من المتوقع أن يهيمن تطوير الجيش الباكستاني على قضايا أمنية تهم البلاد عندما يجتمع مسؤولون حكوميون وعسكريون كبار مع نظرائهم الامريكيين لاجراء محادثات مهمة في واشنطن طول هذا الاسبوع.
وفي أول محادثات استراتيجية على مستوى وزاري اليوم الاربعاء ركز وزير الخارجية الباكستاني شاه مسعود قرشي ووزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون على التعاون الامني بين الدولتين المتحالفتين لمكافحة المتشددين الاسلاميين.
و كذلك مساعدات الولايات المتحدة لدعم الاقتصاد الباكستاني الضعيف ومساعدته على التغلب على أزمتي المياه والطاقة.
غير أن المحللين يقولون ان قائد الجيش الباكستاني الجنرال أشفق كياني الذي يحضر المحادثات هو من وضع جدول الاعمال الباكستاني الخاص بالقضايا الامنية.
وقال المحلل الامني والسياسي حسن عسكرية رضوي "في الحوار الاستراتيجي عادة ما يتولى الجيش القضايا الامنية."
وفي اطار التحضير للمحادثات الاستراتيجية اليوم الاربعاء عقد كياني اجتماعا مع وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس والاميرال البحري مايك مولين رئيس هيئة الاركان المشتركة للجيش الامريكي وديفيد بتريوس رئيس القيادة المركزية الامريكية وغيرهم من قادة الجيش الامريكي.
والجيش الذي حكم باكستان على مدى أكثر من نصف سنوات استقلالها وهي 61 عاما عادة ما يهيمن على قضايا السياسة الخارجية الرئيسية في البلاد مثل العلاقات مع الهند والروابط العسكرية مع الولايات المتحدة والسياسة تجاه افغانستان.
ورغم عودة باكستان للحكم المدني الكامل باستقالة الرئيس برويز مشرف القائد العسكري السابق عام 2008 الا أن المحللين يقولون ان الجيش لم يتخل عن هيمنته على القضايا الامنية الرئيسية.
وقال رضوي "هذا ليس جديدا على باكستان… الجيش هو دائما من يضع جدول أعمال القضايا الامنية… فالمدنيون لا يمكنهم اتخاذ قرارات أحادية بشأن هذه القضايا."
ومن المتوقع ان يعرض الفريق الباكستاني قائمة "رغبات" في اجتماع واشنطن تهدف الى السعي لتعاون عسكرية واقتصادي موسع من جانب الولايات المتحدة.
وقد تشمل طلبا بالحصول على طائرات هليكوبتر عسكرية وتكنولوجيا الطائرات بدون طيار لمحاربة مقاتلي تنظيم القاعدة وحركة طالبان في المناطق الحدودية الى جانب تبادل أكبر لمعلومات المخابرات.
وتفيد بيانات رسمية أن الولايات المتحدة أعطت باكستان 15.4 مليار دولار منذ عام 2002 نحو ثلثي هذا المبلغ متعلق بالامن.
وفي حين يرأس وزير الخارجية قرشي رسميا الوفد الباكستاني يقول المحللون ان وجود كياني يعكس مدى الاهمية التي توليها الولايات المتحدة للعلاقات القوية مع الجيش الباكستاني على الرغم من افتقار متبادل للثقة.
فقد شكا مسؤولون امريكيون من أن بعض عناصر من أجهزة المخابرات الباكستانية تدعم سرا حركة طالبان لاستخدامها كوكيل لمد نفوذ باكستان في أفغانستان ومنع نفوذ الهند عدوها القديم بعد انسحاب القوات الامريكية.