع طائرات صهريج سعودية لتزيود المقاتلات بالوقود جوا تستطيع فرض حظر فعال ضد القوات الجوية للقذافي والتي تتألف من طائرات وأنظمة قديمة جدا." ويضيف بأنه يمكن لهذه القوات العربية أن تنتقل الى مرسي مطروح خلال خمسة أيام مستخدمة اسطول طائرات النقل الجوي الجيد الذي تملكه هذه الدول بالاضافة الى دول خليجية أخرى، خصوصاً طائرات سي-130 وسي-17. ويمكن للقوات الخاصة في الامارات العربية ومصر مزودة بطائرات نقل كبيرة مثل تشينوك وبلاك هوك وطوافات هجومية طراز أباتشي لونغ بو أن تؤمن عمليات البحث والانقاذ اذا ما دعت الحاجة. طائرات استطلاع دون طيار للقيام برصد تحركات الدفاعات الجوية لقوات القذافي للتعامل معها. كما تملك هذه الدول الخبرة في تنظيم وادارة وتنفيذ عمليات عسكرية مشتركة، نتيجة برامج التدريب والمناورات المشتركة التي تجريها قوات دول مجلس التعاون الخليجي بالاضافة لمصر والاردن سنويا منذ عقدين من الزمن. وسيسهل هذا الأمر مهام القيادة والسيطرة وتنسيق عمليات الدورية فوق الأراضي الليبية والتعامل بفعالية مع أي تهديدات أو طارئ.

يقترح اللواء البو عينين، والذي يترأس حاليا مؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري (انيغما) ومركزها دبي، أن تستخدم القوات الجوية للدول العربية المذكورة ترسانتها من الصواريخ والقنابل الذكية والقادرة على تدمير منصات رادار وصواريخ أرض جو ليبية من مسافات بعيدة وتدمير مدارج القواعد الجوية لمنع اتطلاق المقاتلات الليبية لمهاجمة الثوار والمدنيين المعارضين لنظام القذافي. وتملك القوات الجوية في الامارات ومصر أنظمة الكترونية تمكنها من كشف وتحديد مواقع منصات الرادار والصواريخ أرض-جو الليبية وتدميرها بأسلحة ذكية دون خسائر في صفوف المدنيين. ويشير الى أن منطقة العمليات للقوات التي ستفرض الحظر الجوي ستكون فعليا محصورة في المنطقة الغربية لليبيا وتحديدا محيط العاصمة طرابلس الغرب حيث تتواجد قواعد لا تزال تحت سيطرة قوات القذافي. تجدر الاشارة الى أن قوات القذافي تملك صواريخ أرض جو روسية الصنع طراز سام-3 وسام-6 وسام-2، سقط البعض منها بيد الثوار.

ويؤكد الخبراء أن 120 مقاتلة متطورة مما تملكه دول الخليج ومصر قادرة على أخضاع وتجميد عمليات سلاح الجو الليبي والمكون من الطائرات القديمة التالية:

• أربع طائرات ميراج اف-1 فرنسية الصنع، فر منها اثنان الى مالطا وتم اسقاط واحدة من قبل الثوار مما يبقي واحدة فقط في الخدمة.
• 25 طائرة ميغ-21، جميعها خارج الخدمة ومتوقفة.
• 34 طائرة روسية الصنع طراز سوخوي-22، تحطمت واحدة منها مؤخرا، وهي ما يستخدمه نظام القذافي حاليا بشكل أساسي لمهاجمة المدنيين والثوار.
• مقاتلتان طراز سوخوي-24 أسقطهما الثوار في المعارك الأخيرة.
• حوالي 125 مقاتلة هجومية روسية الصنع طراز ميغ-23، غالبيتها خارج الخدمة وتحتاج صيانة.
• ثلاثون طوافة هجومية روسية الصنع طراز مي-24 أسقط الثوار بعضها. وتستخدم قوات القذافي هذه الطوافات بكثافة في عملياتها ضد الثوار والمتظاهرين.

تجدر الاشارة الى أن عددا من القواعد الجوية بطائراتها مثل طبرق وبنغازي سقطت بيد الثوار. ويتوقع المراقبون أن يكون الثوار الليبيون أكثر تقبلا لتدخل أو مساعدة عسكرية من دول عربية شقيقة عوضا عن تلك الغربية بسبب عاملي اللغة والجغرافيا. يضاف الى ذلك سهولة عمل مراقبين عسكريين عرب على الأرض مع الثوار لتوفير دعم للعمليات الجوية، خاصة في الاسناد الجوي القريب ضد منصات صواريخ وبطاريات مدفعية مضادة للطائرات. ويجمع بعض المراقبين على أن قرار تقديم العون للثوار الليبيين سينعكس ايجابا على الحكومات العربية المعنية لدى شعوبها نظرا للدعم الكبير الذي يملكه الثوار لدى الرأي العام العربي.