قال مسؤولون أميركيون وباكستانيون رفيعو المستوى إن الإدارة الأميركية تضع اللمسات الأخيرة على رزمة مساعدا أمنية بقيمة ملياري دولار على خمس سنوات، لمساعدة باكستان في محاربة المتشددين على الحدود مع أفغانستان. ونقلت شبكة "سي أن أن" الأميركية، في 19 تشرين الأول/ أكتوبر، عن المسؤولين قولهم إنه سيتم في وقت لاحق هذا الأسبوع الإعلان عن المساعدة حين يأتي مسؤولون باكستانيون إلى واشنطن لعقد محادثات رفيعة المستوى.
وأوضحت مصادر أن الحزمة تهدف إلى الرد على إصرار باكستان على أنها لا تملك القدرة
على ملاحقة الإرهابيين، وتحتاج إلى المزيد من الدعم من الولايات المتحدة. وستساعد الحزمة إسلام آباد على شراء مروحيات وأنظمة تسلّح وتجهيزات لاعتراض الاتصالات. والحزمة هي جزء من برنامج التمويل الخارجي الأميركي الذي يقدم قروضاً وهبات لدول، من أجل شراء أسلحة ومعدات دفاعية أنتجت في الولايات المتحدة.
وتتضمن الحزمة أيضاً مساعدة للقوات الباكستانية في عمليات مكافحة التمرد، وبرنامجاً يسمح لعناصر الجيش الباكستاني الدراسة في الكليات الحربية الأميركية. وكانت الولايات المتحدة قدمت لباكستان 7.5 مليار دولار كمساعدات غير عسكرية على مدى خمس سنوات، وافق عليها الكونغرس العام الماضي (2009). وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، في عددها الصادر في اليوم نفسه، أن الولايات المتحدة تسعى عبر لقاءات رفيعة المستوى مع مسؤولين باكستانيين، إلى إصلاح علاقاتها مع إسلام آباد التي تضررت مؤخراً، بسبب الموقف العسكري الأميركي الصارم الجديد في المنطقة.
وأشارت إلى أن الإدارة الأميركية برئاسة باراك أوباما ستبدأ محاولتها لرأب الصدع في العلاقة مع الباكستانيين، مع وصول قادة عسكريين ومدنيين باكستانيين هذا الأسبوع إلى واشنطن لإجراء لقاءات رفيعة المستوى. وكشفت أن من بين المقبلات التي ستطرح على الطاولة، إتفاق أمني لعدة سنوات مع الباكستانيين، مع مساعدة عسكرية موثوقة أكثر، إذ طالما سعى الباكستانيون لإكمال رزمة المساعدات غير العسكرية البالغة 7.5 مليارات دولار. وأضافت أن الإدارة الأميركية ستناقش أيضاً كيفية توزيع الأموال للمساعدة على إعادة بناء باكستان، بعد الفيضانات التي ضربتها مؤخراً.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي كبير قوله إن مبادرات أميركا تأتي في وقت ينفذ فيه صبر الإدارة الأميركية، وهي ستحمل تحذيراً من أنه إن لم تعزز باكستان جهودها لملاحقة المسلحين المختبئين في المناطق القبلية في شمال وزيرستان، أو إن صدرت أية مؤامرة "إرهابية" أخرى ضد الولايات المتحدة من داخل الأراضي الباكستانية، فإن واشنطن ستجد من الصعب عليها إقناع الكونغرس أو الشعب الأميركي على مواصلة الدعم لإسلام آباد. وأضافت "نيويورك تايمز" إنه في الوقت الذي تمتن فيه باكستان للدعم الأميركي الكبير لها بعد الفيضانات، قال مسؤول باكستانيون إن بلادهم ما تزال تشعر بالخيبة بسبب المساعدة الاقتصادية البطيئة، وعدم القدرة على الوصول إلى الأسواق الأميركية، وفقدان شعور الإدارة الأميركية بمواجهة باكستان مع الهند.
وسيتم التطرق أيضاً خلال اللقاءات إلى دور قوات حلف الأطلسي "الناتو" في محادثات المصالحة بين الرئيس الأفغاني حامد كارزاي وحركة "طالبان"، ويقول المسؤولون الباكستانيون إنهم ممتعضون من تركهم من دون تسوية سياسية تشمل "طالبان".