أعلنت طهران أمس، أنها ستبدأ غداً مناورات عسكرية جوية «ضخمة» تستمر خمسة أيام، تُجرى للمرة الأولى على كلّ الأراضي الإيرانية وتشهد اختبار «أنظمة دفاعية جوية» جديدة، وتستهدف صدّ هجوم على المنشآت النووية. وقال قائد مقر «خاتم الأنبياء» للدفاع الجوي الجنرال أحمد ميقاني إن القوات الإيرانية أجرت في وقت غير محدد هذا العام، مناورات عسكرية في منشآت نووية. وأضاف: «أجرينا هذا العام 5 مناورات تكتيكية عبر معارك حقيقية في فردو وطهران وناتانز وبوشهر وأصفهان»، حيث تقع المنشآت النووية الإيرانية. وأشار الى أن مناورات «المدافعون عن سماء الولاية -3» ستبدأ غداً، وسيُستخدم
خلالها «تجهيزات قتالية إلكترونية حديثة»، كما سيتم «اختبار بعض التجهيزات الجديدة في مجال الدفاع الجوي». وأضاف إن المناورات التي تستهدف «رفع مستوى قدرات الدفاع الجوي في أجواء إيران»، ستُجرى «للمرة الأولى على كلّ الأراضي الإيرانية»، لافتاً الى انها «تُعتبر الأولى من نوعها، إذ تشارك فيها كل الوحدات المضادة للقوات المسلحة، بإشراف مقر» خاتم الأنبياء. وأوضح ميقاني إن المناورات تستغرق 5 أيام، وتجري في إطار 3 مراحل، أولها «بعد تصعيد الحرب النفسية للأعداء ضد الشعب الإيراني»، والثانية تتمثّل في «الرد بالمثل على عمليات الأعداء، بتشـــويش الأنظمة التي تستهدف رادارات إيران».
أما الثالثة فتتضمن «شن هجوم على العدو الوهمي، بعد فشله في عملياته خلال المرحلتين السابقتين، بطائرات من دون طيار وغيرها، وضرب العدو الذي يستهدف المنشآت النووية الإيرانية بصواريخ كروز، للقضاء عليه». وأشار ميقاني الى أن إيران ستكشف في شباط (فبراير) المقبل عن جيل جديد من صواريخ «أس-200» بعيدة المدى، مضيفاً انها «ستدشّن في المستقبل القريب، راداراً محلي الصنع يبلغ مداه 3 آلاف كيلومتر».
في غضون ذلك، شدد وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي على أن «مبدأ تعزيز العلاقات مع دول الجوار، يحظى بالأولوية في السياسة الخارجية لإيران». وأكد خلال افتتاح اجتماع رؤساء الممثليات الإيرانية لدى دول الجوار، على «ضرورة توخي الحذر واليقظة والتحلي بالحكمة في ترسيم العلاقات مع دول الجوار»، مشيراً الى «الإمكانات والطاقات التي تتمتع بها إيران لتوسيع علاقاتها مع جيرانها». واعتبـــر أن «الرسالة الأولى الواضحة لإيران الى الدول المجاورة، تتمثل في حدود الصداقة»، مضيــفــــاً: «نظراً الى الخصائص البارزة والمؤثــرة لإيــــران على صعيد المنطقة ودول الجوار، تُعتبر مكانة إيران سياسياً وجغرافياً، وإمكاناتها المادية وفي مقدمها الاستثمارات المعنوية الهائلة للشعب الإيراني، أرصدة الجمهورية الإسلامية للتعامل مع الدول المجاورة».
على صعيد آخر، أوردت وسائل إعلام إيرانية أن السلطات اعتقلت 5 محامين، من بينهم مريم كيانيرسي ومريم كارباسي وسارة ساباغيان اللواتي أوقفن لدى عودتهن الى إيران من تركيا السبت الماضي. والمحاميات الثلاث وقّعن في أيلول (سبتمبر) الماضي، مع آخرين، رسالة مفتوحة تدعو الى اطلاق المحامية البارزة نسرين سوتوده، المدافعة عن حقوق الإنسان. وأفاد موقع «كلمة» التابع لزعيم المعارضة مير حسين موسوي، بأن أجهزة الأمن اعتقلت المحاميات الثلاث، مشيراً الى أن ساباغيان عضو في لجنة تدافع عن حقوق المرأة والطفل، وكانت اعتُقلت في حزيران (يونيو) الماضي، كما تمثّل المدوّن حسين روناغي مالكي الذي أوقف بعد الانتخابات الرئاسية عام 2009 وصدر حكم بسجنه 15 سنة. وأضاف الموقع أن كيانيرسي دافعت عن امرأة حُكمت قبل سنوات بالإعدام رجماً لاتهامها بالزنى. وأعلن المدعي العام في طهران عباس جعفري دولت آبادي اعتقال «محاميين مرتبطين بالمحاميات الثلاث، لارتكابهما مخالفات أمنية وانتهاكهما معايير الجمهورية الإسلامية خارج إيران»