أنهى الجيش الاميركي امس، عملياته القتالية في العراق بعد 7 سنوات على غزو هذا البلد واسقاط نظامه السياسي بقوة السلاح في مارس 2003.
وأقيم في بغداد امس،(وكالات) احتفال رسمي القى فيه رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي كلمة اشاد فيها بـ «الانجازات الامنية» التي تحققت في العراق خلال السنوات الماضية، منتقدا من يصفون الوضع الامني بـ «المتدهور».
وقال ان القوات الامنية قادرة على تحمل المسؤولية.واضاف: «نحن ملتزمون الانسحاب النهائي نهاية العام المقبل، (…) العراق وشعبه تمكنا من طي صفحة الحرب الطائفية التي لن
تعود ولن نسمح بها، ليعيش العراقيون في بلد سيد مستقل، اطمئنكم بقدرة قواتنا الامنية على تحمل المسؤولية». وعبر المالكي عن «الاسف، لاننا نواجه حملات تشكيك ظالمة تغض الطرف عن الارهاب، والاغرب من كل ذلك يتحدثون عن الانهيار الامني، لكنهم لم يتحدثوا يوما عنه عندما كانت الحواجز الوهمية تقتل الابرياء وكانت القاعدة تفرض سيطرتها على مدن». واضاف: «اننا على يقين من ان وراء الحملة اهدافا لاعاقة الانسحاب».وقال: «ابدى كثيرون شكوكا بالاتفاقية (الامنية)، وقبل ذلك طالبوا بجدولة الانسحاب، وحين اصبح حقيقة راحوا يشككون هذه المرة بجهوزية القوات الامنية (…) لان هذا الانسحاب يسحب البساط من تحت اقدامهم، ويفضح جرائمهم التي كانت ترتكب تحت لائحة الجهاد التحرير».
وتابع ان «ما يفضح المدعين الاحصائيات ففي الشهر الاول من العام 2007، قتل الارهابيون اكثر من اربعة الاف في بغداد وحدها في حين سقط من الجيش الاميركي الرقم ذاته في سبع سنوات انها مفارقة خطيرة تكشف زيف الشعارات الشريرة».
وقال: «في هذه المناسبة، ندعو القوى والاحزاب الوطنية الى توحيد الصفوف (…) واستكمال مؤسسات الدولة لان نجاحنا ضد الارهاب مرهون بوحدتنا الوطنية».
واشاد بواشنطن قائلا: «لابد لنا ان نثمن التزام الولايات المتحدة بتعهداتها حسب الجداول الزمنية».
وتزامنا مع انتهاء العمليات القتالية للجيش الاميركي، التقى نائب الرئيس الاميركي جو بيدن في بغداد، أمس، الرئيس جلال طالباني والمالكي ورئيس الوزراء السابق أياد علاوي اضافة الى عدد اخر من السياسيين.
وشارك كذلك في احتفال لمناسبة انطلاق عملية «الفجر الجديد» التي بموجبها سيكلف الجيش الاميركي «تقديم النصح ومساعدة» الجيش العراقي.
وفي واشنطن، أعلن الرئيس باراك اوباما امس، الموعد الرمزي لانتهاء العمليات القتالية للجيش الاميركي في العراق.
وتوجه اوباما من المكتب البيضاوي في البيت الابيض الى مواطنيه بخطاب متلفز. وقبل ذلك، زار قاعدة عسكرية في تكساس، للقاء جنودا جرحى عادوا أخيرا من العراق.
وجاء هذه التطور بعد خفض عديد القوات الاميركية العاملة في العراق من نحو 130 الف الى 50 الف جندي من المفترض سحبهم في نهاية العام 2011 بموجب نصوص الاتفاقية الامنية المبرمة بين بغداد وواشنطن نهاية العام 2008.
من ناحيته، اعرب قائد القوات الاميركية في العراق عن قلقة من الازمة السياسية التي يمر بها العراق، معتبرا ان عدم التوصل الى تشكيل حكومة يسيء الى ثقة العراقيين في الديموقراطية.
وقال الجنرال راي اوديرنو الذي سيغادر منصبه اليوم، انه يأمل في ان المفاوضات من اجل تشكيل حكومة ستنجح معتبرا انه لا يزال امام المسؤولين العراقيين «اربعة او ستة او ثمانية اسابيع» قبل التوصل الى ذلك.
واضاف في مقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز»، انه في حال تجاوزت المفاوضات «الاول من اكتوبر ما معنى ذلك؟ هل سيتم اجراء انتخابات جديدة؟ انا قلق بعض الشيء»، معتبرا ان هناك مخاطر تحدق بالديموقراطية الهشة في العراق. وتابع: «كلما استغرقت (المفاوضات) وقتا، يمكن ان يشعر (العراقيون) بالاحباط ازاء العملية نفسها».
وقال: «اتمنى الا يفقدوا الثقة في النظام الديموقراطي لان ذلك سيشكل مخاطر على المدى البعيد».
وفي حديثه حول الغزو، اقر اوديرنو «كنا كلنا ساذجين حول العراق». وتابع«هناك امور كثيرة لم نكن نفهمها، وكان علينا ان نتعلمها. وهل ادى ذلك الى تدهورها؟ ربما».
الى ذلك، ذكر الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ، أن زيارة نائب الرئيس الأميركي «مخصصة لانتقال مهمة القوات الأميركية من مهمة قتالية الى مهمة مدنية وتبديل قيادة القوات الاميركية من الجنرال اوديرنو الى الجنرال اوستن ومناقشة موضوع تأخر تشكيل الحكومة العراقية الجديدة». وافاد اللواء الركن محمد العسكري الناطق باسم وزارة الدفاع، أن قوات الأمن في وزارتي الدفاع والداخلية ستكون قادرة على حفظ الامن.
وفي طهران، قال الناطق باسم الخارجية الايرانية رامين مهمنباراست، ان «الوجود الكثيف لقوات اميركية تحت ذرائع مختلفة مثل تدريب القوات (العراقية) غير مقبول». واضاف: «ذلك يظهر ان الاميركيين لم يتخذوا اجراءات جدية لسحب قواتهم من العراق». وتابع: «نعتقد انه اذا عاد الاميركيون والقوات الاجنبية الاخرى الى بلدانهم وتركوا الامن في ايدي شعوب المنطقة فان الاستقرار والامن سيعودان بشكل اسرع».
الى ذلك، نفت كتلة «القائمة العراقية» امس، الأنباء التي تحدثت عن وجود اتفاق لتقاسم فترة رئاسة الحكومة بين علاوي وبين القيادي في «الائتلاف الوطني العراقي» نائب الرئيس عادل عبد المهدي.
وقال الناطق حيدرالملا، إن «الأنباء التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام في شأن وجود اتفاق بين علاوي والقيادي في المجلس الأعلى عادل عبد المهدي لتقاسم منصب رئاسة الوزراء عارية عن الصحة»، مشددا على تصميم «العراقية» على عدم التنازل عما وصفه بحقها الدستوري في تشكيل الحكومة.
ميدانيا، قتل جندي اميركي برصاص قناص عراقي أثناء زيارة احدى دوريات الجيش الأميركي لمركز للشرطة العراقية وسط تكريت. وأعلنت مصادر الشرطة أن ثلاثة من عناصرها، وطفلة، أصيبوا مساء الإثنين جراء انفجار عبوة ناسفة استهدفت دورية للشرطة وسط الفلوجة.